الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مفاجأة.. "جبهة النصرة" الإرهابية تستثمر أكثر من ربع مليار دولار في عقارات ومطاعم بتركيا

الرئيس نيوز

لا تزال دول وجماعات إرهابية وشخصيات تستفيد من الوضع الكارثي في سوريا، حتى وإن كانت تلك الأوضاع على حساب الأطفال والشيوخ والنساء التي تفترش الأرض وتلتحف السماء، من سكان المخيمات على الحدود السورية التركية، بريف إدلب الشمالي.
وتسيطر على تلك المنطقة (ريف إدلب الشمالي)"هيئة تحرير الشام" المعروفة بـ"جبهة النصرة"، وهو التنظيم الإرهابي، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بتركيا، وتذهب تقارير إلى أن أنقرة هي من أوعزت إلى التنظيم الإرهابي "جبهة النصرة" بتغيير اسمه إلى "هيئة تحرير الشام" وفك الارتباط بتنظيم القاعدة، حتى يتم إسقاط اسم التنظيم من القوائم العالمية للتنظيمات الإرهابية، والانخراط في مباحثات مع النظام السوري بوصف الجماعة كيان سياسي معارض ومسلح، لكن المناورة فشلت، وأبقت الدول الأوروبية وأمريكا تصنيفها للتنظيم على انه إرهابي.
ويقود "هيئة تحرير الشام"، الإرهابي أبو محمد الجولاني، وكان حليفُا لتنيظم الدولة في العراق، إلا أنه قرر الانفصال حينما قرر البغدادي ضم تنظيم "الدولة الإسلامية في الشام" إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق"، وحول اسمهما "الدولة الإسلامية" المعروفة إعلاميًا بداعش.

وكالة "سبوتنيك" تواصلت مع مصادر مطلعة في ريف إدلب، وأخبرها أن أموال المساعدات الأممية التي يفترض وصولها إلى العوائل القاطنة في الخيم، وآليات توزيعها، في يد أشخاص مصنفون كإرهابيين ضمن تنظيم (هيئة تحرير الشام).
أوضحت المصادر أن قياديي "جبهة النصرة" باتوا يستثمرون أموالهم السائلة الفائضة في المدن التركية في مجال العقارات والسيارات والمطاعم والمحال التجارية، وأن قيمة الاستثمارات وصلت خلال السنوات الأربعة الأخيرة فقط، لأكثر من 250 مليون دولار يقوم من خلالها مسلحو الهيئة بشراء وبيع العقارات واستثمار معلن لعدد من المطاعم والمقاهي في مدن أورفا وغازي عنتاب واسطنبول.
تساءل المصدر: "من أين جاءت تلك الأموال؟.

يحيب المصدر قائلًا: "الجميع يعلم بأن (المكتب الأمني) التابع لقيادة تنظيم (هيئة تحرير الشام) هو من يسيطر بالكامل على معبر باب الهوى السوري التركي بريف إدلب، وهذا المعبر هو الممر الذي تستخدمه المنظمات الدولية الإنسانية لإدخال المساعدات إلى المخيمات على الحدود السورية التركية وبقية مناطق إدلب.

يشير المصدر إلى أن عمليات سرقة تطال معظم هذه المساعدات التي يتم سوقها إلى مستودعات معروفة أنشأتها الهيئة في مدن سرمدا وأطمة ودركوش على الحدود التركية، وهي بمثابة متاجر كبيرة يعرفها الجميع، ويتسوق منها التجار المواد المسروقة من المساعدات الإنسانية، لبيعها في أسواق هذه المدن من أدوية وأغذية وتجهيزات طبية لوجستية، وفي كثير من الأحيان يتم إعادة تهريب شحنات منها إلى السوق التركية عبر تجار وسطاء.
أما عن الآلية التي يتم من خلالها تمرير تلك المساعدات إلى خارج مستحقيها، قالت المصادر: "على مدى السنوات الماضية، قامت (هيئة تحرير الشام) بتنظيم وتطوير لوائح إسمية وهمية لمستفيدين وهميين من المساعدات الإنسانية، وهذا زيادة عن تقليص المعونات المخصصة لكل أسرة، وكل ذلك إضافة إلى ما تقوم بسرقته ما قبل التوزيع على المستحقين من حيث المبدأ، عبر سرقة حصة من تلك المساعدات بالتواطؤ بين قياديين في الهيئة وبين بعض الجمعيات الخيرية التركية".

كشفت المصادر عن قيام قياديي تنظيم "هيئة تحرير الشام" بالاستثمار في تلك الأموال في بعض مشاريع بناء كتل سكنية على الحدود السورية التركية، وتمت بمواصفات لا قياسية، وذلك بالاتفاق بين المشرفين على تنفيذ هذه المشاريع وبين قياديي الهيئة الذين حصلوا على عمولات مالية كبيرة من الأموال التي تم تخصيصها لهذه المشاريع، بعد تقاسمها مع مشرفي هذه المشاريع".
يوضح المصدر: "وبينما ينهب قياديو جبهة النصرة تلك الأموال، يعيش المليون ونصف المليون نازح سوري حياة مريرة؛ إذ يقيمون ضمن خيم تنقصها وسائل تدفئة وحماية من الأمطار في المخيمات القائمة على الحدود السورية التركية، حيث تضررت ما يقارب 4700 خيمة خلال الشهرين الماضيين جراء الأمطار الغزيرة والعواصف الثلجية، فيما سجل نقص كبير بالمعدات الطبية والأدوية المزمنة الخاصة بالأطفال ومرضى القلب والسكري وغيرها من الأمراض".
وخلال أيام شهدت مُخيمات ريف إدلب الشمالي مظاهرات طالبت بالحصول على مستحقاتها من المواد الطبية والأغذية والتجهيزات اللوجسيتة في ظل التدني الشديد بدرجات الحرارة.