الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مراقبون: هجوم الحوثي ضد الإمارات "خطأ استراتيجي فادح"

الرئيس نيوز

يرى مراقبون ومحللون أن الحوثيين قد وقعوا في حسابات خاطئة وتورطوا في سوء تقدير كبير عندما أطلقوا العنان لزخم دولي جديد ضد ميليشياتهم المدعومة من إيران وأن هجماتهم الأخيرة التي استهدفت مواقع بالإمارات العربية المتحدة من شأنها أن تغير الواقع على الأرض.

وذكر تقرير لفرانس 24 أن محللين سياسيين ينظرون إلى هجمات الحوثيين على الإمارات وما تلاها من تصعيد للتوترات الإقليمية كـ"خطأ استراتيجي" من شأنه أن يغير مسار الحرب اليمنية على المستويات العسكرية والسياسية والدبلوماسية، ويتوقع المراقبون أن يسهم تحرك الحوثيين ضد الإمارات في احتواء المخططات العدوانية لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران وفرض عقوبات دولية جديدة عليها.

وبحسب المحللين، فإن الحوثيين لم يأخذوا في الحسبان حقيقة أن الإمارات، على عكس الأطراف الأخرى المشتبكة على الأرض في الصراع اليمني، تمتلك قوات حقيقية موالية لها على الأرض وأنها بحسابات المكسب والخسارة ووفقًا للمقاييس العسكرية نجحت كتائب العمالقة المدعومة إماراتياً في زعزعة ميزان القوى فور انضمامها إلى المعارك في شبوة ومأرب وجاءت فعالية هذه القوات على خلفية تآكل مصداقية الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ومكوناتها، وخاصة حزب الإصلاح الذي يمثل الإخوان. 

وأثارت هجمات الحوثيين الإماراتية موجة غير مسبوقة من الإدانات الدولية وهناك أيضًا مؤشرات متزايدة على أن الميليشيات المدعومة من إيران يمكن إعادة تصنيفها من قبل الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية الأخرى كمنظمة إرهابية، كما شهدت الأيام الماضية تحولًا ملحوظًا في مسار المواجهات العسكرية بعد تحرير أقضية شبوة الثلاث بيحان وعسيلان وعين ووانتقلت المواجهة إلى محافظة مأرب، حيث تمكنت قوات لواء العمالقة المدعوم من الإمارات من جنوب اليمن من تحرير منطقة حارب والتقدم نحو مناطق أخرى يعتقد خبراء عسكريون أنها ستتحرر قريبًا من قبضة مليشيات الحوثي.

ويشير الخبراء الاستراتيجيون إلى مأرب باعتبارها حجر الزاوية في معركة وقف الحوثيين وبدأت العمليات العسكرية للتحالف هناك في مارس 2015 وكان من المفترض أن تكون نقطة انطلاق لتحرير المحافظات الأخرى والمناطق المجاورة، مثل الجوف والبيضاء ونهم ولكن هذه الآمال تبددت بعد أن فقدت الحكومة المعترف بها دوليًا السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي بسبب انتشار الفساد وسوء الإدارة داخل الجيش الوطني اليمني والحسابات السياسية قصيرة النظر من قبل بعض القوى المهيمنة إلى جانب الشرعية. 

وفي حديثه عن آخر التطورات العسكرية في محافظة مأرب، قال الباحث السياسي اليمني عبد الوهاب بوهيبة إن الزخم المتسارع لقوات العمالقة جاء نتيجة لاستراتيجية عسكرية ناجحة متعددة الجوانب ضد مليشيات الحوثي، مع تقدم مفاجئ من اتجاهي الشرق والجنوب بالتوازي مع حركة من الاتجاه الشرقي الشمالي.

وأشار بوهيبة إلى أن خيار توسيع هجمات قوات العمالقة من عدة محاور يهدف إلى الحفاظ على أرواح آلاف المدنيين الذين استخدمتهم الميليشيات المدعومة من إيران كدروع بشرية.
 
وأضاف أن استراتيجية العمالقة نجحت في إلحاق هزيمة ساحقة.بالميليشيات وحماية التجمعات الحضرية لحارب من القتال والدمار. تسبب التكتيك العسكري الناجح للتطويق في فقدان الحوثيين للتوازن والعودة إلى حالة من الفوضى.

وفي حديثهم لصحيفة آراب ويكلي اللندنية، اعتبر باحثون ومحللون سياسيون أن الحراك المتسارع على جبهات مأرب هو نتيجة استراتيجية جديدة لاستعادة مناطق كبيرة فقدها الحوثيون في السنوات الأخيرة بشكل أساسي نتيجة أخطاء ارتكبها الجيش الوطني اليمني وبحسب الخبراء، فإن الهجمات على أبو ظبي عجلت الاستراتيجية العسكرية والسياسية الجديدة للتحالف العربي ضد الحوثيين، بينما ارتكبت الميليشيات المرتبطة بإيران أحد أكبر أخطاءها الاستراتيجية التي من المرجح أن تنعكس بشكل أكبر في الحملة العسكرية وكذلك في. الساحة الدبلوماسية.

ويرى الباحث السياسي اليمني سعيد بكران أن الحوثيين هاجموا أبو ظبي لأنهم شعروا "أنه ليس لديهم خيار سوى هذا العمل الانتحاري في محاولة لمنع الإمارات من إعادة تشكيل المشهد العسكري" وأضاف أن الحوثيين كانوا يدركون جيدًا أن الإمارات تستخدم نهجًا جديدًا في الميدان لكن ليس لديهم أي وسيلة لمواجهته، مضيفًا أن "هذه الخطوة الانتحارية جاءت بنتائج عكسية وأظهرت تصميما إماراتيا واضحا على مواصلة العمل العسكري والدبلوماسي والسياسي لسحق الجماعة وإزالة خطرها".

واعتبر بكران أن الحوثيين أخطأوا بشدة بإشراك الإماراتيين بشكل مباشر في المواجهة، "لأن الإمارات نقطة التقاء ونقطة التقاء الحضارات، وأي تهديد لها وأمنها هو تهديد للمجتمع الدولي بأسره"، وأشار المحلل العسكري اليمني وضاح العُبالي إلى أن تصعيد الحوثيين تجاه الإمارات ساعد على تقوية المواقف الدولية كما يتضح من الإجماع الذي أدينت به هجمات أبو ظبي في مجلس الأمن الدولي ولأول مرة، كان هناك أيضًا إجماع داخل جامعة الدول العربية على التنديد بالهجمات دون اعتراضات أو تحفظات.