لماذا شارك العرب في إحياء ذكرى الهولوكوست في 2022 ؟
صادف اليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست نهاية الأسبوع الماضي، وعقدت منظمة بيشاد أريفيم زه لازه فعالية كانت عبارة عن صالون عبر الإنترنت بمشاركة شخصيات عديدة من العالم العربي وتحدثت صحيفة ناشونال نيوز الإسرائيلية مع يوسف حداد، رئيس المنظمة، لسماع روايته عن الحدث.
وبحسب حداد، شارك حوالي مائة وخمسين شخصًا من جميع أنحاء العالم العربي وكذلك من عرب إسرائيل وكانت هذه هي السنة الرابعة التي يقام فيها الحدث، ولكنها السنة الثانية فقط التي يحضرها مشاركون من العالم العربي، من دول مثل سوريا والعراق ولبنان، وكذلك دبي والبحرين وغيرها.
ووفقًا لصحيفة عروتز شيفع، قال حداد: "أرسل لنا الناس رسائل نصية مع تحياتهم من لبنان، يطلبون منا مواصلة عملنا" وتحدث أناس من سوريا عن أهمية الحدث، ويزعم حداد أن هناك تعطش كبير لفهم ما حدث في الهولوكوست، الذي لا يعرف عنه سوى القليل ويرجع ذلك ببساطة إلى نقص المعلومات الذي ليس خطأهم بل خطأ تلك البلدان التي تريد "التقليل من هذا الحدث وإنكاره".
كما هو الحال مع جميع أحداث "الذاكرة في الصالون" السابقة، كان التركيز على أحد الناجين من المحرقة وأشار حداد: "تمكنا من الوصول إلى الناجي من الهولوكوست البالغ من العمر 93 عامًا، أرييه شلينسكي، الذي يعلم حفيده جيلي اللغة العربية وقدم قصة جده بهذه اللغة"، فهل كان المنظمون مستعدين أيضًا للتعامل مع اقتحام معاداة السامية لبث زوم المباشر؟ أجاب حداد بالإيجاب. وأوضح: "لقد أخذنا هذا الاحتمال في الاعتبار وكنا مستعدين للمضايقات وكنا مستعدين للتعامل معهم، وهذا ما حدث - في غضون ثوانٍ قليلة، تخلصنا منهم".
وقال حداد إن المشاركين من الدول العربية سعوا للمشاركة في الاحتفال بالهولوكوست على وجه التحديد بسبب ظاهرة إنكار الهولوكوست في البلدان التي يعيشون فيها، مضيفًا: "الجميع سمع عنها بطريقة أو بأخرى، سواء من الإنكار أو من التعلم عنها، بالنسبة لأولئك الذين فضلوا إنكار الهولوكوست، فقد كان له تأثير حقيقي في سماع شخص ما يدلي بشهادته بالفعل وهذا هو سبب قيامنا بهذا الحدث من أجل التثقيف".
كما أشار حداد إلى أن الخصوصية ضرورية للبعض لحماية سلامتهم الشخصية، وأوضح: "لقد فعلنا ما في وسعنا لحماية خصوصية الأشخاص، وحضر بعض الأشخاص بدون صورة فيديو، أو باستخدام الاسم الأول بدلاً من الاسم الكامل"، وشدد على أنه بينما يهتم العرب في الدول العربية بالموضوع، فإن واقع المجتمع العربي الإسرائيلي يجب أن يؤخذ في الاعتبار وأكد "لدينا عمل مهم يجب القيام به هنا داخل المجتمع العربي الإسرائيلي، خاصة عندما يكون هناك نشاط مناهض لإسرائيل داخل الوسط العربي، ويرجع ذلك أساسًا إلى تأثير قادتهم - معظم الناس يريدون فقط العيش في سلام".