تقارير: تصعيد عسكري بمناطق نفوذ تركيا وروسيا في سوريا
أصبحت العلاقات بين أنقرة وموسكو في السنوات الأخيرة وتقلباتها لغزًا يحير المحللين والمراقبين وكافة الدول الغربية، وخاصة جيران تركيا.
ومع ذلك، من الواضح للغرب أن لعبة أردوغان السياسية مع الغرب وروسيا تشكل استراتيجية ثابتة للسياسة الخارجية التركية، ويتم تعريف تركيا الآن في سياق العلاقات عبر الأطلسي بطريقة تعكس عدم بذل أنقرة أي جهد واضح من أجل تحسين العلاقات الأساسية لتركيا مع الغرب والحفاظ عليها.
في الوقت نفسه، لا يشير قرب أردوغان من روسيا وبوتين إلى أن أسس علاقات أنقرة مع الكرملين قوية واستراتيجية بشكل ملحوظ.
وعلى الرغم من التقارب بين أنقرة وموسكو، رصد نشطاء بالمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرًا له تصعيدًا عسكريًا في المناطق السورية الخاضعة لنفوذ كل من بوتين وأردوغان وقصفًا متجددًا على مناطق ريف إدلب، واستهداف بلدات البارة وصفوهان ومحيط كنصفرة والفليفيل وبنين في جبل الزاوية جنوب إدلب.
كما قصفت الفصائل العاملة تحت راية غرفة عمليات الفتح مواقع لقوات النظام في جبهة الدار الكبير بريف إدلب الجنوبي ولم يسجل النشطاء المزيد من الخسائر، في غضون ذلك، دار تبادل إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة بين قوات النظام وفصائل المعارضة على جبهة العمقية في سهل الغاب بجنوب إدلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الاثنين، أن قوات النظام جددت قصفها على قرى بريف إدلب في منطقة "بوتين - أردوغان"، مستهدفة بقذائف المدفعية وفي المقابل استهدفت الفصائل بقذائف المدفعية تجمعات لقوات النظام في ريف سراقب ومعرة النعمان ومع ذلك، لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
والآن، وعلى الرغم من التصعيد بينهما في عدة جبهات، وبعد انتهاء الحرب الباردة والتغيرات الجيوسياسية والجيواستراتيجية في أوروبا، خاصة بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانهيار العلاقات عبر الأطلسي بقيادة ترامب، لم يكن موقع تركيا في السياسة الخارجية لأوروبا يتمتع بالامتيازات التي كانت عليها في السابق وتوصلت بعض الدول الغربية إلى أن روسيا وتركيا تسعيان إلى تشكيل قوتين تريدان أن تقاوما تكتيكياً الإملاءات السياسية والأمنية وضغوط العالم الغربي القصوى.
وأصبحت علامات هذا النهج أكثر وضوحًا إلى حد ما بين موسكو وأنقرة في السنوات الأخيرة وأدى إحباط كلا البلدين من العالم الغربي إلى إرساء الأساس للعلاقة والتأثير المتبادل بين أردوغان وبوتين. كانت الأزمة التي شهدتها أوكرانيا في عام 2014، والتي أدت إلى ضغوط غربية على روسيا، ومن ناحية أخرى، ثقة تركيا في تطلعها الطويل الأمد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أمثلة أخرى على الشكوك في مغزى التقارب بين موسكو وأنقرة.
ويمكن القول أن عام 2016 كان بداية تعاون وثيق بين روسيا وتركيا في سوريا فقد مهدت الأنشطة العسكرية للبلدين في سوريا، في ضوء أهدافهما المشتركة، الطريق لتحسين العلاقات الثنائية. بعد الحادث المأساوي المتمثل في إسقاط تركيا لطائرة مقاتلة روسية، تمكن البلدان من العودة إلى العلاقات الطبيعية بمشاورات فورية بعد أن كانا على شفا حرب مدمرة.
وأثار قرب تركيا من روسيا كعضو فعال في الناتو مخاوف جدية بين الدول الغربية وأعضاء الناتو، وأثارت مناقشات استراتيجية حول طبيعة الشراكة بين البلدين وعلى وجه الخصوص، دفع شراء أنقرة لنظام دفاع جوي روسي متقدم من طراز S-400 في عام 2017 الناتو إلى إعادة النظر في ولاء تركيا للتحالف واتحاد الدفاع الغربي وليس هناك شك في أن تعاون أحد أعضاء الناتو في مجال الأسلحة الاستراتيجية مع روسيا هو أمر غير مسبوق ويُنظر إليه على أنه انعكاس لنهج أنقرة المنقلب على للغرب.