أوروبا تحت وطأة الحشد العسكري.. هل تشعل أزمة أوكرانيا فتيل الحرب؟
ينذر التصعيد العسكري بين روسيا والغرب في أوكرانيا بإشعال شرارة حرب عالمية ثالثة، ويبرهن من جانب آخر على استمرار الحرب الباردة رغم انتهائها رمزيا بتحطيم جدار برلين عام 1989.
وتفيد تقارير بأن روسيا حشدت نحو 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، لكن موسكو تنفي وجود خطط لديها للغزو.
في المقابل، بدأت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في تعزيز قدرتهما العسكرية لمواجهة الغزو الروسي المحتمل.
وبالأمس، وقعت مواجهة بين واشنطن وموسكو في مجلس الأمن الدولي، بعدما دعت الولايات المتحدة إلى اجتماع لمناقشة الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، إن هذه التعبئة العسكرية هي الأكبر من نوعها في أوروبا منذ عقود.
ولكن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، رد باتهام الولايات المتحدة بإثارة "حالة من الهستيريا" والتدخل بصورة غير مقبولة في شؤون روسيا.
عقوبات أمريكية
وهددت الولايات المتحدة وبريطانيا بفرض عقوبات إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، إنه يجري إعداد تشريع يستهدف نطاقا أوسع من الأفراد والشركات القريبة من الكرملين.
وتقول موسكو إن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا يمثل تهديدا لها، وقال المندوب الروسي في اجتماع مجلس الأم، الاثنين، إنه لا يوجد دليل على أن روسيا تخطط للقيام بعمل عسكري ضد أوكرانيا، كما لم تؤكد الأمم المتحدة صحة ما ورد بشأن تعبئة قواتها.
وأوضح أن روسيا تنشر قوات في كثير من الأحيان على أراضيها وأن هذا لا يخص واشنطن. وأضاف أن إدارة بايدن "تثير التوترات والخطابات وتثير التصعيد".
وقال: "هذا ليس مجرد تدخل غير مقبول في الشؤون الداخلية لدولتنا، بل هو محاولة لتضليل المجتمع الدولي بشأن الوضع الحقيقي في المنطقة وأسباب التوترات العالمية الحالية".
الحل الدبلوماسي
المندوبة الأمريكية قالت إن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد بوجود حل دبلوماسي، لكنها حذرت من أنها ستتصرف بشكل حاسم إذا غزت روسيا أوكرانيا، وستكون عواقب ذلك "مروعة".
وقالت: "هذه أكبر... تعبئة للقوات في أوروبا منذ عقود". وأضافت: "بينما نحن نتحدث، ترسل روسيا المزيد من القوات والأسلحة للانضمام إليهم".
وقالت إن موسكو تخطط لزيادة قوتها المنتشرة في بيلاروسيا على الحدود الشمالية لأوكرانيا إلى 30 ألفا.
محادثات بلينكن ولافروف
ويجري وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء.
وفي غضون ذلك، تواصلت الجهود الدبلوماسية، حيث تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين.
وتريد موسكو أن يتعهد الغرب بأن أوكرانيا لن تنضم أبدا إلى حلف الناتو، لكن الولايات المتحدة رفضت هذا الطلب.
وترى موسكو أن وجود قوات الناتو في شرق أوروبا يمثل تهديدا مباشرا لأمنها.
ولطالما جادل بوتين بأن الولايات المتحدة خرقت الضمان الذي قدمته في عام 1990 بأن الناتو لن يتوسع أكثر شرقا، على الرغم من اختلاف التفسيرات حول ما وعد به بالضبط.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في أوكرانيا في عام 2014. كما تدعم المتمردين الذين سيطروا على مساحات شاسعة من منطقة دونباس الشرقية بعد ذلك بوقت قصير.
بوريس إلى كييف
ومن المقرر أن يسافر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى أوكرانيا الثلاثاء لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وتعهد جونسون بالعمل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي لنقاط الخلاف مع موسكو لتجنب سقوط المزيد من الدماء في أوكرانيا.
وقالت واشنطن إن موسكو سلمت ردها على مقترحات أمريكية لتخفيف حدة التوتر. ورفض مسؤولون أمريكيون الكشف عن تفاصيل الرد الروسي لتجنب التأثير سلبا على المباحثات.
تحذيرات متبادلة
وفي نهاية 2021، أجرى جو بايدن مكالمة هاتفية مع فلاديمير بوتين هي الثانية في غضون 3 أسابيع تناولت تحديدا الملف الأوكراني. وخلال المحادثة التي استمرت 50 دقيقة، تبادل الرئيسان التهديدات والتحذيرات حول أي خطوات إضافية ردا على استمرار الأزمة، إلا أنهما أكدا على دعمهما للمسار الدبلوماسي لتجاوز الخلافات.
حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين من رد قوي للولايات المتحدة على أي غزو لأوكرانيا، فيما اعتبر الزعيم الروسي أن فرض عقوبات ضد موسكو سيكون "خطأ جسيما".