صحيفة أمريكية: حرب إثيوبيا فرصة لتعزيز النفوذ الصيني في أفريقيا
بات من الواضح للغاية أن الصراع الحالي في شمال إثيوبيا هو جزئيًا ساحة لمواجهة بالوكالة بين الولايات المتحدة والصين، بحسب صحيفة "نيوز ماكس"، وتضيف أن واشنطن في الجانب الخاسر، وتقع إثيوبيا في قلب القرن الأفريقي بجوار جيبوتي - موقع أول قاعدة عسكرية على الإطلاق في إفريقيا أنشأها الصينيون، وأعادت الصين أيضًا بناء خط سكة حديد جيبوتي - أديس أبابا وإضافة نظام مترو حديث في أديس أبابا - عاصمة يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة - وساعدت في إنشاء العديد من الشركات الصناعية الجديدة.
ووفقًا للصحيفة الأمريكية المحافظة، فإنه بعبارة بسيطة، تستولي الصين على إفريقيا ببطء، بينما تصر الولايات المتحدة على تنفير أصدقاءها، ويمكن إرجاع جذور الصراع الحالي إلى النظام الماركسي الذي انتهى في عام 1991 عندما احتلت أديس أبابا جبهة تحرير تيجراي الشعبية وجبهة التحرير الإريترية وبعد ذلك بعامين، أعلنت إريتريا استقلالها، وبالتالي تركت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي لتحكم البلاد وحدها.
وتجدر الإشارة إلى أن المجموعات العرقية الأكثر عددًا في إثيوبيا هي الأمهرية، التي كانت تقليديًا قادة البلاد، والأورومو، التي أصبحت بشكل متزايد جزءًا من القيادة الجديدة، وفي حين أن الأغلبية الساحقة من السكان الأمهرية من المسيحيين، فإن الأورومو منقسمون بين مسيحيين ومسلمين أما منطقة تيجراي الشمالية في إثيوبيا، حيث بدأ الصراع الحالي، فيسكنها أشخاص مرتبطون بالأمهرية، لكنهم معادون لأديس أبابا ويبلغ عدد سكان تيجراي 7 ملايين نسمة فقط ويخضعون لسيطرة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
وحتى الآن لم تحدث كارثة بسبب توتر العلاقات بين واشنطن وأديس أبابا، ولكنه خلاف محفوف بالمخاطر، وبسبب رفض الولايات المتحدة لسياسات رئيس الوزراء الإثيوبي أبي، فإن إثيوبيا ليس لديها من تلجأ إليه باستثناء الصين وبدورها فالصين مستعدة لاحتوائه، وفقًا لنيكولاس ديما أستاذ العلوم السياسية ومؤلف كتاب "رحلة إلى الحرية".