ماذا تحمل وزيرة خارجية ألمانيا فى حقيبتها خلال زيارتها للشرق الأوسط؟
توجهت، أمس الأربعاء، وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك إلى الشرق الأوسط حيث تأمل ألمانيا في تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط التي توقفت في الغالب منذ عام 2014 ومن المقرر أن تزور وزير الخارجية بربوك إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن وستكون محطتها الأخيرة في مصر، وبالفعل وصلت بربوك إلى إسرائيل مساء الأربعاء ومن المتوقع أن تلتقي مسؤولي الحكومة الإسرائيلية اليوم الخميس، قبل زيارتها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ومصر، وأكد موقع دويتش فيله الألماني أن الهدف من الزيارة هو جمع معلومات عن الوضع الحالي لعملية السلام في الشرق الأوسط.
تأتي رحلة الوزيرة بربوك بعد وقت قصير من زيارتها لخط المواجهة في أوكرانيا ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا، ومن المقرر أن تلتقي بربوك بوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ورئيس الوزراء نفتالي بينيت والرئيس إسحاق هرتزوج يوم الخميس، وقالت وزيرة الخارجية الألمانية قبل الرحلة: "الحكومة الألمانية الجديدة لا تتخلى عن التزامها بالسلام والأمن لشعوب المنطقة، ونحن مقتنعون بأن ذلك يشمل بشكل لا ينفصم حماية حقوق الإنسان".
وأشارت بربوك إلى أن إسرائيل هي عن وعي شديد المحطة الأولى في رحلتي"، مشددة على "المسؤولية التاريخية الخاصة لألمانيا عن سلامة إسرائيل" ويتضمن جدول الأعمال زيارة نصب ياد فاشيم التذكاري للهولوكوست الذي يكرم ملايين اليهود الذين قتلوا على أيدي النازيين كما تخطط وزيرة الخارجية لمناقشة عملية السلام في الشرق الأوسط في كل محطة من رحلتها.
وقالت بربوك: "حتى لو بدا الصراع في الشرق الأوسط وكأنه أزمة، فلا يمكننا قبوله باعتباره أمر واقع"، كما جددت دعم ألمانيا "لحل الدولتين المتفاوض عليه"، مضيفة أنه "من أجل ذلك، يجب أن تكون هناك دولة فلسطينية فاعلة وديمقراطية وذات سيادة في المستقبل" وعلى هذا النحو، ستزور أيضًا مدينة رام الله الفلسطينية في الضفة الغربية وتلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس لمناقشة "الخطوات اللازمة في مجال سيادة القانون أو إجراء الانتخابات، فضلاً عن الدعم الألماني للمؤسسات الإغاثية".
ما هي خطة بربوك أثناء زيارتي الأردن ومصر؟
سيتوجه بربوك مساء اليوم الخميس إلى الأردن قبل أن تتوجه بعد ذلك إلى مصر لإجراء محادثات يوم السبت، وذكرت صحيفة أوسفرتيجاس الألمانية لأنها لدى وصولها إلى الأردن، ستجري وزيرة الخارجية بربوك محادثات مع نظيرها الوزير الصفدي في عمان ثم تسافر 35 كيلومترًا جنوبًا لزيارة مخيم للاجئين في الطالبية الذي تشرف على إدارته وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) ويتلقى تمويلًا كبيرًا من ألمانيا، وفي الأردن، هناك أكثر من مليوني شخص، يمثلون أكثر من 20 في المائة من السكان، مسجلين لدى الأونروا.
ووصل مئات الآلاف غيرهم إلى الأردن منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، وتقدم الحكومة الأردنية مساهمة لا مثيل لها تقريبًا من خلال استيعاب هؤلاء الأشخاص ورعايتهم ودمجهم وبعد الأردن، من المقرر أن تسافر الوزيرة إلى مصر حيث ستشارك أيضًا في محادثات سياسية، على سبيل المثال مع وزير الخارجية المصري شكري، وأشارت الصحيفة إلى وجود سبع مدارس ألمانية في مصر، وجامعتان ألمانيتان مصريتان، و400 ألف مصري يتحدثون الألمانية، هي سمات فريدة نشأت منذ ما يقرب من سبعين عامًا من تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وعلاوة على ذلك، تستضيف مصر المؤتمر الدولي لتغير المناخ هذا العام في نوفمبر، وبالتالي فالقاهرة هي لاعب رئيسي عندما يتعلق الأمر بالحماية الدولية للمناخ وأثناء وجودها في مصر، ستجري وزيرة الخارجية بربوك حوارًا مع الجهات الفاعلة التي تقود محادثات القاهرة المناخية وتستخدم ألمانيا الإطار الذي قدمته رئاستها الحالية لمجموعة السبع للمضي قدمًا في أهداف طموحة لحماية المناخ والبيئة وانتقال الطاقة. وقبل مغادرتها برلين، قالت الوزيرة هناك عدد قليل من الأماكن في العالم حيث تتلاقى التهديدات التي تشكلها أزمة المناخ على الناس والطبيعة والاقتصاد وكذلك فرص التحول المستدام كما يحدث في الشرق الأوسط.
وأكدت بربوك: "في جميع مراحل رحلتي، أعتزم البحث عن فرص لمزيد من التعاون في مجال سياسة المناخ والطاقة، سواء في تطوير الطاقات المتجددة أو حماية احتياطيات المياه أو حماية الموارد الطبيعية، وبالتأكيد فإن مصر، بصفتها الدولة المضيفة لمؤتمر تغير المناخ القادم، لها دور مهم بشكل خاص تلعبه - سأقترح على نظيري هناك أن نتولى بشكل مشترك رئاسة حوار بيترسبرج بشأن المناخ، الذي سنستضيفه في يوليو".