تقارير: تبون يزور مصر قريبا للحصول على دعم القاهرة لاستضافة القمة العربية
سلطت صحيفة آراب ويكلي اللندنية الضوء على الزيارة التي من المتوقع أن يقوم بها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى مصر، مطلع العام الجاري، والتي تعتبرها ذات أهمية قصوى للجزائر التي تستعد لاستضافة القمة العربية في مارس المقبل، وتحتاج إلى دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي لضمان تحقيقها وفقًا للمراقبين.
وقالت مصادر جزائرية مطلعة إن الرئيس تبون يريد خلال زيارته للقاهرة الحصول على دعم مصري واضح لتعزيز مستوى المشاركة في القمة، خاصة من دول الخليج العربي، التي قد يحدد وجودها نجاح أو فشل القمة وأشارت المصادر إلى أن الرئيس الجزائري يخشى ألا يكون التمثيل الخليجي على مستوى عال، الأمر الذي من شأنه أن يعطي مصداقية للتقارير التي تتحدث عن عزلة الجزائر وسط نتائج دبلوماسية هزيلة، كما يتضح من فقدان الجزائر نفوذها على ملف الصحراء الغربية، حيث حقق المغرب. العديد من المكاسب في أوروبا والولايات المتحدة وإفريقيا، بما في ذلك في البلدان المؤيدة تقليديا للجزائر.
وأشار موقع فرانس 24 إلى أن تصريحات تبون التي شددت على أهمية نجاح القمة، كانت انعكاسا لحذره من مخاطر الفشل، خاصة أن السلطات الجزائرية تسعى للاستثمار في القمة في الداخل لإثبات مكانتها الإقليمية بعد انتقادات واسعة النطاق للدبلوماسية الجزائرية لتراجع دورها في القضايا الإقليمية لصالح قوى خارجية مثل فرنسا وروسيا وتركيا.
كما أعربت الجزائر عن شكوكها في وجود مؤامرات معادية تهدف إلى تقويض مساعيها السابقة للقمة. وقال وزير الخارجية رمضان لعمامرة في نهاية نوفمبر الماضي، إن الأطراف التي لم يسمها سعت إلى فشل القمة أو على الأقل "ضمان التمثيل السيئ" في القمة ولفت التثرير إلى أن الخطاب الجزائري المناهض للتطبيع أدى إلى تصعيد التوترات مع المغرب دون تعزيز الدعم الشعبي في الداخل للنظام أو تشكيل أي تحالفات جديدة لتبون في المنطقة وأدى الخطاب المعادي لإسرائيل في الواقع إلى خلق مشاكل للجزائر مع دول الخليج العربي ودول عربية أخرى وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل العام الماضي.
ومن المتوقع أن تكون القمة العربية أكبر حدث دبلوماسي تستضيفه الجزائر منذ تولي تبون السلطة، كما أنه من المقرر زيارة الرئيس الجزائري لمصر مطلع العام الجديد بعد تأجيلها قرابة عام لأسباب مختلفة، فيما عملت الحكومتان على الترتيبات المسبقة للزيارة وناقشتا جدول أعمال الاجتماع المرتقب، وذكر السفير المصري لدى الجزائر أيمن مشرفة قبل أسابيع خلال زيارة وداعية للرئيس الجزائري بمناسبة انتهاء مهمته في الجزائر، أن تبون أبلغه بنيته زيارة القاهرة قريباً.
فوجئ العديد من الخبراء بقرار الجزائر الاستعانة بمصر لاستضافة القمة العربية المقبلة وقللوا من أهمية رد فعل القاهرة الإيجابي على المبادرة الجزائرية، بالنظر إلى أن العلاقات بين البلدين كانت فاترة في أحسن الأحوال، ويقول محللون إن الجزائر، التي أعلنت مؤخرا خلال زيارة لمحمود عباس للدولة عن مبادرة مصالحة تهدف إلى جمع الفصائل الفلسطينية على التراب الجزائري، تريد طمأنة القاهرة بأن "مبادرتها الفلسطينية" لا تعني أن الجزائر تتسابق لمركز المنافس أو البديل عن دور القاهرة كوسيط في القضايا الفلسطينية بالنظر إلى التأثير الذي تمتلكه مصر على الفصائل الفلسطينية.
ويقول محللون إن زيارة تبون للقاهرة تأجلت لفترة طويلة بسبب الخلافات بين الطرفين حول الأزمة الليبية، خاصة التحالف الجزائري التركي في الأزمة، الأمر الذي أثار غضب المصريين، بالإضافة إلى المواقف المتباينة من سد النهضة، وبينما عرضت الجزائر وساطتها في قضية سد النيل، استاءت القاهرة مما اعتبرته شكلاً من أشكال الحياد السلبي في الخلاف الاستراتيجي، وفي العام الماضي، سلم وزير الخارجية المصري سامح شكري دعوة من السيسي لنظيره الجزائري لزيارة القاهرة وقالت مصر إنها نقلت للرئيس تبون تهانيها للرئيس الجزائري على انتخابه رئيسا ورغبتها في "تعزيز العلاقات الثنائية".