مواجهة الموارد المحدودة وعدالة توزيع المياه.. هل تتحقق بالمشروعات القومية المنفذة؟
تنفذ الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة الموارد المائية والري بالتعاون مع عدة وزارات منها الزراعة، خطة أعمال متكاملة لمواجهة التحديات المائية الحالية وتنمية الموارد فى ظل ثبات الحصة المتاحة سنوياً من المياه، وذلك من خلال عدة مشروعات كبري منها تأهيل وتبطين الترع والمساقى، حيث تم تنفيذ 3888,97 كيلو متر حتى الآن في المحافظات المستهدفة.
كما يتم تنفيذ خطة أعمال لتحديث نظم الري بدلا من الرى التقليدى بالغمر، في مساحة إجمالية تبلغ 3,7 مليون فدان تم الانتهاء من حوالى 805 ألف فدان حتى الآن، وذلك بهدف ترشيد استهلاك المياه المستخدمة في رى الأراضي، وتحقيق ربح للفلاحين.
بالإضافة إلى ذلك، ظهرت تساؤلات عن جدوى تنفيذ المشروعات الحالية ومنها تأهيل الترع وتحديث نظم الري فى الأراضى القديمة بمحافظات دلتا نهر النيل.
كما تستهدف الأعمال الحالية ،تحقيق وفر فى مساحات الأراضى نتيجة توفير مساحات المساقى الخاصة والمراوى والمصارف فى الأراضى الزراعية بالمحافظات.
زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية ومعدلات النمو الاقتصادي
من جانبه، أكد الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية والري فى جامعة الخليج بمملكة البحرين، أهمية المشروعات القومية المنفذة حالياً في مواجهة الفجوة المائية، خاصة مع استحواذ القطاع الزراعى على حوالى 90% من استخدامات المياه، وهو ما يستلزم وضع حلول نهائية منها المشروعات الجديدة مثل تحديث نظم الري وتأهيل الترع.
كما أكد أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية ل "الرئيس نيوز"، أهمية المشروعات في تعظيم الاستفادة من المياه المتاحة، وتحقيق ربحية للفلاحين والمزارعين، وأيضًا زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية مما يكون له أثر كبير في زيادة معدلات النمو الاقتصادي.
تقليل الفواقد وعمليات الصيانة والتطهير للترع
بالإضافة إلى ذلك، أوضح الصادق، أنه تم وضع آلية سريعة من الدولة للتوسع في مشروعات تحديث نظم الري بدلا من الرى التقليدى بالغمر، وذلك بهدف ترشيد استهلاك المياه، وايضا تقليل الفواقد وعمليات الصيانة والتطهير للترع عبر أعمال التأهيل والتبطين.
كذلك أشار إلى أهمية الإبقاء على نظم الري التقليدية في المحافظات الشمالية لمنع التداخل بين مياه البحر المتوسط ومخزون المياه الجوفية، لافتاً إلى أن المشروعات تعمل على تنظيم توزيع مياه الرى بكفاءة عالية، وايضا التحكم فى مستوى رطوبة التربة الزراعية وترشيد الطاقة المستخدمة في أعمال الرى.
فى السياق، أكد الدكتور عباس شراقى أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، أهمية الأعمال المنفذة لتأهيل وتبطين الترع وتحديث نظم الري فى ترشيد إستهلاك المياه والمحافظة على جودة المياه وحماية جوانب الترع من التعديات ومصادر التلوث.
كما أوضح أستاذ الموارد المائية ل "الرئيس نيوز"، إن أهمية الأعمال لا تتوقف على ذلك ولكنها تستهدف حماية أبعاد الترع وتوفير جزء من المياه المتسربة أثناء الرى، لافتاً إلى أن كميات المياه المتسربة في الترع المتواجدة بالاراضى الطينية ليست كبيرة مما يعنى أهمية تنفيذ أعمال التأهيل في الأراضي الطينية بالدلتا.
بالإضافة إلى ما سبق، تستهدف الأعمال الحالية لتأهيل وتبطين الترع المتعبة وتحديث نظم الري، رفع كفاءة أعمال الرى بجميع الأراضي الزراعية وحل أزمة عدم وصول المياه إلى نهايات الترع بالكمية المناسبة.