الجمعة 27 سبتمبر 2024 الموافق 24 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

غضب ومخاوف دولية بسبب التحركات التركية شرق ليبيا

الرئيس نيوز

في الأسبوع الماضي، وتحديدًا في 20 يناير، قام سفير تركيا في طرابلس كنعان يلماظ بزيارة إلى شرق ليبيا والتقى برئيس البرلمان الليبي في طبرق عقيلة صالح، وهو من أكثر منتقدي تركيا علانيةً.

وقالت مجلة ديفنس نيوز، المهتمة بالشأن العسكري، في تحليل حديث، يعتبر لقاء صالح مع السفير التركي في ليبيا نقلة نوعية في العلاقات التركية الليبية، لا سيما بالنظر إلى أن شرق ليبيا لطالما كانت منطقة معادية لتركيا بسبب دعم الأخيرة لجماعة الإخوان المسلمين واتفاقياتها العسكرية والأمنية المثيرة للجدل مع الحكومة السابقة، حكومة فايز السراج.

ونقلت صحيفة واشنطن إكزامينر عن صحيفة "الشرق الأوسط" في 20 يناير الجاري، قولها إن حكومة الوفاق هي التي تقف وراء جلب آلاف المرتزقة السوريين للقتال ضد الجيش الوطني الليبي في معركة تحرير طرابلس، وقال نائب رئيس الوزراء الليبي حسين القطراني، الذي يمثل شرق ليبيا في الحكومة الليبية، في 19 يناير في تصريحات صحفية إن "تركيا تخطط لإعادة فتح القنصلية التركية في بنغازي" وإنه "ينوي زيارة تركيا نهاية الشهر الجاري".

وفي 15 ديسمبر 2021، سافر وفد من أعضاء البرلمان الليبي المنتسبين إلى شرق ليبيا إلى تركيا للقاء عدد من المسؤولين الأتراك، أبرزهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذكر مجلس النواب الليبي في بيان إن الاجتماع تناول تطورات الأزمة الليبية ووضع حد للتدخل الأجنبي في الشأن الليبي وسبل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة، كما أعلن نواب البرلمان الليبي الذين زاروا تركيا نتائج زيارتهم في بيان نُشر في 18 ديسمبر 2021 قائلين إن الزيارة أسفرت عن اتفاق مع الجانب التركي لفتح مجال الطيران الليبي والخطوط الجوية الليبية دون استثناء، بين مطار بنينا الدولي الواقع شرقي ليبيا ومطار اسطنبول، وكذلك فتح خطوط ملاحية مباشرة مع الموانئ التجارية طبرق وبنغازي بشرق ليبيا.

ومع ذلك، تعرضت الزيارة لانتقادات شديدة فقد أصدرت كتلة فزان النيابية، التي تضم عددا من أعضاء البرلمان من جنوب ليبيا، بيانا في 16 ديسمبر 2021 نددت فيه بزيارة أعضاء البرلمان لتركيا، وجاء في البيان أن "زيارة عدد من النواب لتركيا تشكل انحرافا كبيرا لأنها تتعارض مع السيادة الليبية خاصة بعد تعدي تركيا على السيادة الليبية"، ولكن التقارب بين أنقرة وشرق ليبيا لا يزال يقتصر على البرلمان الليبي وحده، حيث لم تُعقد اجتماعات بين ممثلي الجيش الوطني الليبي المسيطر على شرق ليبيا والمسؤولين الأتراك، على الرغم من تأكيد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن قائد الجيش الوطني الليبي طلب حفتر زيارة تركيا، وذكر جاويش أوغلو في مقابلة متلفزة في 29 ديسمبر 2021: "لقد أراد حفتر ذات مرة القدوم إلى تركيا بشرط أن يقابل الرئيس أردوغان"، لكن طلبه قوبل بالرفض.

فيما يتعلق بالموقف المصري من التقارب بين تركيا والجيش الوطني الليبي في شرق ليبيا، تراقب القاهرة تحركات أنقرة كما تتوقع التنسيق مع القاهرة من خلال التوصل إلى اتفاق مع الإمارات في شرق ليبيا، وتواصل مصر بالفعل  التنسيق عن كثب مع قادة الجيش الوطني الليبي وعدد من زعماء القبائل في شرق ليبيا من أجل الحصول على أوراق أقوى إذا انضمت إلى أي تفاهمات بشأن ليبيا ويكون لها موقف قوي يضمن ارتكاز الثقل المصري في حماية شرق ليبيا، وتتزامن التحركات التركية في شرق ليبيا مع هدوء نسبي هناك أعقب فترة من المعارك الانتخابية بين مرشحي الرئاسة الليبية، وهم حفتر وسيف الإسلام القذافي ورئيس الوزراء الليبي الحالي عبد الحميد الدبيبة وقد هدأت هذه المعارك أكثر بعد أن أجلت البلاد الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر.