الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"الجمال وسط رُكام الحرب".. قصة المصورة الليبية ندى حريب

الرئيس نيوز

تدور كافة أعمال المصوّرة الليبية ندى حريب، حول الأمل في مواجهة الشدائد والجمال وسط الآلام، وحظيت صورها باهتمام كبير في أعقاب عرضها على نطاق واسع في ليبيا وخارجها، من معهد العالم العربي في فرنسا إلى متحف تروبن في أمستردام، وتحكي أعمال ندى حريب قصصًا طواها النسيان خلال المراحل العديدة المضطربة في بلدها.

تلمع عينا حريب وهي تتحدث عن اكتشاف الجوانب الثقافية لبلدها سريع التغير، من اختفاء الزي العسكري الذي كانت ترتديه في المدرسة الثانوية العامة عندما كانت طفلة إلى التلابا التي ترتديها النساء من منطقة جبل نفوسة ويستبد بها حزن عميق وهي تتذكر الدمار الذي خلفته الحرب الأهلية وراءها، والأركان المظلمة للتاريخ الحديث التي وضعت عينيها والكاميرا عليها.

غالبًا ما تستنتج، "لكنك تعلم، إنها ليبيا"، سواء كانت تتحدث عن عدم استعداد البلد لمواجهة جائحة كوفيد-19، الذي تعافت ندى منه للتو أو عن الكنز المذهل للثقافة والإنسانية التي تمتلكها ليبيا وكل ما اكتشفته ندى في زوايا وأركان الوطن غير المكتشفة بعد.

وذكرت صحيفة ديجيتال نيوز الكندية أن ندى سافرت في العام 2018 إلى إيطاليا، حيث مكثت ستة أشهر هناك ودرست اللغة الإيطالية، كما قضت معظم الوقت في المكتبات والبحث في كتب التصوير ورأت أعمال العديد من المصورين، وهم يروون قصصًا من بلدان مختلفة حول العالم ولكنها لم تجد أي ليبيين يتحدثون عن ليبيا، لا سرد للقصص ولا صور ولا فن فشعرت بخيبة أمل لا تصدق، وهذا ما دفعها لبدء مهمة إنشاء كتاب قصص مصورة من ليبيا لمشاركته مع العالم.

لسنوات عديدة، كان التصوير الفوتوغرافي شغفًا جانبيًا على هامش حياتها حيث تلتقط صورًا للأصدقاء أو الطبيعة أو حفلات الزفاف، ولكن عندما عاشت في الخارج، لاحظت أن ليبيا كانت بطريقة ما بقعة عمياء في الوعي الجماعي، وجميع من تحدثت معهم كانوا يعتقدون أنها من تونس ومصر والمغرب، وليس من ليبيا! عندما أُجبرت فيما بعد على العودة إلى ليبيا بسبب انتهاء تأشيرتها ومنحتها الدراسية، شعرت بإحباط شديد، لكنها تمكنت من تحويل ذلك الإحباط إلى فرصة، حيث بدأت مشروع تصوير فوتوغرافي عن المرأة الليبية.

بدأت ندى مشروع "نساء ليبيا" بتصوير عائلتها، وساعدتها هذه التجربة على صقل مهاراتها في التعامل مع الأشخاص لإقناع المحيطين بها بقوة التصوير ورسالته: "لا توجد معرفة واسعة بالتصوير الفوتوغرافي في ليبيا حتى الآن، لذلك لم تكن الكثير من النساء حريصات على المشاركة في البداية"، ومع ذلك، سرعان ما شعرت بالحاجة إلى تجاوز البيئة الحضرية واستكشاف جنوب ليبيا، وهي منطقة من البلاد كانت مهملة تاريخيًا في عهد القذافي وكذلك من قبل الإدارات اللاحقة.

رتبت ندى رحلة إلى أوباري على متن طائرة تنقل النفط وفي ذلك الوقت كانت على اتصال بثقافة الطوارق، والتي تختلف اختلافًا جذريًا عن الناس في طرابلس: "ثقافة الطوارق أكثر سخونة من ثقافة طرابلس، لا ترتدي النساء العباءة السوداء، بل يرتدين أيضًا زيًا تقليديًا يسمى الملحفة وهذا التقليد يحول بلدة هامدة إلى دوامة نابضة بالحياة من ألوان مختلفة.