بعد هجمات الحوثي على أبو ظبي.. ماذا قال الإعلام الإيراني؟
اهتمت الصحف الغربية برسائل التهديد التي حملتها مقالات وسائل الإعلام الإيرانية في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له مرافق نفطية في الإمارات بالقرب من صهاريج التخزين التابعة لشركة أدنوك النفطية الوطنية، أمس الاثنين، خاصة ما روجته طهران للاعتداءات على أنها "عملية عسكرية نوعية في عمق الإمارات"، نظرت إليها طهران كـ"رسالة عقابية" ضد "أهداف حساسة" في أبو ظبي بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية.
وعلى صعيد آخر، اهتمت صحيفة واشنطن إكزامينر الأمريكية بحديث وسائل الإعلام الإيرانية عن طائرة عسكرية إماراتية تعرضت صباح الاثنين للهجوم في مطار عتق بمحافظة شبوة جنوب شرقي اليمن وغضب قيادة القوات الإماراتية بسبب استهداف طائرة، واصفة محافظ شبوة بالفشل، ومطالبة إياه بتسليم النقاط الأمنية والعسكرية لها".
ذكرت شبكة سي إن بي سي الإخبارية أن الإمارات تعهدت بالرد على ميليشا الحوثي التي شنت هجومًا مميتًا على العاصمة أبو ظبي أودى بحياة ثلاثة أشخاص، حيث ساعدت التوترات الجديدة في المنطقة على دفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات، وقالت وزارة الخارجية الإماراتية عقب الهجمات "ندين استهداف مليشيات الحوثي لمناطق ومنشآت مدنية على أراضي الإمارات اليوم. نعيد التأكيد على أن المسؤولين عن هذا الاستهداف غير القانوني لبلدنا سيخضعون للمساءلة".
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.6٪ إلى 87.89 دولارًا للبرميل صباح الثلاثاء، في حين قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 2٪ لتصل إلى 85.56 دولارًا خلال الصفقات الصباحية المبكرة، وسجل كلا عقدي النفط أعلى مستوى لهما منذ أكتوبر 2014 بعد يوم تداول هادئ يوم الاثنين حيث كانت الأسواق الأمريكية مغلقة في عطلة عامة.
وعزا محللو الطاقة الاتجاه الصعودي للنفط خلال الأسابيع الأخيرة إلى إشارات لتأثر الإمدادات بالمخاوف المستمرة من غزو روسي محتمل لأوكرانيا وأدى التهديد المتزايد لمزيد من التدهور في المناخ الأمني في الشرق الأوسط إلى توفير مزيد من الدعم لأسعار النفط.
أهم هجوم على الإمارات
أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن الهجوم الذي وقع الاثنين وتسبب في حرائق أدت إلى انفجار ثلاث ناقلات بترول برية بالقرب من منشآت التخزين التابعة لشركة النفط الحكومية أدنوك.، واندلعت الحرائق في منطقة المصفح الصناعية وفي موقع بناء بالقرب من مطار أبوظبي الدولي بالعاصمة الإماراتية في هجوم نفذته طائرات مسيرة، وقتل باكستاني وهنديان نتيجة الهجمات وقالت السلطات يوم الإثنين إن ستة أشخاص آخرين أصيبوا ويعالجون من إصابات خفيفة ومتوسطة.
كانت هجمات المتمردين الحوثيين - الذين كانت الإمارات في حالة حرب معهم في اليمن منذ أن بدأ التحالف الذي تقوده السعودية في قصف اليمن في عام 2015 - شائعة في المملكة العربية السعودية، لكن هذه هي الضربة الأكثر أهمية للحوثيين في الإمارات، وهو الهجوم الأول الذي تتعرض له الإمارات منذ 2018.
انسحبت الإمارات إلى حد كبير من الصراع اليمني في عام 2019، لكنها تواصل دعم القوات في البلاد التي تقاتل الحوثيين، الذين يتلقون دعمًا ماليًا وعسكريًا من إيران.
وحسب الرواية الإيرانية، فإن ميليشا الحوثي هاجمت الإمارات بـ20 طائرة مسيرة و10 صواريخ باليستية، بعد أن لعبت الإمارات دوراً محورياً في نشر قوات يمنية جنوبية في محافظة شبوة كما كثفت من أنشطتها العسكرية لدعم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، الأمر الذي أثار غضب الحوثي لتعلن الميليشا مؤخرًا الاستيلاء على سفينة عسكرية ترفع علم الإمارات قبالة ساحل ميناء الحديدة غربي اليمن.
وكانت السفينة، رواب، تحمل معدات عسكرية، بحسب مقطع مصور للسفينة بثه الحوثي، إلا أن الإمارات سعت عدة مرات إلى النأي بنفسها عن الحرب في اليمن، ولكن ميليشيا الحوثي، المدعومة من قبل إيران ترى دورًا إماراتيًا مباشرًا في التطورات في شبوة وأماكن أخرى في اليمن، وقد لمح محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الحوثي إلى أن يد الإمارات ستقطع إذا استمرت في التدخل في اليمن ونشر عبد السلام مقطعًا عبر قناته على تطبيق تليجرام تحدث فيه عن "دولة صغيرة في المنطقة، تقوم بجهود يائسة لخدمة أمريكا وإسرائيل زعمت أنها نأت بنفسها عن اليمن، لكن تم الكشف مؤخرًا عن عكس ما زعمت"، وقال إنه إذا رفضت الإمارات وقف العبث باليمن، فستقطع يديها.