هل تشتري الإمارات منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية لصد هجمات الحوثيين؟
رجحت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن زيارة رئيس إسرائيل إلى الإمارات قد تعني أن العلاقات بين الحكومتين ترتفع إلى مستوى استراتيجي.
وزار الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوج والسيدة الأولى ميشال هرتزوج أبوظبي أمس الأحد في زيارة تستغرق يومين تلبية لدعوة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكان في استقبال هرتسوج لدى وصوله وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد بن سلطان آل نهيان، وكانت تلك هي المرة الأولى التي تحلق فيها طائرة رئاسية إسرائيلية فوق المجال الجوي للمملكة العربية السعودية، التي ليس لديها علاقات رسمية مع الدولة اليهودية واستغرق الطيار لحظة ليدلي بإعلان غير مسبوق، فقال: "نحن الآن نطير فوق المملكة العربية السعودية، نحن نصنع التاريخ! سنطير قريبا فوق العاصمة الرياض".
ووفقًا للصحيفة، أشار البروفيسور جوشوا تيتلبوم، الأستاذ بقسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة بار إيلان، في تصريحات أدلى بها لموقع ميديا لاين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت زار الإمارات العربية المتحدة الشهر الماضي للتعامل مع قضايا سياسية ملموسة، ولا تزال زيارة هرتسوج رمزية للغاية، موضحًا أن الرئاسة الإسرائيلية هي منصب يتعلق بالمراسم، وأن هذا الرئيس بالذات يأتي من سلسلة طويلة من الشخصيات المهمة "إذ ينتمي لعائلة مهمة في إسرائيل: والده حاييم هرتسوج كان رئيسًا ورئيسًا للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، وهو يمثل عائلة مهمة جدًا."
وكان يعقوب هرتسوج، شقيق حاييم هرتسوج، سفيرا في كندا ثم مديرا عاما لمكتب رئيس الوزراء وكان والدهم وجد إسحق، إسحاق هاليفي هرتسوج، الحاخام الأشكنازي الأكبر في الانتداب البريطاني لفلسطين ولاحقًا لإسرائيل، وأضاف تيتلبوم إن هذا مهم لأن الروابط العائلية في دول الخليج تحظى بتقدير خاص، ولفت تيتلبوم إلى إن العلاقات الدبلوماسية الكاملة التي تم الاتفاق عليها في أغسطس 2020 بحاجة إلى التعزيز المستمر؛ وتابع: "العلاقات حديثة العهد وتحتاج إلى نوع من الصيانة للحفاظ على سير الأمور بما أن هذا هو رئيس الدولة الشرفي لإسرائيل، فهذه بادرة مهمة"، ومع ذلك، قد يكون هناك المزيد وراء زيارة الرئيس الإسرائيلي للإمارات في هذا الأسبوع.
أشار البروفيسور إلى أن الوضع في المنطقة يتغير بسرعة وكل دولة، بما في ذلك إسرائيل، تحاول التكيف مع معطيات الساعة، وأكد تيتلبوم: "الولايات المتحدة تحاول الانسحاب من المنطقة، وإيران تلعب الكثير من الدبلوماسية الخشنة في المنطقة، وإسرائيل تريد أن تعلن مواقفها" ومن المؤكد أن استضافة الإمارات لزيارة هرتسوج تبعث برسالة ما إلى إيران".
وقال البروفيسور ستيفن رايت من قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة حمد بن خليفة في الدوحة، قطر، إن الزيارة تؤكد أن الدولتين تنظران إلى الآخر على أنه شريك استراتيجي بالإضافة إلى ذلك، "جاءت الزيارة للتأكيد على وجود إرادة سياسية لدى الجانبين لرؤية العلاقة تتوسع في جميع المجالات"، وأضاف رايت، أن "زيارة هرتسوج ستُنظر إليها على أنها بيان واضح لدعم أمن الإمارات في مواجهة كل من الحوثيين وإيران"، وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تعرضت الإمارات لهجمات صاروخية وطائرات مسيرة من الحوثيين، وهم جماعة متمردة تدعمها إيران في اليمن.
خلال زيارته، سيزور هرتسوج دبي أيضًا، حيث سيفتتح يوم إسرائيل في إكسبو 2020 بعد أن هدد المتحدث العسكري الحوثي يحيى سريع بأن جماعته قد تستهدف معرض إكسبو الدولي، وأوضح تيتلبوم: "إن حضور هرتسوج في معرض إكسبو 2020 هو بالتأكيد بيان دعم وإشارة إلى أنه يشعر بالأمان الكافي لوجوده هناك على الرغم من تهديدات الحوثيين"، وأشار رايت إلى أن زيارة هرتسوج، الذي تابع عن كثب الهجوم الصاروخي الأخير على أبو ظبي، من المحتمل أن يكون لها تداعيات ملموسة وقال: "هناك كل الأسباب للاعتقاد بأن الإمارات ستدرس شراء منظومة القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيلية وتفكر في كيفية تعاون قطاعها الدفاعي مع إسرائيل لتحقيق مستوى مماثل من الحماية من إيران والحوثيين".
لكن سوسن حسون، مديرة قسم العلاقات الاقتصادية للشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية، قالت لميديا لاين: "إن مجرد زيارة المواطن الأول هي في حد ذاتها نتيجة ملموسة ولا توجد اتفاقيات سيتم التوقيع عليها"، وعندما سُئلت عن احتمال قيام إسرائيل بتزويد الإمارات بنظام دفاع مضاد للصواريخ، رفضت التعليق، وبعد هجمات الحوثيين، سارع بينيت إلى الاتصال هاتفيا مع ولي عهد أبو ظبي لإبداء التضامن وعرض دعم إسرائيل للإمارات، كل هذا يمكن أن يدل على أن العلاقات بين الدول تتحول من علاقة دبلوماسية إلى علاقة استراتيجية. خلال زيارته.
قال هرتسوج للشيخ محمد بن زايد: "نحن ندعم تمامًا متطلباتكم الأمنية" كما ذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أن "زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى الإمارات تؤكد أن العلاقات الثنائية تمضي قدما"، ونقلت مجلة إير لايف المهتمة بشؤون النقل الجوي عن وزارة الدفاع الإماراتية، فجر الاثنين، قولها إن الإمارات اعترضت ودمرت صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران، كما نجحت قوات الدفاع الجوي الإماراتية في إحباط خطة أخرى للمتمردين الحوثيين المدعومين من الحرس الثوري الإيراني لمهاجمة مطار أبو ظبي وتصدت للصاروخ الحوثي بطاريات صواريخ باتريوت باك – 3 سام، وكانت النتيجة الطبيعية في مثل هذه الظروف اتخاذ قرار بتعليق الرحلات بمطار أبو ظبي لحين إصدار إشعار آخر.