الجمعة 27 سبتمبر 2024 الموافق 24 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تحليل.. لماذا يجتمع مبعوثًا تركيا وأرمينيا في موسكو؟

الرئيس نيوز

التقى مبعوثان رسميان من تركيا وأرمينيا في موسكو في الجولة الأولى من الاجتماعات التي تهدف إلى إنهاء عقود من المرارة بين بلديهما وإقامة علاقات دبلوماسية.

 وقال كلا البلدين إن الاجتماع عقد في "جو إيجابي وبناء"، وعلى الرغم من أن تركيا كانت من بين الدول الأولى التي اعترفت باستقلال أرمينيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، إلا أن الجارتين تربطهما علاقة مريرة ولا تربطهما علاقات دبلوماسية.

ويأمل الجانبان في أن تعزز المحادثات جهود السلام في منطقة القوقاز وأن تؤدي إلى إعادة فتح حدودهما لتشجيع التجارة وتعزيز العلاقات الاقتصادية ومن المتوقع استئناف رحلات الطيران العارض بين يريفان واسطنبول الشهر المقبل.

 وقالت وزارتا الخارجية التركية والأرمينية في بيانين منفصلين إن ممثليهما الخاصين "تبادلا وجهات نظرهما الأولية بشأن عملية التطبيع"، وقالا إن الجانبين سيواصلان مفاوضاتهما "دون شروط مسبقة"، مضيفين أنه سيتم تحديد موعد ومكان الاجتماع الثاني في وقت لاحق.

وأعلنت وكالة الأناضول التركية الحكومية إن الاجتماع بين المبعوثين استمر ساعة ونصف ويمثل سيردار كيليتش، السفير التركي السابق لدى الولايات المتحدة، أنقرة في المحادثات، بينما عينت أرمينيا نائب رئيس البرلمان، روبين روبينيان.

 وقالت أرمينيا إنها تتوقع أن تسفر المحادثات عن إقامة علاقات دبلوماسية وإعادة فتح الحدود، مضيفة أن يريفان تدخل المحادثات دون شروط وصرحت جمهورية أرمينيا دائمًا أنها مستعدة لتطبيع العلاقات مع تركيا دون أي شروط مسبقة، وتعد جولة المباحثات الأخيرة المحاولة الثانية للمصالحة بين العدوين الإقليميين، كانت تركيا وأرمينيا قد توصلتا إلى اتفاق في عام 2009 لإقامة علاقات رسمية وفتح حدودهما المشتركة، لكن لم يتم التصديق على الاتفاقية أبدًا بسبب معارضة قوية من أذربيجان، إلا أن جهود المصالحة هذه المرة تحظى بمباركة أذربيجان.

 وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أنقرة "ستنسق" عملية التطبيع مع أذربيجان، وأغلقت تركيا، الحليف الوثيق لأذربيجان، حدودها مع أرمينيا في عام 1993، تضامنًا مع باكو، التي تخوض صراعًا مع أرمينيا بشأن منطقة ناجورنو كاراباخ، في عام 2020، دعمت تركيا بقوة أذربيجان في الصراع الذي دام ستة أسابيع مع أرمينيا بشأن كاراباخ، والذي انتهى باتفاق سلام بوساطة روسية.

كما أن تركيا وأرمينيا لديهما عداء منذ أكثر من قرن بسبب مقتل ما يقدر بنحو 1.5 مليون أرمني في المذابح والترحيل والمسيرات القسرية التي بدأت عام 1915 في تركيا العثمانية وينظر المؤرخون على نطاق واسع إلى الحدث على أنه إبادة جماعية وترفض تركيا بشدة هذه التسمية، معترفة بوفاة الكثيرين في تلك الحقبة، لكنها تصر على أن عدد القتلى مبالغ فيه وأن الوفيات نتجت عن الاضطرابات المدنية وفي العام الماضي، اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن رسميًا بعمليات القتل على أنها إبادة جماعية، وانضم إلى العديد من البلدان الأخرى التي فعلت ذلك بالفعل.