تركيا تكشف عن دورها في الحرب الإثيوبية بين أبي أحمد وقوات "التيجراي"
بعد التغيير الدراماتيكي في المشهد الإثيوبي، وتراجع قوات المعارضة المسلحة إلى مراكزها مرة أخرى، بعدما كان لا يفصلها عن العاصمة أديس أبابا إلا نحو 100 كيلومتر، كشفت تركيا عن بعض أدوارها في الحرب الإثيوبية التي كان طرفيها، المعارضة المسلحة، بقيادة "جبهة تحرير شعب تيجراي"، وقوات ما تسمى الحكومة الفيدرالية التي كان يقودها رئيس الوزراء أبي أحمد.
وحسب تقارير فقد حدث التغيير الميداني، نتيجة دعم الإمارات وتركيا وإيران، لأبي أحمد، ومده بصفقات تسليح طائرات مسيرة، ومضادات دروع، فيما تحدثت تقارير عن إرسال جعل الإمارات طائرات عسكرية تابعة لها في خدمة أبي أحمد.
وخلال نوفمبر الماضي، ذكرت وكالة "رويترز" أن مصر تواصلت مع أمريكا ودول أوروبية لعرقلة صفقة طائرات مسيرة، لصالح إثيوبيا، ووفق خبراء فإن مصر ترفض أي اتفاقيات بين أنقرة وأديس أبابا، تسمح للأولى بإعادة تموضع قواتها؛ أي تسمح لها بإقامة قواعد عسكرية في إثيوبيا، أو نشر أي من معداتها العسكرية، كما يحدث في ليبيا.
وتشير المعطيات بأن تركيا من المؤكد أنها أمدت أديس أبابا بعناصر قتالية لتشغيل الطائرات المسيرة؛ ىلكون أديس أبابا لا تملك خبرة تشغيل تلك الطائرات، مما يعني أن أنقرة أنخرطت بشكل مباشر في الصراع الإثيوبي الداخلي، كما فعلت في ليبيا، والحرب الأخيرة في "نغومي كارباخ"، بين أرمينيا وأذربيجان.
دعم تركي
وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، زعم أن بلاده تسهم في حل المشكلات بمناطق مختلفة من الكرة الأرضية، وتستضيف العديد من المؤتمرات في هذا الصدد. وردا على سؤال عما إذا كانت تركيا قد تدخلت في الأوضاع التي تشهدها إثيوبيا أم لا، قال الوزير إنهم التقوا قياديين من "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي"، ومسؤولين في إدارة البلاد لتهدئة الأوضاع بين الجانبين، وفقا لوكالة الأناضول، لكنه لم يوضح طبيعة هذا التدخل أو صفقات التسليح التي تمت بين الجانبين.
يتابع أوغلو: "إننا نبذل جهودا لحل هذه القضية بالوسائل السلمية والخطوات السياسية بشكل دائم"، مؤكدًا أن التطورات في إثيوبيا يمكن أن تؤثر على القارة الإفريقية بشكل كامل.
وكان مسؤول غربي كبير قال إن لدى واشنطن "مخاوف إنسانية عميقة" بشأن مبيعات تركيا من الطائرات المسيرة إلى إثيوبيا والتي قد تتعارض مع القيود الأمريكية على الأسلحة إلى أديس أبابا.
تسببت الحرب المستمرة منذ عام بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي وهي من بين أكثر الصراعات دموية في إفريقيا، في مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين.
وقال المصدر لوكالة رويترز، إن المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان "أثار خلال زيارة لتركيا الأسبوع الماضي تقارير عن استخدام طائرات مسيرة في إثيوبيا وما يصاحب ذلك من خطر إلحاق ضرر بالمدنيين".
ورفضت تركيا، التي تبيع طائرات مسيرة لعدة دول في أوروبا وإفريقيا وآسيا، الانتقادات بأنها تلعب دورا مزعزعا للاستقرار في إفريقيا وقالت إنها على اتصال بجميع الأطراف في إثيوبيا للحث على المفاوضات.
صفقات تسليح
وتنشط تركيا في أفريقيا، خاصة في المناطق التي تشهد عدم استقرار، وتكشف كل فترة عن صفقات تسليح لها، الامر الذي يعتبر مزعزعًا للاستقار في منطقة القرن الأفريقي. وسعت تركيا لتصدير طائرتها الجوية القتالية الشهيرة بدون طيار (UCAV) من خلال التفاوض على صفقات مع المغرب وإثيوبيا بعد استخدامها الناجح في النزاعات الدولية، وفقًا لأربعة مصادر مطلعة على الاتفاقيات.
ولم تعلن تركيا وإثيوبيا والمغرب رسميًا عن أي صفقات مسلحة بطائرات مسيرة، لكن عدة مصادر مطلعة على الترتيبات قدمت تفاصيل إلى رويترز.
وقال مسؤول تركي إن إثيوبيا والمغرب طلبا شراء طائرات بدون طيار من طراز بيرقدار تي بي 2/ Bayraktar TB2 في اتفاقيات يمكن أن تشمل أيضًا ضمانات قطع الغيار والتدريب.
وقال دبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه بشكل منفصل إن المغرب تسلم الدفعة الأولى من الطائرات المسلحة بدون طيار التي طلبها في مايو. كما أفادت بعض وسائل الإعلام المغربية بوصول طائرات بدون طيار من تركيا.
ذكرت صفحة على فيسبوك تعرّف نفسها على أنها منتدى عسكري مغربي غير رسمي الشهر الماضي أن أول طائرة بدون طيار من طراز TB2 من 13 طائرة قد وصلت وأن القوات المسلحة أرسلت ضباطًا إلى تركيا لتدريب الطيارين.
وقال المبعوث إن إثيوبيا تخطط للحصول على الطائرات بدون طيار لكن وضع هذا الأمر أقل وضوحا. ولم تذكر المصادر عدد الطائرات المسيرة التي شاركت في الصفقات ولم تقدم تفاصيل مالية.
كما طلبت أوكرانيا وبولندا الشريكة لتركيا في حلف شمال الأطلسي طائرات مسيرة مسلحة يقول خبراء عسكريون إنها أرخص من منافسيها في السوق في إسرائيل والصين والولايات المتحدة.
وخلال مؤتمر "إيديكس للصناعات الدفاعية" الذي استضافته مصر مؤخرًا، كشفت مصر عن منصات دفاع جوي مخصصة للطائرات بدون طيار، لكن لا معلومات عن إبرام مصر أي صفقات بيع لهذه المنظومة.