أمريكا تحشد ضد روسيا في شرق أوروبا وأوكرانيا تدعو إلى التعقل
بينما قالت أمريكا إن روسيا تجهز لاجتياح أوكرانيا في منتصف فبراير المقبل، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الجمعة 28 يناير أنه سيُرسل عدداً صغيراً من الجنود الأميركيين إلى أوروبا الشرقية "قريباً"، وسط تصاعد التوتر مع موسكو في شأن أوكرانيا.
بايدن أكد لصحافيين لدى نزوله من الطائرة بعد عودته من جولة في بنسلفانيا (شرق)، "سأرسل قوات إلى أوروبا الشرقية ودول حلف شمال الأطلسي في المدى القريب. ليس عدداً كبيراً" من القوات.
وخلال وقت سابق، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إنها وضعت نحو 8500 جندي أميركي في حالة تأهب لاحتمال نشرهم في أوروبا وسط التعزيزات العسكرية الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية.
فيما شدد بايدن مجدداً على أنه لن يرسل قوات أميركية إلى أوكرانيا التي ليست عضواً في التحالف العسكري.
وسيُشكل إرسال قوات إلى دول أوروبا الشرقية وسيلة إضافية للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تعتقد الإدارة الأميركية أنه قد يشن هجوماً على أوكرانيا في فبراير.
من جانبه، يسعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى تجنب "إراقة الدماء" في أوكرانيا، وفق ما أكدت متحدثة باسم "داونينغ ستريت" مساء الجمعة، مشيرة إلى أنه سيتصل بالرئيس الروسي لحضه مرة جديدة على "التراجع والانخراط دبلوماسياً".
أكدت المتحدثة في البيان أن رئيس الوزراء مصمم على تسريع الجهود الدبلوماسية وتعزيز الردع لتجنب إراقة الدماء في أوروبا. أضافت سيؤكد (جونسون) مجدداً ضرورة تراجع روسيا وانخراطها دبلوماسياً، عندما يُجري محادثات مع الرئيس بوتين هذا الأسبوع.
مكالمة هاتفية
بالإضافة إلى هذه المكالمة الهاتفية، يُجري رئيس الوزراء البريطاني جولة في المنطقة خلال الأيام المقبلة.
نشرت روسيا عشرات آلاف القوات على حدود أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، ما أثار مخاوف من حدوث غزو. وبينما تنفي الحكومة الروسية أي خطط من هذا القبيل، فإنها تُصر على الحصول على ضمانات مكتوبة في ما يتعلق بأمن روسيا، بما في ذلك عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
ويُرتقب أن تُعلن لندن الاثنين تشديد نظامها الخاص بالعقوبات، من أجل أن تتمكن المملكة المتحدة من استهداف مصالح استراتيجية ومالية لموسكو، في ضوء اتهامات موجهة إليها بغض الطرف عن تدفق الأموال الروسية على أراضيها.
قال النائب المحافظ توم تاغندهات رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إن التهديد الروسي لا يأتي فقط من "الدبابات" ولكن أيضاً من "الأموال".
أشار في حديثه لصحيفة "سيتي أي أم" الاقتصادية إلى أن "الأموال المخبأة في حسابات وممتلكات تُستخدم لتقويض أمن المملكة المتحدة والشعب البريطاني".
ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الجمعة الدول الغربية عدم إثارة الذعر، بسبب الحشود العسكرية الروسية على الحدود مع بلاده، مطالباً في الوقت عينه الكرملين بخطوات تثبت أن هذه القوات لا تعتزم غزو بلده.
جاءت دعوة الرئيس الأوكراني في الوقت الذي اتفق فيه نظيراه الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون على "ضرورة نزع فتيل التصعيد" ومواصلة "الحوار" لحل هذه الأزمة، في حين أكد البنتاجون أن الحرب "ليست حتمية" لكن إن وقعت فستكون كلفتها البشرية "مروعة".
لا تنشروا الذعر
قال زيلنسكي خلال مؤتمر صحافي مع وسائل إعلام أجنبية "لسنا بحاجة إلى هذا الذعر"، مؤكداً أن "احتمال الهجوم موجود ولم يتبدد، ولكن لم يكن أقل خطورة في 2021 (...) لا نرى تصعيداً يتجاوز ما كان موجوداً" العام الماضي.
أعرب الرئيس الأوكراني عن أسفه لأن متابعة وسائل الإعلام العالمية و"حتى قادة الدول المحترمين" تجعلنا نعتقد أننا "في خضم حرب" في كل البلاد، وأن "هناك جيوشاً تتقدم على الطرقات، ولكن الوضع ليس كذلك".
أتى تصريح الرئيس الأوكراني بعيد إعلان الإليزيه أن الرئيسين الفرنسي والروسي اتفقا خلال مكالمة هاتفية استغرقت أكثر من ساعة الجمعة على "ضرورة نزع فتيل التصعيد" ومواصلة "الحوار".
قالت الرئاسة الفرنسية إن "الرئيس بوتين لم يبدِ أي نية عدوانية (...) لقد قال بوضوح إنه لا يسعى إلى المواجهة".
ومساء جدد ماكرون في مكالمة هاتفية مع زيلنسكي التعبير عن "تضامن فرنسا الكامل مع أوكرانيا"، مؤكداً "تمسكه بالحفاظ على سيادة هذا البلد ووحدة أراضيه"، وفقاً للإليزيه.
مطالب روسية
في المقابل، أكد الكرملين أن بوتين شدد على مسامع ماكرون على تجاهل الغرب المطالب الروسية من أجل خفض التوتر في الأزمة حول أوكرانيا.
ورفضت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي رسمياً الأربعاء مطالب تعتبرها روسيا حيوية لضمان أمنها، في مقدمها إنهاء سياسة التوسع التي ينتهجها الحلف الأطلسي وعودة الانتشار العسكري الغربي إلى حدود 1997.
نقل الكرملين عن بوتين قوله لماكرون إن "أجوبة الولايات المتحدة والحلف الأطلسي لم تأخذ في الاعتبار مخاوف روسيا الجوهرية (...) لقد تم تجاهل المسألة الأساسية، وهي كيف تعتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها... تطبيق المبدأ القائل إنه يجب ألا يعزز أي طرف أمنه على حساب دول أخرى".
وذكر الكرملين أن روسيا "ستحدد ردها المقبل" بعد أن تدرس بالتفصيل رد خصومها.