رغم المعارك الحدودية.. ماذا تعني زيارة وفد سوداني لإقليم بني شنقول الإثيوبي؟
رغم حالة الهدوء النسبي على الحدود "السودانية الإثيوبية"؛ بسبب العمليات العدائية التي تقع كل حين وآخر من جانب الميليشيات الإثيوبية المدعومة من الجيش، ضد القوات السودانية التي أعادت انتشارها في مناطق الفشقة الخصيبة التي كانت تحتلها أديس أبابا منذ نحو 25 عامًا، والتي كان أخرها القصف المدفعي الذي نفذته الميليشيات وقوات من الجيش الإثيوبي، مما ترتب عليه وقوع قتلى في صفوف الجيش السوداني، يقدرون بحسب وكالات أنباء إلى 30 قتيلًا، إلا أن الأمور لا تزال مرشحة للانفجار في أي وقت، بسبب الممارسات الإثيوبية غير المسؤولة.
ويبدو أن الخرطوم وأديس أبابا يحاولان تخفيف حدة التوتر، القائم فعليًا بسبب وصول المفاوضات الحدودية بينهما، إلى جانب مفاوضات ملء وتشغيل سد النهضة المائي، إلى طريق مسدود، فبينما أقر البرلمان قانونًا يسمح بتشكيل هيئة مستقلة للمصالحة الوطنية في إثيوبيا، وصل وفد سوداني إلى إقليم بني شنقول غربي إثيوبيا، منذ أيام للمشاركة في منتدى تشاوري، في أول زيارة من نوعها بعد التوترات الأخيرة بين البلدين.
وإقليم بني شنقول جموز، يقع غربي إثيوبيا، ويعد أحد الأقاليم الإثيوبية الـ11، والتي تتمتع بحكم ذاتي، ويحازي الإقليم ولاية النيل الأزرق السودانية، فيما تأتي أهمية الإقليم وحاضرته أصوصا، الذي تقطنه 5 قوميات (البرتا، جموز، شيناشا، الماو، وكومو) رئيسية، إلى جانب القوميات الإثيوبية الأخرى، في أنه يحتضن مشروع سد النهضة على النيل الأزرق، على بعد نحو 40 كيلومتراً من الحدود السودانية.
يقول السودان إن الاتفاقيات التاريخية، بين المستعمر البريطاني والحكومة الإثيوبية، منحت إقليم بني شنقول وهو إقليم سوداني، إلى أديس أبابا، في مقابل تعهد الحكومة الإثيوبية، بعدم بناء أي سدود على مياه النيل الأزرق، وأنه في حال أقبلت أديس أبابا على فعل ذلك يحق للسودان استرداد أراضي الإقليم.
وخلال الزيارة تم توقيع مذكرة تفاهم أمنية واقتصادية، الخميس 30 ديسمبر، مع حكومة إقليم بني شنقول- قمز الإثيوبي. فيما تشير تقارير صحيفة إن الوفد السوداني لحكومة ولاية النيل الأزرق المتاخمة لإقليم بني شنقول وصل إلى إثيوبيا، الثلاثاء الماضي، للمشاركة في المنتدى التشاوري الذي شهدته مدينة أصوصا، حاضرة الإقليم، في أول زيارة لوفد سوداني بعد التوترات الحدودية بين البلدين في يوليو 2021. وتشير زيارة الوفد السوداني إلى رغبة الدولتين في طي خلافاتهما عبر التوافق والتفاوض.
وعقد المنتدى على مدار يومين بهدف تعزيز السلام والتنمية بين الولايتين، وذلك تحت شعار المنتدى التعاوني المشترك لتنمية الحدود بين إقليم بني شنقول جموز الإثيوبي وولاية النيل الأزرق السودانية.
مكتب الاتصالات لحكومة إقليم بني شنقول جموز في البيان، أكد أن حاكم إقليم بني شنقول الشاذلي حسن، وعددا من كبار المسؤولين بحكومته، استقبل الوفد السوداني برئاسة أحمد العمدة حاكم ولاية النيل الأزرق بجانب كبار المسؤولين بحكومة ولاية النيل الأزرق بينهم مسؤولون من قطاعات الأمن والسلام والتنمية.
ووفق مصدر مسؤول بحكومة إقليم بني شنقول، تحدث لوسائل إعلام، فإن الوفدين يجريان محادثات حول قضايا السلام والأمن والتنمية خلال يومين ضمن المنتدى التشاوري المشترك.