هل تُنفذ توصية مجلس الأمن بشأن مفاوضات سد النهضة ؟
شهدت الفترة الأخيرة تحركات وتصريحات مصرية من أعلى المستويات، حول ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ونهائي بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك رغم توقف المفاوضات بين الدول الثلاث "مصر وإثيوبيا والسودان" منذ شهور مضت، خاصة مع إعلان أديس أبابا إتمام عملية الملء الثاني للسد دون توافق.
بالإضافة إلى ذلك، شهد اللقاء الأخير بين الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والرئيس السنغالي الذى يترأس الاتحاد الافريقي، مشاورات حول تطورات أزمة سد النهضة، والتأكيد المصري على أهمية التوصل لاتفاق قانوني عادل ومتوازن وملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة وفقاً لقواعد القانون الدولي ومخرجات مجلس الأمن في هذا الشأن، وذلك في إطار زمني مناسب ودون أية إجراءات منفردة.
من جهته قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، أن الهدف الرئيسي من المفاوضات السابقة واللقاءات التي جرت خلال الأيام الماضية، هو الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم ونهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، خاصة مع إتمام الملء الثاني دون اتفاق قانوني بين الدول الثلاث.
وأوضح أستاذ الموارد المائية ل "الرئيس نيوز"، أنه رغم اللقاءات الأخيرة ووجود السنغال كرئيس للاتحاد الإفريقي، لا توجد دعوات حقيقية على الأرض لاستئناف المفاوضات مرة أخرى، لافتاً إلى أهمية انعقاد جولة مفاوضات بين الدول الثلاث في سبيل الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم ونهائي، خاصة أثناء فترات الجفاف والجفاف الممتد.
كما أوضح شراقي، أنه برغم توصيات آخر اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة، لم يتم تتلقى مصر والسودان أية دعوات لاستئناف المفاوضات رغم توصية مجلس الأمن بذلك، خاصة مع تباطؤ الإنشاءات الحالية في السد مما يهدد تشغيل التوربينات في الموعد المحدد.
الأحداث الأخيرة أثرت على أزمة سد النهضة
من جهته قال الدكتور علاء عبدالله الصادق أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية بجامعة الخليج بمملكة البحرين، أن الأحداث الأخيرة والمتلاحفة على الجبهة الإثيوبية الداخلية، وأيضا الأحداث العالمية أثرت على مفاوضات أزمة ملء وتشغيل سد النهضة، خاصة مع انشغال الحكومة الإثيوبية بالصراع مع تيجراي، مما أدى إلى تجميد مباحثات سد النهضة مع مصر والسودان قبل البدء بعملية الملء الثالثة للسد في شهر يوليو القادم.
كما أوضح أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية ل "الرئيس نيوز"، عدم ظهور أية بوادر حتى الآن بشأن استئناف المفاوضات بين الدول الثلاث بشأن التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد الملء والتشغيل، لافتاً إلى بعض التجميد فى الأعمال الجارية لتنفيذ السد التى قد تؤثر على إتمام الملء المقبل وتشغيل التوربينات لإنتاج الطاقة الكهربائية.