الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

فريق المستشار الألماني الجديد.. الرجل "البراجماتي" الذي لُقب بـ"التيفال"

الرئيس نيوز

يتسم فريق المستشارية، مجلس الوزراء المؤلف من 16 وزيراً الذي يدير أكبر اقتصاد في أوروبا، بالتوازن بين الجنسين - ثمانية رجال وثماني نساء، بالإضافة إلى المستشار نفسه - ويتألف من سبعة وزراء من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وخمسة من الخضر وأربعة من الديمقراطيين الأحرار.

أولاف شولتز

كان لنائب المستشار ووزير المالية في حكومة ميركل، أولاف شولتز، الفضل في دفع حزب الديمقراطيين الاشتراكيين من يسار الوسط إلى فوز في الانتخابات كان يبدو غير مرجح قبل أشهر فقط، وشولتز، 63 عامًا، هو عمدة هامبورج السابق وكان وزير العمل الألماني خلال الأزمة المالية العالمية في 2008.

وأصبحت خبرته واهتمامه بالتفاصيل وصورته التكنوقراطية ميزة خلال حملته الانتخابية، وهو من الشخصيات قليلة الكلام يتمتع بقدر كبير من الثقة بالنفس بشكل لا يتزعزع وقد نصب نفسه كخليفة طبيعي لميركل من حيث أسلوب القيادة ووكيل لتغيير وجه ألمانيا بعد فترة طويلة من ولايتها وخسر محاولة لرئاسة حزبه في عام 2019، لكنه كان خيار الحزب بلا منازع للترشح لمنصب المستشار الاتحادي، وهو براجماتي لأبعد مدى وينجز الأمور، فإذا طلبت من مواطن ألماني جنوبي أن يصف مثالاً حيًا لرجل نموذجي من همبورج، فأغلب الظن أن المثال الذي سيحضره للتو هو شولتز الذي تتناسب شخصيته اللطيفة والهادئة مع كليشيهات الشخصية المنتمية إلى شمال ألمانيا، وقالت مجلة بوليتيكو الأمريكية إن أسلوبه الروبوتي أحيانًا هو الذي أكسبه لقب "شولتز-أوه-مات" ومن ألقابه كذلك "شولتز التيفال" لأن الفضائح لا تلتصق به مطلقًا.

وعلى مكتب شولتز العديد من الملفات الساخنة التي من الممكن أن تغفر له أي شعور بالإرهاق: موجة كوفيد الرابعة، ومتحور أوميكرون، وملف تغير المناخ، وارتفاع التضخم، وتحركات روسيا بوتين تجاه أوكرانيا،والصين، والأمريكيون الذين يريدون المزيد من الالتزام الأوروبي والألماني تجاه حلف الناتو، وارتفاع التشدد والتطرف اليميني، على سبيل المثال لا الحصر، لكن المعلومة الطريفة هي أن شولتز يحمل شبهًا مثيرًا للدهشة مع السيناتور الأمريكي كريس كونز، نائب ديلاوير.

روبرت هابيك

استلم القائد المشارك لخضر البيئة حقيبة وزارة الاقتصاد والمناخ المنشأة حديثًا، وأصبح نائبًا للمستشار، شغل هابيك، 52 عامًا، منصب وزير الزراعة والبيئة في ولاية شليسفيج هولشتاين الشمالية من عام 2012 إلى عام 2018، وأصبح زعيمًا للحزب جنبًا إلى جنب مع أنالينا بربوك في عام 2018 وخسر هابيك أمام بربوك ليصبح مرشح الحزب لمنصب المستشار في الانتخابات الحزبية، لكنهما برزا بعد حصولهما على المركز الثالث على رأس فريق حكومة الخضر، الطريف أن هابيك وعائلته يتحدثون اللغة الدنماركية بطلاقة - فقد التحق أبناؤه الأربعة بمدارس تتحدث اللغة الدنماركية في شليسفيج هولشتاين، المتاخمة للدنمارك، وهم "يتقنون اللغة الدنماركية أكثر من الألمانية"، وفقًا لما ذكره هابيك.

كريستيان ليندنر

تولى زعيم الديمقراطيين الأحرار المؤيدين لقطاع الأعمال إدارة أموال الحكومة كوزير للمالية ويهيمن ليندنر على زعامة حزبه بانفراد، وهو الحزب الذي قاده إلى البرلمان في عام 2017 بعد غياب دام أربع سنوات وقاد الديمقراطيين الأحرار إلى المقاعد الوزارية بانضمامه هذه المرة إلى الائتلاف الحاكم بعد أن انسحب قبل أربع سنوات من المحادثات الخاصة بالانضمام إلى إدارة ميركل الأخيرة ويقول ليندنر، 42 عامًا، "إننا ندافع عن الموارد المالية القوية في ألمانيا وأوروبا"، وقد أصر على أن الحكومة الائتلافية الجديدة لن ترفع الضرائب أو تخفف القيود على تراكم الديون.

حقيبة الخارجية - أنالينا بيربوك

أصبحت الزعيمة الأخرى للخضر أول امرأة تستلم حقيبة الخارجية في ألمانيا بعد ترشحها كأول مرشح للحزب لمنصب المستشارية ولم تتعاف حملتها أبدًا من الأخطاء المبكرة ولكنها مع ذلك انتهت بتقديم أفضل نتيجة انتخابية على الإطلاق للحزب درست أنالينا بربوك، 40 عامًا، العلوم السياسية والقانون الدولي في هامبورج ولندن وهي التي دعت إلى "الحوار والصلابة" تجاه الصين واتخذت نهجًا مشابهًا تجاه روسيا ولطالما كانت بربوك معارضة صريحة في الماضي لخط أنابيب نورد ستريم 2 الذي تم بناؤه لجلب المزيد من الغاز الروسي إلى ألمانيا، لكنه لم يعمل بعد.

لديها ملفات وتحديات عديدة، فستتولى بربوك وضع بصمة خضراء على السياسة الخارجية، حيث اتخذ حزبها موقفًا أكثر صرامة تجاه بكين وموسكو، على سبيل المثال، من الحكومة المنتهية ولايتها ويرشحها المنصب الجديد لتكون الصوت الرائد في السياسة الخارجية للحكومة - وهو الدور الذي احتكرته المستشارة السابقة ميركل لنفسها في السنوات الأخيرة، وفي سن المراهقة، شاركت بربوك في مسابقات الترامبولين الوطنية في البلاد.

 

نانسي فيزر

أصبحت المحامية التي ترأس فرع الحزب الاشتراكي الديمقراطي في منطقة وسط هيسن أول وزيرة داخلية في ألمانيا - أكبر مسؤول أمني في البلاد - تشرف على الشرطة الاتحادية ووكالة المخابرات المحلية وأمضت فايسر، البالغة من العمر 51 عامًا، في منصب المتحدثة باسم حزبها للشؤون الداخلية في ولاية هيسن 12 سنة وتقول إن "مصدر قلقي الخاص" سيكون محاربة التهديد من التطرف اليميني، وتعد واحدة من الوجوه السياسية الأقل شهرة بين أعضاء مجلس الوزراء، واكتسبت سمعة واسعة بمحاربتها اليمين المتطرف، وعملت كرئيس للجنة البرلمان المحلية لفحص جرائم القتل التي ارتكبتها جماعة النازيين الجدد الإرهابية وبسبب عملها السابق، تلقت فيزر رسائل تهديد من النازيين الجدد، وعلى مكتبها عدة ملفات ساخنة بما في ذلك الارتفاع المقلق لجرائم معاداة السامية من أهم اهتمامات فايسر في وظيفتها الجديدة كما ستشرف على القضايا الحساسة سياسياً حول الهجرة ومراقبة الحدود، الطريف عندما سئلت فيزر في مقابلة تلفزيونية عن "نقطة ضعفها التي لا يعرفها أحد"، اعترفت فايسر بإعجابها بممثلين مثل نجم هوليوود داستن هوفمان.

كارل لوترباخ

عالم الأوبئة البارع والمشهور في وسائل الإعلام، وهو برلماني يمثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي منذ 2005،وأصبح وزير الصحةكان لوترباخ، 58 عامًا، أحد أبرز الأصوات في ألمانيا التي تحث على توخي الحذر واتخاذ تدابير صارمة ضد كوفيد-19،وهو محلل تلفزيوني لديه برامج منتظمة ودرس لوترباخ في ألمانيا والولايات المتحدة، بما في ذلك في كلية هارفارد للصحة العامة، وهو مدير معهد اقتصاديات الصحة وعلم الأوبئة السريري في كلية الطب بجامعة كولونيا ومن أقواله: "سيستمر الوباء لفترة أطول مما يعتقده الكثيرون، لكننا سننجح - سيلعب التطعيم الدور المركزي، ولكن ليس هذا فقط هو الحل".

لا تزال ألمانيا في قبضة الوباء بقوة، ويرتفع عدد الأشخاص غير المحصنين بشكل خاص وبدأ وزير الصحة الجديد مؤخرًا الدعوة إلى التطعيمات الإلزامية لكوفيد وهي سياسة رفضها هو نفسه ذات مرة قبل أن يخلص إلى أن متغير دلتا الأكثر عدوى سيتطلب معدلات تطعيم أعلى من المتوقع أن يتم إطلاق التطعيمات الإلزامية في أوائل عام 2022، والطريف هو أن لوترباخ توقف عن إضافة الملح إلى طعامه في عام 1989.

رئيس مكتب المستشار - وولفغانج شميدت

وولفجانج شميدت، أحد المقربين من المستشار شولتز منذ فترة طويلة ونائبه أثناء توليه منصب وزير المالية، سيكون رئيسًا لمكتب المستشار الجديد، وهو اليد اليمنى القوية وذات الصلات الجيدة لسنوات عديدة، سيستمر في هذا المنصب كرئيس لموظفي المستشارية، على درجة  وزير، ويعرف الرجلان بعضهما البعض من هامبورج، حيث نشأ كلاهما ودرسا القانون وشاركا في جناح الشباب في الحزب الاشتراكي الديمقراطي (على الرغم من أن شولتز أكبر منه بسنوات)،ومن الناحية الشخصية، لا يمكن أن يكون الاثنان مختلفين: شميدت هو شخص مرح ونشط في التواصلبما في ذلك نشاطه عبر تويتر، حيث يساند رئيسه ويعزز مواقفه وقراراته ويشاكس خصومه.

ستكون مهام شميدت الرئيسية مزيجًا من الحيل السحرية والموائمات والتلاعب والتأكد من أن الحكومة الثلاثية تعمل بسلاسة، مع الحرص على ضمان بقاء شولتز ي صورة محبوبة، ويتحدث شميدت الإسبانية بطلاقة.

كريستين لامبرخت وزيرة للدفاع

اختار الاشتراكيون الديمقراطيون وزيرة العدل المنتهية ولايتها كريستين لامبرخت وزيرة للدفاع وسيحل محلها على رأس وزارة العدل النائب والمحامي من الحزب الديمقراطي الحر ماركو بوشمان.

كريستين لامبرختهي عضو متمرس في فريق شولتز، وبخلاف قيادته الوزارة العدل في الحكومة الألمانية السابقة. اعتبارًا من مايو 2021، تولت في السابق أيضًا وزارة شؤون الأسرة وكبار السن والمرأة والشباب بعد استقالة زميلتها في الحزب فرانزيسكا جيفي وسط اتهامات بالسرقة الأدبية ومع ذلك، فإن أحد المجالات التي لا تمتلك فيها لامبرخت الكثير من الخبرة هو الأمن القومي، وبميزانية قدرها 50 مليار يورو، ستديرثاني أكبر محفظة إنفاق في ألمانيا على شؤون الدفاع وسيتعين عليها تنفيذ تعهد التحالف باستبدال الطائرات القاذفة القديمة، واللازمة للوفاء بالتزام الناتو بإسقاط القنابل الذرية على روسيا في حالة وقوع هجوم على الغرب ويقول خبراء الدفاع إن الجيش الألماني يحتاج أيضًا إلى ترقيات في العديد من المجالات الأخرى، بما في ذلك السفن الجديدة والدبابات والمروحيات ويتمثل التحدي الآخر في رقمنة الجيش الألماني ووضع سياسة جديدة للأمن السيبراني.

لاعبون آخرون في فريق المستشار أولاف

أصبح زعيم حزب الخضر السابق جيم أوزدمير وزيرا للزراعة وأول عضو في مجلس الوزراء وهو من أصول تركية، كما أصبحت شتيفي ليمكي وزيرة للبيئة وأحد اثنين فقط من أعضاء مجلس الوزراء من الشرق الشيوعي السابق.