الشرق الأوسط ومناورات الصين.. اختبار قوة للولايات المتحدة وسط تصاعد الأحداث الدولية
ومع التشكيك في التزام واشنطن بأمن حلفائها العرب، منذ الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، تقدم الصين منهجية بديلة لمعادلة القوة العظمى، ووفقًا لتوم حسين، في تقرير نشرته صحيفة ساوث تشاينا مورننج بوست، تشعر الصين بضيق اقتصادي تقوده الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ويشير المحللون إلى أن تركيز الولايات المتحدة ينصب بشدة على الصين من خلال استراتيجيتها الجديدة، وأشار مركز أبحاث أمريكي إلى إن الحرب على تايوان من بين خمسة سيناريوهات محتملة للصراع، وذكر وزير المالية السابق لو جيوي أن الولايات المتحدة منخرطة في ممارسات اتهمت الصين بها، وعلى الجانبين التحدث عنها.
وتتصاعد التوترات بين الكتل القوية المتنافسة في الشرق الأوسط حيث تتجه الجولة الحاسمة من المحادثات النووية الإيرانية نحو نتيجة غير مؤكدة حتى الآن، وتتواصل المفاوضات في فيينا بين ممثلي إيران وأربع قوى عالمية بشأن عودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية عام 2015 للحد من برنامج طهران النووي، وسط القليل من التقارير حول إحراز تقدم.
قامت واشنطن بمحاولة لتخفيف وطأة التوترات قليلاً الأسبوع الماضي من خلال إحياء الإعفاء من العقوبات لبرنامج الطاقة النووية المدنية الإيراني الذي يسمح للدول بالتعاون مع طهران في المشاريع النووية المدنية، لكنها أوضحت أن تخصيب إيران لليورانيوم وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة كانا مصدر قلق متزايد، وتريد إيران أن تضمن الولايات المتحدة أنها لن تتخلى عن الاتفاق النووي مرة أخرى وتصر واشنطن على أن هذا غير ممكن، ولا تزال الدول المعنية تسعى إلى "اتفاق يعالج المخاوف الأساسية لجميع الأطراف، ولكن إذا لم يتم التوصل إليه في الأسابيع المقبلة، فإن التقدم النووي الإيراني المستمر سيجعل من المستحيل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة وفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
وبينما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن الأطراف قد أحرزت تقدمًا، بما في ذلك مطالبة طهران بضمانات بأن الإدارة الأمريكية المستقبلية لن تتخلى عن الاتفاق مرة أخرى - كما فعل الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2018 - قال مسؤولون أمريكيون إن مثل هذا الضمان ليس مستطاعًا، وتقول إيران إن رفع العقوبات الأمريكية "خط أحمر" لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وفيما يُنظر إليه على أنه دعم لموقف طهران المتصلب، شن حلفاؤها من جماعة الحوثي في اليمن الشهر الماضي سلسلة غير مسبوقة من الصواريخ الباليستية والهجمات الانتحارية بطائرات مسيرة على الإمارات العربية المتحدة، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة وشنوا يوم الخميس هجوما بطائرة مسيرة على مطار بالسعودية أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 12 شخصا، ونُفذت الهجمات الجوية بالدرجة الأولى انتقاما لطرد قوات الحوثي من مناطق مأرب وشبوة المنتجة للنفط في اليمن من قبل مليشيات موالية للحكومة مسلحة من الإمارات، ودعمتها خلال الحملة الطائرات الحربية الإماراتية والسعودية.