الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

سيد القمني.. رحيل المفكر الذي أثار الجدل حيًا وميتًا

الرئيس نيوز

رحل عن عالمنا الكاتب والمفكر سيد ‏القمني، عن عمر يناهز الـ75 عامًا، القمني الذي لطالما أثار جدلًا بسبب أطروحاته التي اتسمت بكثير من ‏الجرأة، فالبعض اعتبره باحثاً بالتاريخ الإسلامي من وجهة نظر ‏ماركسية، في حين أنه يعتبر نفسه من أتباع فكر المعتزلة، كما أنه نادى ‏بتغير المناهج الدينية الإسلامية وخاصةً في المملكة العربية السعودية.‏

ولد سيد محمد القمني في 13 مارس 1947 في مدينة الواسطى في محافظة ‏بني سويف في مصر، ولقب القمني نسبة إلى مسقط رأس العائلة، ‏ترعرع القمني في بيئة متدينة لأب أزهري يعمل بالتجارة، ليهتم بالفلسفة ‏عند دراسته في المرحلة الثانوية، وحصل على شهادة الفلسفة من جامعة ‏عين شمس في عام 1969، وعمل مدرساً لمادة الفلسفة في المرحلة ‏الثانوية لقنا في صعيد مصر، ومن ثم سافر للكويت للعمل، واستكمل ‏مشواره العلمي للدراسات العليا في الجامعة اليسوعية في بيروت.‏
مؤلفات القمني
ألف القمني عددًا من الكتب، ففي عام 1996، أصدر كتابين هما النبي ‏إبراهيم والتاريخ المشهور وكتاب حروب دولة الرسول, وقصة الخلق، ‏والنسخ في الوحي، والحزب الهاشمي، والتاريخ المجهول، العرب قبل ‏الإسلام.‏

في عام 1998، صدر له كتاب السؤال الآخر، وفي 1999، أصدر كل ‏من النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة، وكتاب بعنوان قصة الخلق.‏

في عام 2000، أصدر كتاب إسرائيل، الثورة التاريخ التضليل، وفي ‏‏2001، صدر له كتاب إسلاميات والعام التالي أصدر كتاب إسرائيليات، ‏وفي 2004، صدر له الجماعة الإسلامية رؤية من الداخل، وفي العام ‏التالي، كتاب أهل الدين والديمقراطية.‏

في عام 2009، حصل القمني على جائزة الدولة المصرية التقديرية ‏للعلوم الاجتماعية وقيمتها 200 ألف جنيه، أثار ذلك حفيظة كل من ‏الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري، فقد قام برفع دعوى قضائية ضد ‏وزير الثقافة المصري فاروق حسني، وأمين المجلس الأعلى الثقافي علي ‏أبو شادي.‏

المفكر سيد قمني متزوج وله ابنة تدعى إيزيس القمني، يقال إنه كان على ‏خلاف مع إخوته بسبب أرائه الدينية، هذا ما صرح به أخوه عبد العال ‏القمني في عام 2012، مؤكدا أنه منقطع عن عائلته منذ 15 عاماً.‏

ونعى عدد من المثقفين والكتاب في مصر، القمني، وأعلن وفاته الدكتور ‏خالد منتصر، عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، وتقدم كثيرون ‏بالتعازي لابنته إيزيس القمني وبقية أفراد أسرته.‏

كتاب "الحزب الهاشمي"‏
في هذا الكتاب، حاول القمنى أن يظهر دور العامل السياسي في اتخاذ ‏القرار الديني في التاريخ الإسلامي المبكر.‏
ويقول في كتابه الحزب الهاشمى: "هناك من استطاع أن يقرأ الظُروف ‏الموضوعية لمدينة مكة بوجه خاص، وأن يخرج من قراءته برؤية ‏واضحة هي إمكان قيام وحدة سياسية بين عرب الجزيرة، تكون نواتها ‏مكة تحديدًا".‏

كتاب "رب هذه الزمان"‏
أصدر القمني هذا الكتاب في 1997، وصادره مجمع بحوث الأزهر ‏حينها وأخضع كاتبه لاستجواب حول معاني "الارتداد" المتضمنة فيه. ‏ويتضمن الكتاب محاورًا أغلبها تاريخي متخصّص جدّاً، خاصّة فيما ‏يتعلّق بالإسرائيليات، وتاريخ الشعوب، وجذور الكلمات والمصطلحات ‏والأديان الوثنية عبر التاريخ.‏

رسائل التهديد واعتزال القمني للكتابة
كانت المهندسة سلوى القمنى ابنة سيد القمنى صرحت بأن والدها تلقى تهديدات كثيرة بالقتل منذ تفجيرات طابا كان بعضها من تنظيم قاعدة الجهاد فى بلاد الرافدين الذى كان يتزعمه أبو مصعب الزرقاوى عبر شبكة الإنترنت خاصة بعد مقال كتبه بعنوان "إنها مصرنا يا كلاب جهنم" لكن القمنى لم يأخذه بجدية حتى وصله التهديد الأخير من جماعة الجهاد والذى أخذه على محمل الجد. 

 جاء فى هذه الرسالة التى نشرت مقتطفات منه المقطع التالى «اعلم ايها الشقى الكفور المدعو سيد محمود القمنى، أن خمسة من أخوة التوحيد وأسود الجهاد قد انتدبوا لقتلك، ونذروا لله تعالى أن يتقربوا إليه بالإطاحة برأسك، وعزموا أن يتطهروا من ذنوبهم بسفك دمك، وذلك امتثالا لأمر جناب النبى الأعظم صلوات ربى وتسليماته عليه، إذ يقول "من بدل دينه فاقتلوه». على أثر هذا التهديد كتب القمنى رسالة اعتزاله.

فيما مارس المتشددون هوايتهم على ‏مواقع التواصل، بالشماتة في وفاة القمني. ‏حاتم الحويني نجل الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني، قاد حملة الشماتة، وكتب على موقع "فيسبوك"، ‏لنحمد الله ألف مرّة أن أهلك هذا الخبيث #سيد_القمني؛ فهلاكه‬⁩ خسارة لتحالف الاستبداد والإلحاد في بعض الدول العربية
انظر واسمع كيف يتكلم عن رسول الله ‫ﷺ‬!! لتدعو عليه وتفرح بهلاكه؛ قال الزمخشري: ﴿فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين﴾ إيذان بوجوب الحمد عند هلاك الظلمة، وأنه من أجلّ النِّعم


كما كتب أحد الحسابات على "فيسبوك" لصاحبها الذي يدعى أبو اليزيد ‏قائلًا: "عشان كده أنا فرحان أوي في موت سيد القمني"، وبرر منشوره ‏بكلام مردود عليه شرعيًا، فيما قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا يجوز ‏شرعًا الشماتة في موت أحد، وأن الأمر سلوك  شاذ، لا يخرج من شخص ‏سوي.‏