الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

ماذا بعد تمسك الدبيبة بالسلطة رغم عزله؟

الرئيس نيوز

نشرت صحيفة لاجازيتا الإيطالية تقريرًا يسلط الضوء على تفاصيل الوضع المتغير بسرعة في طرابلس منذ انتخاب البرلمان وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا وتكليفه رئيسا جديدًا للوزراء، ويحاول رئيس الوزراء الليبي المؤقت عبد الحميد الدبيبة، في مواجهة هذا القرار، الظهور كمبادر لتحركات جديدة لإحياء العملية السياسية، ويقول محللون إنه على الرغم من تمسكه بصورة المبادر، إلا أنه لا يزال يرسل إشارات بأنه لن يتردد في نشر ميليشيات موالية ضد منافسيه.

وأعلن الدبيبة إن لديه خطة لإجراء انتخابات تشريعية واستفتاء على الدستور في نفس اليوم ولكنه أغفل أي ذكر للانتخابات الرئاسية، وكان يُنظر إلى الدبيبة في الماضي على أنه يدفع باتجاه إجراء انتخابات تشريعية من شأنها أن تنتخب برلمانًا جديدًا، والذي سيختار بعد ذلك رئيس البلاد وحدد رئيس الوزراء المؤقت يوم 17 فبراير موعدا للكشف عن خطة سياسية لـ "عودة السلطة للشعب" وقال: إن القطار الانتخابي انطلق ولن يتوقف إلا بسلطة شرعية منتخبة.

وطوال إجراءات العملية المقترحة، يرغب الدبيبة في البقاء في السلطة، والتي يتهمه الكثيرون باستغلالها لتعزيز مصالحه الشخصية ومصالح حاشيته والمقربين منه، وأكد رئيس الحكومة أن ثمة طبقة سياسية سيطرت على ليبيا خلال السنوات العشر الماضية وتولت المال وصنع القرار وهم نفس الوجوه التي تقاتل ومن ثم تتقاسم الغنائم فيما بينها"، ووصف ما حدث في البرلمان خلال جلسة الخميس بأنه "سخافة شابها تزوير وتزييف تقوده أقلية سيطرت على البرلمان من خلال انعدام الشفافية والنزاهة".

وبحسب محللين، تهدف مبادرة الدبيبة إلى وقف الزخم السياسي الذي يقوده مجلس النواب ومجلس الدولة وتفضل الهيئتان تغيير رئيس الوزراء كجزء من عملية يقوم فيها باشاغا بتشكيل حكومة جديدة وتنظيم الانتخابات مع التعهد بعدم ترشح نفسه، وأضاف التقرير  أن الدبيبة يدرك جيدا أن تحركاته ربما يكون مصيرها الفشل، خاصة بعد إعلان رئيس المجلس الأعلى، خالد المشري، السبت، أنه يدعم تغيير الحكومة.

وقال المشري إن بندًا في اقتراع الثقة العام الماضي في حكومة رئيس الوزراء المؤقت عبد الحميد الدبيبة "ينص على أن تفويضها سينتهي في موعد أقصاه 24 ديسمبر  2021"، موعد الاقتراع الرئاسي المؤجل، وأضاف المشري أن تسمية باشاغا الخميس خلفا للدبيبة جاءت من هذا النص بعد "توافق نادر بين البرلمان والمجلس الأعلى".

واتهم المشري، وهو شخصية مؤثرة في غرب ليبيا، حكومة الدبيبة بـ "تأجيج حملة ضد البرلمان والمجلس الأعلى" وينظر إلى الدبيبة على أنه يناور للبقاء في السلطة رغم الإجماع الذي ظهر ضده على الاحتفاظ برئاسة الوزراء.

يرى الكثير من الليبيين أن الدبيبة يعرقل الآن فرصة تاريخية لتجاوز الخلافات بين الأجزاء الشرقية والغربية من البلاد تحت سلطة حكومة واحدة بقيادة باشاغا،

ولا يستبعد مراقبون أن يؤدي الدبيبة إلى اندلاع مواجهة مسلحة في طرابلس ضد الجماعات المسلحة التابعة لفتحي باشاغا، الأمر الذي سيبدد بالتأكيد أي أوهام حول صورته كصانع سلام في المشهد الممزق في البلاد، وتحركت قافلة من المقاتلين إلى طرابلس من مدينة مصراتة الساحلية يوم السبت لدعم رئيس الوزراء المؤقت.

وأكد وصول القافلة خطر تجدد القتال في ليبيا مع اندلاع الأزمة، في أعقاب تحركات في الأسابيع الأخيرة من قبل فصائل مسلحة تدعم أطرافا سياسية مختلفة، ووصلت قافلة السبت المؤلفة من أكثر من 100 سيارة بعد أن اتهم الدبيبة في وقت سابق البرلمان بـ "المسؤولية عن كل هذه الدماء والفوضى" في ليبيا خلال السنوات الأخيرة.

من جانبه، اتهم رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، الدبيبة بالفساد والسعي لاستغلال منصبه لتحقيق غاياته الخاصة بدلاً من إحداث انتقال ذي مغزى وفي غضون ذلك، اجتمعت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني ويليامز، بشكل منفصل مع كل رئيس وزراء متنافس يوم الأحد، وحثتهما على الحفاظ على الاستقرار الهش في البلاد ينحدر الرجلان من مدينة مصراتة الغربية القوية ويدعمهما جماعات مسلحة متنافسة في طرابلس.

وشهدت ليبيا عقدا من أعمال العنف الإقليمية والقبلية والأيديولوجية منذ أن أطاحت ثورة عام 2011 بدعم من حلف شمال الأطلسي بالزعيم معمر القذافي وقتلته، وقالت ويليامز، التي تعمل فعليًا كمبعوثة للأمم المتحدة إلى ليبيا، إنها التقت بالدبيبة يوم الأحد لمناقشة آخر التطورات.

وكتبت "كررت التأكيد على أهمية عمل جميع الجهات الفاعلة والمؤسسات ضمن الإطار السياسي، وقبل كل شيء، الحفاظ على الهدوء على الأرض من أجل وحدة ليبيا واستقرارها" مضيفة أن الأمم المتحدة "ما زالت ملتزمة برفع أصوات 2.8 مليون ليبي سجلوا أسماءهم للتصويت".

والتقت ويليامز أيضًا باشاغا وأبرزت الحاجة إلى المضي قدمًا "بطريقة شاملة وشفافة وتوافقية"، مشددة على "حماية الاستقرار في طرابلس وفي كافة أنحاء البلاد".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه علم بالتصويت لصالح باشاغا، وحث جميع الأطراف على الحفاظ على الهدوء "كأولوية مطلقة".