الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كيف تتعامل إدارة بايدن مع ملف حقوق الإنسان في الشرق الأوسط؟

الرئيس نيوز

أعرب ماوريتسيو جيري، المؤلف والباحث الأمريكي في مقال نشرته مجلة نيوزويك عن اعتقاده بأن كافة ما أصدرته وتصدره إدارة الرئيس جو بايدن من تصريحات بحقوق الإنسان في الشرق الأوسط مجرد مغازلات للتيار النيوليبرالي، وفي المجمل فإن هذه التصريحات ينقصها الجدية والاتساق، فمنذ عام تقريبًا، تعهدت إدارة بايدن بوضع حقوق الإنسان في "صدارة" السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وبالمثل، ومن أجل إحداث المزيد من الضجة، عقدت إدارة بايدن قمة من أجل الديمقراطية أواخر العام الماضي ذكر نص بيانها الصحفي عبارة "حقوق الإنسان" 37 مرة.

في غضون ذلك، أثبت الوباء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أنه ستار دخان مثالي للإرهابيين لاستئناف أساليبهم القديمة، فقد أعدمت إيران رياضيًا بلا هوادة وفي باكستان المجاورة، قُتل قس مسيحي في هجوم إرهابي، ولم تتورع جبهة البوليساريو في استخدام الجنود الأطفال مرة أخرى في حربها الطويلة مع المغرب للمطالبة بالصحراء الغربية كدولة جديدة، ويعتقد جيري أن إدارة بايدن مسؤولة عن ترك هذه الفئات الضعيفة والأكثر حاجة فريسة لليأس الاقتصادي لأولئك الذين أُجبروا على معاناة الفقر بسبب الوباء.

ولكن جيري يقر، في مقاله، بأنه في بعض الزوايا غير المتوقعة، على الرغم من الوباء، شهد الشرق الأوسط تحسنًا نسبيًا في حقوق الإنسان، فقد حظيت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأسوان والنوبة في مصر بثناء دولي واسع النطاق وتعهد السيسي بتقديم المساعدة لأهل النوبة، في إطار برنامج حياة كريمة، ولفت جيري إلى موافقة إدارة بايدن على مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات لمصر في 25 يناير، متجنبةً كل ما يثيره الإعلام النيوليبرالي حول مخاوف حقوق الإنسان.

وعلى الشاطي المقابل للبحر الأحمر، وعلى الرغم من قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع السويد في عام 2015 بسبب انتقادات لاستخدام الجلد كشكل من أشكال العقاب البدني، ولكن خلال فترة الوباء، ألغت المملكة العربية السعودية هذه العقوبة. علاوة على ذلك، شرع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بجرأة في عدد من الإصلاحات القضائية بما في ذلك إلغاء الاعتقالات دون توجيه تهم جنائية والإفراج بهدوء عن مجموعة من الناشطات. ولا تزال عقوبة الإعدام مشكلة في المملكة، وفقًا لجيري، ولكن المملكة ألغت عقوبة الإعدام على القصر.

وهاجم جيري منح إدارة بايدن مؤخرًا لقطر صفة حليف رئيسي من خارج الناتو، ولفت إلى انتهاكات حقوق الإنسان التي تتناقلها وسائل الإعلام فيما يتعلق بالسخرة ووفيات العمال الوافدين المشاركين في إنشاء المرافق الرياضية المقرر استخدامها أثناء نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، والتي ستسلط الضوء على سجل الدوحة السيئ في مجال حقوق الإنسان، كما أوضح أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي، لكن جيري يعترف بأن أمريكا لا يمكن لها أن تحل جميع مشاكل المنطقة، ولكن بالنظر إلى الخطاب الذي تبنته إدارة بايدن في بداية فترة ولايتها، ارتفعت التوقعات بأن البيت الأبيض لن يعطي الضوء الأخضر لبعض أسوأ منتهكي حقوق الإنسان في المنطقة خلال عام واحد فقط.

وطالب جيري بايدن بالاتساق فالولايات المتحدة ليست بحاجة إلى أن تكون مستعدة للإدانة فحسب، بل يجب أن تثني حتى على الخطوات الصغيرة إلى الأمام فيما يتعلق بحقوق الإنسان، طالما تم القيام بها بحسن نية وأكد أن مثل هذه السياسة تتماشى مع البراجماتية التي يحرص بايدن على ممارستها وهي مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى في سياق الوباء، موضحًا أن أي سياسة تركز على حقوق الإنسان صعبة على المدى القصير وستؤدي إلى اضطراب بعض العلاقات، ولكن على المدى الطويل، سيؤدي ذلك إلى شرق أوسط أكثر استقرارًا - مما سيؤدي إلى قدر أقل من المغامرات العسكرية التي ميزت الكثير من علاقة أمريكا بالمنطقة. هذا هو الهدف الرئيسي لأمريكا في الشرق الأوسط.