ماذا تريد روسيا من الناتو لتجنيب أوكرانيا سيناريو الاجتياح؟
على الرغم من أن روسيا تنفي التخطيط لمهاجمة أوكرانيا، إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي التي قررت الانفصال العام 1991، لكنها تقول إنها يمكن أن تتخذ إجراءً عسكرياً لم تحدده ما لم تُقبل مطالب قدمتها تتضمن وعداً بعدم قبول كييف عضواً في حلف شمال الأطلسي، ووقف توسع "الناتو" في أوروبا، وهي مطالب وصفتها الولايات المتحدة بأنها "مستحيلة"، مؤكدة دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
أمس الجمعة، قال وير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا تأمل في استئناف المحادثات الأمنية مع الولايات المتحدة لكن هذا يعتمد على رد واشنطن على مطالبها، مؤكدًا أن بلاده لن تقبل مطلقاً ظهور حلف شمال الأطلسي على حدودها المباشرة، خصوصاً في ضوء النهج الراهن للقيادة الأوكرانية.
وتمارس روسيا ضغوطاً شديدة على أوكرانيا منذ عام 2014، بعد ثورة أطاحت حكومة كانت منحازة إلى الكرملين ومناهضة للتقرب من أوروبا، ومنذ ذلك الحين، سيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وضمتها إلى أراضيها، كما تدعم تمرداً في شرق أوكرانيا وتحديدًا في منطقة "دونباس" إذ يقطن تلك المنطقة غالبية سكانية تنطق بالروسية، وقد أدت المواجهات في تلك المنطقة إلى قتل أكثر من 13 ألف شخص.
هجوم سيبراني
وبينما أوضح الوزير الروسي ما تعنيه بلاده بالإجراء العسكري المناسب، من أنه نشرًا لمعدات عسكرية، أعلن مسؤولون غربيون وروس عدم إحراز أي تقدم في محادثات فيينا بشأن الأزمة في أوكرانيا، كما تحدثت كييف عن تعرض عدد من المواقع الإلكترونية الحكومية في أوكرانيا، الجمعة إلى هجوم معلوماتي كبير.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية، إن "المواقع الإلكترونية للوزارة وعدد من الهيئات الحكومية الأخرى معطلة بشكل مؤقت". وأضاف "خبراؤنا يعملون بشكل حثيث لاستعادة عمل الأنظمة المعلوماتية، وقد فتحت الشرطة تحقيقاً".
سيناريوهات الأزمة
يذهب البعض إلى أن روسيا قد تعيد سيناريو ضرباتها لجورجيا في عام 2008، في أوكرانيا، وأنها ستعمل على التدخل في دونباس بداعي حماية الأقلية الروسية من الاعتداءات الأوكرانية، وأن حجم العملية العسكرية سيتوقف على المدة التي ستستغرقها كييف لتعلن الاستسلام للمطالب الروسية.
ومن المرجح أنه إذا ما نفذت روسيا هجومًا محددًا في أوكرانيا، وتحديدًا في "دونباس" فإن موسكو قد تحقق تدميراً كبيراً للقدرات العسكرية الأوكرانية من خلال هجمات جوية على الخطوط الأمامية. وقد تنطلق العديد من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية الأخرى من البحر الأسود أو من الأراضي الروسية، وذلك في وقت لن تتحمل الدفاعات الجوية الأوكرانية، مثل هذا الهجوم.
لكن لا يبدو أن روسيا تخطط لاجتياح شامل لأوكرانيا، وأن الاجتياح سيكون فقط للمناطق التي يسكنها أشخاص ينطقون بالروسية، مناطق دونباس، وشرق نهر دنيبرو، وأنها أقاليم تاريخية تابعة لموسكو.
دعم الناتو
ومع اشتعال الأوضاع في أوكرانيا، أعلنت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أن الأجهزة الروسية تعكف على إعداد "استفزازات" ضد جنود روس متمركزين في إقليم ترانسدنيستريا الانفصالي في مولدوفا بهدف اتهام أوكرانيا بالمسؤولية عنها.
ويقول مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن الاتحاد يحشد "كافة موارده" لمساعدة أوكرانيا في أعقاب الهجوم المعلوماتي. مؤكداً أن ممثلي اللجنة السياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعاً عاجلاً لمناقشة الهجوم الذي "يستحق الإدانة"، بحسب قوله.
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أن الحلف سيوقع مع أوكرانيا اتفاقاً، لتعزيز تعاونهما في مجال مكافحة الهجمات الإلكترونية، ما سيمنح كييف حق الوصول إلى خبرة الحلفاء في مكافحة "البرامج الخبيثة".
وزودت واشنطن كييف بأسلحة خفيفة وسفن دوريات وقاذفات صواريخ مضادة للدروع من طراز جافلين، لكن عديداً من أعضاء الكونغرس يطالبون البيت الأبيض بأن يفعل المزيد على هذا الصعيد.