أذربيجان تلعب دورًا بارزًا في تطبيع العلاقات الإسرائيلية التركية
تلعب أذربيجان الدور الأكبر في إصلاح العلاقات التركية الإسرائيلية، بعد أن أصبحت باكو صديقًا مشتركًا أو قاسمًا مشتركًا بين تركيا وإسرائيل، وفقًا لتقرير أصدره مركز الزيتونة في لبنان، وبحسب التقرير الذي سلط عليه الضوء موقع ميدل إيست مونيتور، فإن مركز الزيتونة، وهو مركز أبحاث مقره لبنان، يرجح أن دعم إسرائيل وتركيا لأذربيجان ضد أرمينيا، ومشاركتهما في تسليحها، خاصة بالطائرات بدون طيار، يوضح كيف يمكن لثلاث دول أن تكون على أرضية مشتركة.
جاء في التقرير أن الجانبين اتفقا على دعم أذربيجان في مواجهة إيران وعلى هامش الخلاف والتوتر والتهديدات التي سادت بين طهران وباكو، فقد انحازت تركيا بوضوح إلى باكو، الأمر الذي أزعج طهران، كما جاء في التقرير أن "تفاقم التوتر بين إيران وأذربيجان يمكن أن يزيل بعض العقبات أمام التقارب بين تركيا وإسرائيل في وقت سيخفف الهدوء والعودة إلى اللغة الدبلوماسية بينهما من الضغط على أنقرة لتحسين العلاقات معها".
ومنذ عام 2021، بدأت تركيا وإسرائيل السعي لتطبيع العلاقات، على الرغم من المخاوف المتبادلة، وأضاف التقرير أن التقارب بين تركيا وإسرائيل ليس مؤكدًا، ولكنه مرجح للغاية، وسلطت صحيفة جيروزاليم بوست الضوء على تصريحات هذا الأسبوع لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قبيل زيارة متوقعة من قبل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج إلى أنقرة الشهر المقبل، ولأفت أوغلو إلى إن تركيا لن تتراجع عن التزامها بإقامة دولة فلسطينية من أجل التوسط في علاقات أوثق مع إسرائيل.
وطرد البلدان سفراءهما في 2018 بعد خلاف مرير وظلت العلاقات متوترة لكن أنقرة اتخذت خطوات لإصلاح علاقاتها الإقليمية المتوترة، بما في ذلك العلاقات مع إسرائيل.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هرتسوج سيزور تركيا منتصف مارس، وهي أول زيارة من نوعها منذ سنوات، مضيفا أن البلدين قد يناقشان التعاون في مجال الطاقة ولم يؤكد هرتسوج الزيارة بعد، وأدانت أنقرة، التي تؤيد حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وسياستها تجاه الفلسطينيين، بينما دعت إسرائيل تركيا للتخلي عن دعمها لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة.
وقال أوغلو للصحفيين في أنقرة "أي خطوة نتخذها مع إسرائيل بخصوص علاقاتنا وأي تطبيع لن يكون على حساب القضية الفلسطينية مثل بعض الدول الأخرى"، في إشارة إلى التقارب بين إسرائيل وبعض دول الخليج الذي أثار غضب تركيا، واضاف ان "موقفنا هناك واضح دائما". "تطبيع هذه العلاقات أكثر قليلاً قد يزيد من دور تركيا فيما يتعلق بحل الدولتين أيضًا، كدولة ستكون على اتصال مع كلا البلدين، لكننا لن نتراجع أبدًا عن مبادئنا الأساسية".
وسعت دول الخليج التي أقامت علاقات مع إسرائيل إلى طمأنة الفلسطينيين بأن دولهم لا تتخلى عن السعي لإقامة دولة فلسطينية، على الرغم من استنكار القادة الفلسطينيين للصفقات باعتبارها خيانة لقضيتهم.
بينما تحدث أردوغان مع هرتسوج من قبل خلال التوترات، فإن الرئاسة الإسرائيلية تلعب دورًا احتفاليًا إلى حد كبير. في تشرين الثاني (نوفمبر)، تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في أول مكالمة من هذا النوع منذ سنوات.
ورصدت عدسات الصحيفة متظاهرين خلال احتجاج على الزيارة المرتقبة للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول في 31 يناير 2022 وكُتب على اللافتة: "لا نريد قتلة أطفال في بلادنا".
وقال المتحدث باسم أردوغان، إبراهيم كالين إن هناك "نهجا إيجابيا" من جانب إسرائيل منذ تشكيل حكومتهم الجديدة، وفقا لما ذكره المذيع أ هابر، بينما قال بينيت للصحفيين "الأمور تسير ببطء شديد وبشكل تدريجي"، ردا على سؤال حول الزيارة المحتملة إلى تركيا.
وأكد مسؤول إسرائيلي كبير طلب عدم ذكر اسمه إن بلاده "تتقدم بقدر كبير من العناية عندما يتعلق الأمر بتركيا"، لكنه أضاف أن التوترات الإقليمية يجب ألا تمنع البلدين من التعاون.