واشنطن تطمئن حلفائها بالشرق الأوسط بعد تصعيد الحوثيين ضد الإمارات
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستنشر مدمرة صاروخية موجهة وطائرات مقاتلة "لمساعدة الإمارات في مواجهة التهديد الحالي"، ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، جاء الإعلان بعد اتصال هاتفي بين وزير الدفاع الأمريكي وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وعلى الرغم من تعهد الرئيس جو بايدن بتحويل تركيز الولايات المتحدة نحو ما تعتبره إدارته تحديات أمريكية أساسية، بما في ذلك التعامل مع صعود الصين، فإن واشنطن تسعى جاهدة للإشارة إلى التزامها بدعم حلفائها الخليجيين ضد التهديد الأمني الذي تشكله إيران ووكلائها الحوثيين.
وقال بايدن للصحفيين بعد ضربات الحوثيين ضد أبوظبي والتي تعتبر عاملا في ارتفاع أسعار النفط العالمية "أمريكا ستحظى بدعم أصدقائنا في المنطقة"، وتعرضت الإمارات، وعضو التحالف الذي تقوده السعودية يقاتل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، لثالث هجوم صاروخي لها في أسابيع متتالية يوم الاثنين، وقد حول هذا التصعيد اليمن إلى أحد نزاعات الشرق الأوسط الأكثر تعقيدًا، مما أدى إلى مشاركة إدارة بايدن والجيش بعمق في المنطقة.
وتعتبر الولايات المتحدة مجبرة على إعادة التفكير في سياستها هناك وقال بايدن للصحفيين الشهر الماضي إنه يفكر في إعادة الحوثيين إلى قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية، وهو التصنيف الذي أقره الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أيامه الأخيرة في منصبه، وأشارت صحيفة آراب ويكلي إلى التقارير التي تنسب لمسؤولين أمريكيين قيامهم بدراسة الإجراءات المالية التي تستهدف الحوثيين وكبار الشخصيات في الجماعة المتمردة، مع فرض عقوبات جديدة محتملة في أقرب وقت هذا الأسبوع.
عسكريًا، أعلنت الولايات المتحدة أمس الأربعاء أنها ستنشر مدمرة صاروخية موجهة وأحدث الطائرات المقاتلة للمساعدة في الدفاع عن الإمارات العربية المتحدة بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية التي شنها المتمردون اليمنيون، وقالت السفارة الأمريكية في الإمارات إن هذا الانتشار الذي يهدف إلى "مساعدة الإمارات في مواجهة التهديد الحالي" يأتي بعد اتصال هاتفي بين وزير الدفاع لويد أوستن وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان.
ستتعاون المدمرة التي تعمل بالصواريخ الموجهة يو إس إس كول في العمل مع البحرية الإماراتية وستجري زيارة إلى ميناء بالقرب من أبو ظبي، بينما ستنشر الولايات المتحدة أيضًا طائرات مقاتلة من الجيل الخامس، وتشمل الإجراءات الأخرى "الاستمرار في توفير معلومات استخباراتية للإنذار المبكر"، كما تقصد واشنطن أن يكون نشر القوات "إشارة واضحة على أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الإمارات كشريك استراتيجي طويل الأمد".
قُتل ثلاثة عمال أجانب في هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ استهدف منشآت نفطية في أبوظبي ومطارًا في 17 يناير، مما أدى إلى اندلاع وابل من الضربات الجوية القاتلة رداً على ذلك وتم إحباط هجوم صاروخي هذا الأسبوع خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج إلى الإمارات.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الجيش الأمريكي أطلق صواريخ اعتراضية خلال الهجوم الذي شنه المتمردون الحوثيون في اليمن على الإمارات العربية المتحدة خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي، وذكر السكرتير الصحفي للبنتاجون، جون كيربي، إن "صواريخ باتريوت الأمريكية أطلقت، لكن صواريخ أرض-جو الإماراتية هي التي اشتبكت بالفعل مع الأهداف"، وردًا على سؤال عما إذا كان الدعم الأمريكي سيشمل الدفاع عن أهداف خارج قاعدة الظفرة، قال كيربي: "إذا استطعنا المساعدة في الدفاع عن شركائنا الإماراتيين، فسنفعل ذلك".
في غضون ذلك، انطلقت مناورات بحرية بقيادة الولايات المتحدة تضم 60 دولة ومنظمة في مياه الخليج وحولها، حيث انضمت إسرائيل للمرة الأولى إلى جانب الدول التي لا تعترف بها، وأعلنت البحرية الأمريكية أن التدريبات البحرية الدولية (IMX) التي تستمر 18 يومًا منذ يوم الاثنين تشمل 50 سفينة و 9000 فرد من أكثر من 60 كيانًا، وأضافت أنه مع أكثر من 80 طائرة بدون طيار، فإنه يعد أيضًا أكبر تدريب للطائرات المسيرة في العالم، من البحرين، حيث يقع مقر الأسطول الخامس.
وفتحت هجمات الحوثيين جبهة جديدة في حرب اليمن المستمرة منذ سبع سنوات والتي أودت بحياة مئات الآلاف بشكل مباشر أو غير مباشر وشردت الملايين، وزادت هجمات المتمردين من التوترات في الخليج في وقت تتعثر فيه المحادثات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني وساعدت في دفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات، وبدأ الحوثيون في مهاجمة المصالح الإماراتية بعد سلسلة من الهزائم على الأرض في اليمن على يد مليشيات كتائب العمالقة التي دربتها الإمارات وفي أوائل يناير، استولى المتمردون على سفينة ترفع علم الإمارات في البحر الأحمر، قائلين إنها كانت تحمل أسلحة، وهو ما نفته الإمارات.
بدأت الحرب الأهلية في اليمن في عام 2014 عندما استولى الحوثيون على صنعاء، مما دفع القوات التي تقودها السعودية إلى التدخل لدعم الحكومة المعترف بها دوليًا في العام التالي وأعلنت الإمارات عن إعادة انتشارها من اليمن في عام 2019 لكنها لا تزال لاعباً مؤثراً، وكانت كتائب العمالقة المدعومة إماراتياً وراء الانتكاسات العسكرية التي تعرض لها الحوثيون بمحافظتي شبوة ومأرب وأدى الصراع الطاحن إلى ملايين من سكان اليمن باتوا على شفا المجاعة، وفقًا للأمم المتحدة، والتي وصفتها بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.