"الرابحون والخاسرون من الربيع العربي".. ماذا قال يوسف القعيد وياسر رزق؟
قدم الاعلامي نشأت الديهي حلقة خاصة في برنامجه "المشهد" على شاشة قناة "ten"، وحملت الحلقة عنوان (الرابحون والخاسرون من الربيع العربي)، واستضاف خلالها ثمانية ضيوف من تيارات وانتماءات وتوجهات سياسية مختلفة، وأيضا في اختصاصات مختلفة.
وجاء ضيوف البرنامج على النحو التالي : الأديب والروائي المؤرخ يوسف القعيد، والكاتب الصحفي ياسر رزق، ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين على عيسى، والباحث السياسي خالد عكاشة، ورئيس الهيئة البرلمانية بحزب مستقبل وطن حسام الخولي، وعلى عيسى رئيس حزب الشعب الجمهوري، بالإضافة إلى نائبي البرلمان عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين محمود بدر وطارق الخولي.
ياسر رزق: ٢٥ يناير ثورة أقرها الدستور وكنت شاهد على محاولات التوريث
تحدث الكاتب الصحفي ياسر رزق مؤكدا أن ما حدث في ٢٥ يناير كان ثورة، ولا يمكن تصويره على أنه مؤامرة، خاصة أن هناك أسباب حقيقية على أرض الواقع كانت سببا لما جرى، وقال رزق :"بالطبع كان هناك ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد من أجل تغيير خريطة المنطقة بأكملها، ولكن هذا لا يعني أن ثورة ٢٥ يناير كانت مؤامرة، وأعتقد أن تجربة مصر مع الربيع العربي مختلفة تماما عن الدول المجاورة فالحالة المصرية حالة خاصة لا تنطبق على غيرها، ولا يجب أن نتجاهل مشروع التوريث الذي كان قد بدأ بالفعل في مصر، واي محاولة لانكاره هي قفز على الواقع وقد كنت شاهد عيان على الكثير من التفاصيل الخاصة بمشروع التوريث".
وأضاف رزق : "برغم صدور عدة تصريحات من الرئيس الأسبق مبارك لنفي هذا الأمر إلا أن الواقع كان غير ذلك تماما، وظهر جليا أن جمال مبارك خلال السنوات الأخيرة كان مسيطرا بنفسه ونفوذه على كافة مفاصل الحكم في مصر".
وأشار رزق أن المشروع الأمريكي كان قائم على دعم التيارات الاسلامية، وكان مبارك يستثني جماعة الإخوان دائما من جماعات التطرف، والدليل الصفقات التي حدثت بين الجماعة ونظام مبارك في البرلمان بأكثر من مناسبة، مؤكدا أن مهدي عاكف مرشد الجماعة كانويؤكد دائما عدم رفضهم لتولي جمال مبارك حكم مصر ولا ممانعة في ذلك، وكان هذا ضمن إطار الصفة بين النظام والجماعة، مؤكدا ان شبح الإسلام السياسي كان يحوم حول الدولة ومؤسساتها، ولكن الأصل في ثورة يناير يرجع لوجود أسباب حقيقية لقيامها.
ولخص رزق الأسباب قائلا : "كان في ظلم اجتماعي وفساد متغلغل، ولا وجود لرغبة في مقاومته، إضافة إلى الانسداد السياسي الكامل، إضافة إلى حدوث زواج بين السلطة والثروة، وقال : "مصر كانت بتتحكم من رجال الأعمال فعليا وجمال مبارك، ثم بدأ الصراع بين الحرس القديم والجديد".
وعن وحود معدلات نمو مرتفعة قبل ثورة ٢٥ يناير قال رزق : "فعلا كان في معدلات نمو لكنها لم تصل للتنمية الحقيقية، ولم يكن هناك عدالة اجتماعية وبسقوط فكرة التنمية ثمار النمو لم تصل للمجتمع والشعب، ومن استفاد فقط رجال الأعمال واتباع جمال مبارك".
وقال رزق : "كان قمة الفجور السياسي خلال انتخابات البرلمان عام ٢٠١٠، وأحمد عز حاول يصدر أنها اتتهابات ديمقراطية وجرى تزوير كبير جدا".
وأنهى حديثة مؤكدا أن القوات المسلحة حينها كان عندها تقدير في ٢٠١٠، وقام عبدالفتاح السيسي عندما كان مسؤلا عن الاستطلاع بجهاز المخابرات بكتابة تقرير عن نتيجة الظلم الاجتماعي ونتيجة تزوير الانتخابات وسلمه للمشاركة طنطاوي لينكد أن رؤيته تذهب لحدوث انتفاضة، ولكن لم يتوقع أحد أن يكون حجم الغضب كبير للحد الذي حدث في ٢٥ يناير، ودل مبارك لآخر لحظة مقتنعا أنها مؤامرة وكان هذا جزء من المشكلة.
يوسف القعيد : رواية يناير لم تكتب بعد وأعتقد أنها تفوقت على الخيال
فيما تحدث الروائي والمؤرخ الكبير يوسف القعيد مؤكدا أن مصر من الرابحين بعد ثورات الربيع العربي، وقال : "مصر كانت رائدة وسباقه دائما وهي المؤثرة تأثير شبه مطلق في الوطن العربي كله، والربيع العربي مسألة مهمة لولاها ما كنا وصلنا لهذا الوضع الراهن"، وتسائل القعيد ماذا لو لم يحدث الربيع العربي ؟، ما شكل الوطن العربي ومصر الآن؟، بالطبع كانت سيكون الوضع مؤسف جدا ومأساة حقيقية يعيشها الشعب والدولة.
وقال القعيد : "التأثير الأساسي بدأ يظهر حاليا، وحتى الأنظمة العربية التي بقيت بعد ثورات الربيع العربي بدأت تتغير من الداخل وتأثرت بشكل كبير"، وكشف الروائي الكبير أن ثورة ٢٥ يناير لم يتم التعبير الأدبي عنها حتى الآن، برغم وجود قصائد شعرية ومسرحيات ولكن لم يتم التعبير عنها روائيا، وقال (رواية ٢٥ يناير لم تكتب بعد)، وكان هناك الكثير من الأدباء والمثقفين منزوين قبل ثورة ٢٥ يناير بسنوات ولم يعودوا ويظهروا الا في ميدان التحرير، مؤكدا إن إمكانية الكتابة عن يناير لازالت قائمة سواء منه أو من روائيين غيره،
وقال ان الروايه دائما تأتي من الخيال ولكن ثورة ٢٥ يناير تخطت الخيال بكثير جدا، مشيرا أن مشهد يناير مازال قائم ولم ينتهي وتبعاته مستمرة سواء بالسلب أو بالايجاب.