"الثور داخل القصر".. تركيا تعتقل صحفية بتهمة سب أردوغان
أمرت محكمة تركية باحتجاز صحفية بارزة على ذمة المحاكمة بتهمة إهانة الرئيس رجب طيب أردوغان بموجب قانون يحاكم بسببه عشرات الآلاف من الأتراك، وبالفعل اعتقلت الشرطة في الأسبوع الجاري الصحفية التركية، سيداف كاباس في إسطنبول حيث اتهمت بـ"إهانة" الرئيس التركي خلال مقابلة مباشرة على الهواء واستخدمت كاباس الأمثال التركية التقليدية للإشارة إلى أردوغان دون أن تذكر اسم الرئيس، وقالت إن "الرأس المتوج يصبح أكثر حكمة ولكننا نرى أنه ليس صحيحًا" في إشارة إلى ما يقرب من 20 عامًا لأردوغان في السلطة منذ أن أصبح رئيسًا للوزراء ثم رئيسًا.
وأضافت: "عندما يدخل الثور القصر، فلن يصبح ملكًا، لكن هذا القصر سيتحول إلى حظيرة"، ووفقًا لتلفزيون الدولة، اتخذ مكتب المدعي العام في إسطنبول قرارًا باحتجاز كاباس بعد التحقيق واحتُجزت في فندق كانت تقيم فيه ليل الجمعة، وفي وقت مبكر من صباح السبت، تم نقلها أولاً إلى مركز الشرطة ثم إلى مكتب المدعي العام.
وكانت الكاميرات تسجل عندما تم إحضار الصحفية التركية إلى المحكمة حيث مثلت أمام القاضي في محكمة إسطنبول وتم القبض عليها على الفور، وسارع وزير العدل التركي، عبدالحميد جول، إلى التعليق أمر المحكمة باعتقال الصحفية في تغريدة دون أن يشير لاسمها: "ألعن الكلمات القبيحة التي تستهدف رئيسنا الذي انتخب بأصوات أمتنا هذه التعبيرات اللامتناهية وغير القانونية الناشئة عن الحسد والكراهية ستجد الرد الذي تستحقه في ضمير الأمة وأمام العدالة".
كانت الإهانة المزعومة في شكل مثل شعبي متعلق بالقصر عبرت عنه كاباس على قناة تلفزيونية معارضة وعلى حسابها على تويتر، مما أثار إدانة المسؤولين الحكوميين، وندد فخر الدين ألتون رئيس قسم الاتصالات في تركيا بالتصريح، وكتب ألتون على تويتر "شرف منصب الرئاسة شرف لبلدنا... أدين الإهانات المبتذلة لرئيسنا ومكتبه"، كما قال وزير العدل التركي عبد الحميد جول على تويتر إن كاباس "ستحصل على ما تستحقه" بسبب كلماتها "غير القانونية".
اعتقال "غير مقبول"
قدمت كاباس، 53 عامًا، سلسلة من البرامج التلفزيونية رفيعة المستوى على مدار مسيرة مهنية امتدت لثلاثة عقود، وقال أوجور بويراز محاميها إنها أرسلت إلى سجن باكيركوي في اسطنبول مضيفا أنه استأنف القرار "غير القانوني" أمس الاثنين وأضاف بويراز: "نأمل أن تتمكن تركيا من العودة إلى حكم القانون قريبًا"، كما انتقد مردان يانارداج، رئيس تحرير قناة تلي وان، التي أدلت كاباس بتعليقاتها على شاشتها، بشدة اعتقالها، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "احتجازها بين عشية وضحاها في الثانية صباحًا بسبب المثل غير مقبول" مضيفًا: "هذا الموقف هو محاولة لتخويف الصحفيين ووسائل الإعلام والمجتمع".
تجدر الإشارة إلى أن قانون إهانة الرئيس يعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين سنة وأربع سنوات، بدأت هيئة الرقابة الإعلامية في تركيا بشكل منفصل تحقيقًا مع القناة التلفزيونية بسبب "تصريحات غير مقبولة تستهدف رئيسنا"، كما غرد رئيس الرقابة عبر تويتر.
في أكتوبر الماضي، دعت أعلى محكمة لحقوق الإنسان في أوروبا تركيا إلى تغيير التشريع بعد أن حكمت بأن احتجاز رجل بموجب القانون ينتهك حريته في التعبير، ووجهت التهم وحكم على عشرات الآلاف في جريمة إهانة أردوغان في السنوات السبع التي انقضت منذ انتقاله من منصب رئيس الوزراء إلى منصب الرئيس.
وفي عام 2020، تم فتح 31297 تحقيقا بخصوص التهمة، وتم رفع 7790 قضية، وأسفرت عن 3325 إدانة، وفقا لبيانات وزارة العدل وكانت هذه الأرقام أقل قليلاً من العام السابق، ومنذ عام 2014، العام الذي أصبح فيه أردوغان رئيسا، تم فتح 160169 تحقيقا في إهانة الرئيس، وتم رفع 35507 قضية وإدانة 12881، وفقًا لشبكة سي إن إن الأمريكية.