مليشيا الحوثي تحذر الشركات الأجنبية.. عليكم مغادرة الإمارات
نقلت وكالة مهر الإيرانية عن المتحدث باسم ميليشيا الحوثي اليمنية المتمردة قوله، أمس الجمعة، إن على الشركات الأجنبية أن تبادر بمغادرة الإمارات، قائلاً: "بعد كوارث اليوم التي ارتكبها التحالف السعودي الأمريكي الإماراتي ضد اليمن، ننصح الشركات الأجنبية في الإمارات بمغادرة هذا البلد"، كما وصف الإمارات بأنها غير آمنة طالما استمر حكامها في العدوان العسكري على اليمن، مضيفا أن الشركات الأجنبية استثمرت في دولة صغيرة غير آمنة.
من جانبه، قال محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله ، لشبكة الجزيرة الإخبارية القطرية: "على الإمارات أن تتوقع المزيد من الهجمات المؤلمة"، ما يشير إلى حالة من الغضب العارم انتابت الحوثيين بسبب الانتصارات التي حققها الإماراتيون مؤخرًا في اليمن، وطرد الميليشا من مناطق نفوذها السابقة.
وجاء اتصال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، أمس الجمعة، بنظيره السعودي، في أعقاب هجمات الأسبوع الماضي ضد أبو ظبي في الإمارات واستمرار عمليات إطلاق الصواريخ الموجهة من قبل الحوثي نحو مواقع في السعودية، واستنكر بلينكين هجمات الحوثيين على السعودية والإمارات وجدد دعم واشنطن للمملكة ودول الخليج في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان.
وذكرت الخارجية الأمريكية أن بلينكين أوضح أن واشنطن ملتزمة بمساعدة السعودية وحلفاء الخليج الآخرين في الدفاع عن أنفسهم ضد تهديدات اليمن وأماكن أخرى في المنطقة، وأشار المتحدث نيد برايس: "كرر الوزير بلينكين التزام الولايات المتحدة بمساعدة الشركاء الخليجيين على تحسين قدراتهم للدفاع ضد التهديدات من اليمن وأماكن أخرى في المنطقة وشدد على أهمية تخفيف الضرر الذي يلحق بالمدنيين".
واستُهدفت هجمات الحوثي مواقع مدنية، بما في ذلك مطار أبو ظبي الدولي، بالصواريخ والطائرات المسيرة وراح ضحيتها ما لا يقل عن ثلاثة مدنيين، وأصيب آخرون في العاصمة الإماراتية، وأشار برايس إلى أن الوزير أدان هجوم 17 يناير الحوثي على كل من السعودية والإمارات، والذي استهدف مواقع مدنية.
ماذا يمكن أن يقدم مجلس الأمن والأمم المتحدة للإمارات في أعقاب هجمات أبو ظبي؟
في الأمم المتحدة، أشادت المندوبة الدائمة للإمارات بإدانة مجلس الأمن الدولي بالإجماع للهجوم الإرهابي على أبو ظبي واعتبرتها "خطوة مهمة" في إطار الجهود المبذولة لمحاسبة مليشيا الحوثي في اليمن على جرائمها ومنع فظائعها في المستقبل، وفقًا لصحيفة واشنطن إكزامينر، وأضافت لانا نسيبة أن بلادها لها "حق سيادي في الدفاع عن نفسها" وشعبها وطريقة حياتها، كما تفعل أي دولة في نفس الوضع، وعقد اجتماع مجلس الأمن بناء على طلب الإمارات، لبحث الهجوم على عاصمة البلاد.
عقب المناقشات المغلقة، التي عقدت تحت عنوان "التهديدات للسلم والأمن الدوليين"، أدان أعضاء المجلس الخمسة عشر بالإجماع الهجوم "الإرهابي الشنيع" على أبو ظبي، ودعوا إلى تقديم الجناة إلى العدالة، ولفتوا إلى أن "أعضاء مجلس الأمن يدينون بأشد العبارات الهجمات الإرهابية الشنيعة التي تعرضت لها أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة يوم الاثنين 17 يناير، وكذلك في مواقع أخرى بالسعودية".
وشدد المجلس الأممي على ضرورة محاسبة مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة هذه الأعمال الإرهابية المشينة، وحثوا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على التعاون مع الإمارات في تحقيق ذلك، بعد أن قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب ستة في هجوم بطائرة مسيرة على منشأة نفطية رئيسية في العاصمة الإماراتية، واندلع حريق منفصل في مطار أبوظبي الدولي. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم الذي أثار على الفور إدانة عالمية كما قدم أعضاء المجلس تعازيهم لأسر الضحايا، اثنان منهم هنديان والآخر باكستاني، ولحكومات بلديهما.
أكد المجلس مجدداً أن "الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين" وأن أي أعمال إرهابية "إجرامية وغير مبررة، بصرف النظر عن دوافعها وأينما ووقتما ترتكب وأيا كان مرتكبها"، كما أكد مجلس الأمن مجددًا على ضرورة أن "تكافح جميع الدول بكافة الوسائل، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة والالتزامات الأخرى بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي للاجئين والقانون الإنساني الدولي، التهديدات التي يتعرض لها المجتمع الدولي والسلام والأمن بسبب الأعمال الإرهابية".
وبرز الاجتماع والبيان التالي له كمؤشرين واضحين على القلق الذي يشعر به المجتمع الدولي من هذا الهجوم إذ يتصل أكثر من 200 جنسية بالإمارات العربية المتحدة، يعيشون ويعملون على أراضيها ويعبر أكثر من 60 ألف مسافر عبر مطار أبوظبي الدولي كل يوم.