القائمة الكاملة| 40 ألف جنيه..تسعيرة بيع ساعة الهواء فى القنوات الفضائية

وبرغم وجود مجلس أعلى لتنظيم الإعلام ونقابة للإعلاميين وقوانين وتشريعات منظمة نص عليها الدستور في مواده، وتحولت هذه المواد لقوانين، إلا أن كل ذلك لم يقضي على هذه النوعية من البرامج ولم يقننها حتى اليوم. 

وهو ما يتسبب كل فترة بأزمة جديدة تثير الجدل حولها، وكانت آخرها فضيحة فبركة احدى برامج شراء الهواء على شاشة قناة "الحدث" لمكالمة مع الدكتور المصري العالمي مجدي يعقوب في برنامج  "بكره أحلى" .

 وبعد انتشار مقطع الفيديو الخاص بالمكالمة المفبركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ المجلس الأعلى لتنظيم الاعلام يتحرك لاتخاذ اجراء بوقف البرنامج ومقدميه، ليتبعه نقابة الإعلاميين التي قامت بتقديم بلاغ رسمي ضد القناة ومقدمي البرنامج.

كشفت مصادر خاصة لـ"الرئيس نيوز" عن أسعار بيع الهواء بكافة القنوات المصرية بتصنيفاتها المختلفة، ونرصد خلال الأسطر التالية هذه الأسعار، ونكشف تفاوتها من قناة لأخرى. 

في البداية أكدت مصادرنا أن مجموعة قنوات المتحدة للخدمات الإعلامية اتخذت قرارا منذ فترة بمنع هذه النوعية من البرامج عبر كافة شاشاتها، وأضافت المصادر أن المتحدة بكافة قنواتها تخلت عن عدد من برامج بيع الهواء بشكل نهائي برغم أنها كانت تقدمها منذ فترة في إطار محدود مع وضع ضمانات تتعلق بالمهنية ومراجعة المحتوى الاعلامي المقدم، إلا أنها في النهاية قررت وقف الأمر تماما.

فيما تقوم قناة "الشمس" بوضع أسعار متفاوتة حسب توقيت عرض البرنامج، وتبدأ الساعة من 20 ألف جنية إلى 40 ألف جنية حسب طبيعة ونوعية وموعد البرنامج.

 أما قناة "الحدث اليوم" وهي صاحبة الواقعة الشهيرة، والأكثر انتشارا للأخطاء في هذه النوعية من البرامج، فتتراوح ساعة الهواء بها من 3 ألاف جنية إلى 15 ألف جنية، فيما تقوم قناة "الصحة والجمال" ببيع ساعة الهواء بثلاث ألاف جنية وأحيانا أقل من ذلك. 

حول أزمة بيع الهواء وهذه النوعية من البرامج، تحدث "الرئيس نيوز" مع بعض الخبراء والمتخصصين حول تلك الأزمة، وكيفية مواجهتها. 

الدكتور ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامي، والذي أكد أن الأزمة ليست بجديدة، ولكنها مستمرة منذ وقت طويل، ولم يتخذ ضدها إجراءات صارمة وجذرية من البداية، وهو ما يتيح استمرار هذه البرامج، خاصة في ظل انخفاض كبير للعوائد الإعلانية داخل سوق التليفزيون بشكل عام، وهو ما يجعل القنوات تتجه لبيع الهواء أملا منها في تحقيق عائد مادي، حتى لو كان ضئيل جدا.

 وأضاف أن هذه البرامج تنتهج معايير المهنية ويدفع ثمن ذلك المجتمع بأكمله سواء الجمهور أو صناعة الإعلام على حد السواء، مؤكدا أن قنوات بيع الهواء لا تعمل وفق خرائط برامجية ولا تضع قواعد مهنية، والأمر يتعلق فقط بأن من يملك المال يقدم على الشاشة ما يريده. 

وكشف عبدالعزيز أن الكثيرين ممن يقدموا هذه البرامج يستهدفوا الظهور لفترات قصيرة تمكنهم من استغلال هذا الظهور في عمليات نصب داخل المجتمع، واكد أن الأزمة الحقيقية في أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام غير قادر على مواجهة هذه الظاهرة إلا في حالة واحدة وهي تقديم محتوى يتعارض مع القيم التي أرساها، أما غير ذلك فلا يتدخل، ولذلك ستجد أن دور المجلس يظهر دائما فقط عندما يتعلق الأمر بوجود أزمة ما، واذا لم تتواجد أزمة فلا دور للمجلس، وهنا يجب أن نضع قوانين حازمة تمنع الفكرة من الأساس. 

فيما أكد الدكتور حسن على رئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين، أن تنامي ظاهرة بيع البث المباشر هو نتيجة لضعف اقتصاديات الإعلام مؤخرا، وقال إن هذا عبث ليس له مثيل في العالم، وأوضح أن بيع الهواء مؤشر على إفلاس الكثير من القنوات وهو ما يجعلهم يلجأوا لهذا الأمر الذي يضر بالمجتمع كاملا.

وأشار انه يجب وضع حلول في أسرع وقت حتى تنتهي هذه الظاهرة، مشيرا أنه لا يصح في الجمهورية الجديدة أن تبقى مثل هذه الظواهر السلبية التي تؤثر على الدولة وتضر المجتمع وتنشر الجهل.