السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

نظرة على 8 دول.. هل تحمل 2022 مزيدا من الآمال للشرق الأوسط؟

الرئيس نيوز

مع بداية عام 2022 في الشرق الأوسط، نستهل بداية جديدة للقضايا الرئيسية بما في ذلك تجدد الجدل الدائر حول إلغاء الانتخابات، وتعثر بعض الاستحقاقات والمشاريع العملاقة، وبطبيعة الحال، متحور جديد لفيروس كورونا.

في عام 2021، تنفست الحكومات الصعداء مع تدفق بيانات توزيع اللقاح، مما يدل على أن إجمالي الجرعات التي حقن بها المواطنون في الشرق والغرب يمكن أن تكون فعالة في الوقاية من تدهور الحالة الصحية لمعظم مرضى كوفيد-19، ما يعني ضغط أقل على مرافق الصحة العامة ويجلب شهر يناير معه الأمل مع توقيع 11 بلدا في المنطقة على الخطة الدولية للقاحات "كوفاكس"، مما أدى إلى الحصول على جرعات مخفضة التكلفة.

وبحلول نهاية العام، أصبح من الواضح أن بعض دول المنطقة كانت متقدمة بشكل كبير في التأهب للجائحة، حيث تتصدر الإمارات العربية المتحدة العالم في معدلات التطعيم، وسارعت دول خليجية وعربية أخرى، بما في ذلك مصر والسعودية والبحرين والكويت، إلى تطعيم سكانها كما عززت أسعار النفط، التي بدأت انتعاشًا سريعًا، من اقتصاديات الدول المصدرة للطاقة في المنطقة.

لكن سوريا واليمن وليبيا والعراق كانت تكافح من أجل الوصول إلى معدلات تطعيم تبلغ 20 في المائة وكانت هذه المشكلة، التي تتفاقم بسبب استمرار الصراعات الداخلية والجمود السياسي، وفي حالة العراق، يعد بطء إعادة الإعمار، مشكلة واحدة فقط من بين العديد من المشاكل بالنسبة للدولة ولم تكن هذه المرة الأولى التي انقسمت فيها المنطقة بين الصراع الداخلي والبراعم الخضراء الصغيرة للإصلاح الاقتصادي التي لم تؤت ثمارها بعد.

وتحت عنوان "الشرق الأوسط في عام 2022: ما الذي ينتظرنا؟"، أعدت صحيفة ذي ناشيونال الإماراتية تقريرًا حول الآمال التي ينتظرها الشرق الأوسط في العام الجديد، والآن، وبعد أن جلبت نهاية عام 2021 معها ظهور المتحور أوميكرون، يمكن لأكثر بلدان المنطقة هشاشة أن تكافح من أجل الإفلات من موجة شديدة أخرى من الوباء.

وبدأت دبلوماسية القنوات الخلفية بين الخصمين طويلي الأمد إيران والمملكة العربية السعودية لتشمل المزيد من البلدان، بهدف تهدئة التوترات التي أثرت على المنطقة  على مدار عقود، ويمكن لهذا التطور مع استضافة العراق والأردن للاجتماعات بين الجانبين واستمرار انضمام دول المنطقة إلى اتفاقات أبراهام بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان، أن يوفر عاملا حيويا لتحقيق الاستقرار وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن الجائحة في عام 2022.

هل ستنجح الجهود الدبلوماسية؟ هل يمكن لاستراتيجيات "الرؤية" الإنمائية الوطنية أن تقلل من الاعتماد على عائدات النفط في الخليج؟ وفيما يتعلق بهذه القضية وغيرها من القضايا الملحة، يتبادل مراسلو صحيفة ذي ناشيونال وجهات النظر حول ما يمكن توقعه في العام المقبل.

مصر

خسرت مصر ما يقدر بمليار دولار شهريا من عائدات السياحة في ذروة أزمة كوفيد في عام 2020، وفقا لبيانات وزارة السياحة والآثار، إن انتعاش القطاع - حوالي 11 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلد - الذي بدأ بشكل جدي في أواخر عام 2021 مع إعادة فتح البلدان للحدود، أصبح الآن مهددا من قبل أوميكرون، وفي خضم انعدام اليقين، سيواصل الرئيس عبدالفتاح السيسي الإصلاحات الحيوية في قطاع الكهرباء، وخفض الدعم ومحاولة تحفيز الاستثمار الأجنبي.

وفي عام 2021 وحده، ناقشت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية عقود الطاقة الخضراء التي يبلغ مجموعها حوالي 10 جيجاواط من الطاقة إذا تم تنفيذها، أو ما يقرب من ضعف قدرة توليد الكهرباء، ونشرت الصحيفة صورًا لمحطة بنبان للألواح الشمسية الكهروضوئية في أسوان كأحد المشاريع الواعدة بأرقام جديدة في العام الجديد، من ناحية أخرى، قال مراسل الصحيفة في مصر إن الأنظار ستتعلق بمشروع العاصمة الإدارية الجديدة الذي تبلغ تكلفته 45 مليار دولار في عام 2022، ولكن الإصلاحات الأساسية في بيئة الاستثمار ستوفر الأساس لتحقيق مكاسب فورية أكثر وتستعد شركة النصر لصناعة السيارات لإنتاج 20 ألف سيارة كهربائية سنويا مع شريك أجنبي لم يكشف عن اسمه بعد، وهو ركن آخر في دفع الحكومة المصرية المستمر للطاقة الخضراء.

ولكن هناك تحديات في السياسة الخارجية على قدم وساق أيضا، كتب مراسل صحيفة "ناشيونال" في القاهرة حمزة هنداوي أنه من المرجح ألا يكون هناك انفراجة في نزاع مصر على المياه مع إثيوبيا حول بناء السد الإثيوبي الضخم على النيل الأزرق، على الأقل قبل انتهاء الحرب الأهلية في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي.

العراق

من المقرر أن يواجه العراق تحديات سياسية وأمنية صعبة في عام 2022، بعد أن أجرت البلاد انتخابات وطنية في 10 أكتوبر قبل عام تقريبا، في محاولة لتهدئة حركة الاحتجاج المؤيدة للإصلاح التي واجهت تحديات كبيرة منذ أكتوبر 2019، لكن التصويت لم يسفر عن التغيير الذي سعى إليه المحتجون لأن الأحزاب السياسية الرئيسية لا تزال تسيطر على السلطة، وكتب مراسل بغداد سنان محمود أن النتائج عمقت الانقسامات بين الأحزاب الشيعية وقد رفضت الاحزاب الخاسرة، وخاصة الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران، النتائج باعتبارها تلاعبا وطالبت بالغاء الانتخابات.

من المرجح جدا أن تستمر المفاوضات لتشكيل الحكومة الجديدة لأسابيع أو ربما لأشهر، مما يعرض المشهد السياسي الهش أصلا للخطر ويزيد من تفاقم الاضطرابات الاجتماعية، ولكن مع ذلك، فإن ارتفاع أسعار النفط لن يساعد كثيرا الحكومة العراقية التي تنفق غالبية عائدات النفط على رواتب القطاع العام، بدلا من الخدمات العامة الحيوية، ولا يمكن استبعاد العنف بين الجماعات المسلحة المرتبطة بالنخب في البلاد، حيث تستعرض الميليشيات المدعومة من إيران والقوات المسلحة الرسمية المدعومة دوليًا عضلاتها في صراع تنعكس نتائجه حتمًا على مستقبل العراقيين.

الأردن

من المتوقع أن يهيمن الاقتصاد على المخاوف المحلية في الأردن في عام 2022، بعد ركود اقتصادي حاد في العامين الماضيين، وأفاد مراسل عمان خالد يعقوب عويس أن البطالة وصلت رسمياً إلى مستوى قياسي بلغ حوالي 24 في المائة وأن السخط الشعبي آخذ في الازدياد، إلى جانب مخصصات التمويل الصغيرة نسبياً لتحسين ملفات البطالة والخدمات الحكومية، وستلمس الأردن انتعاشًا طفيفًا في السياحة بسبب أوميكرون وعلى الرغم من أن السلطات تقول إنه لن تكون هناك عودة لعمليات الإغلاق والقيود الأخرى المتعلقة بالجائحة، فإن بعض المسؤولين يقولون إن إعادة فرض قيود كورونا بشكل جزئي قد يكون ضروريًا مع ارتفاع حالات الإصابة بشكل حاد في المملكة، ومن المتوقع أن يقر البرلمان تعديلات دستورية يدعمها الملك عبد الله الثاني تهدف إلى منح مزيد من النفوذ للأحزاب السياسية في المجلس التشريعي.

وصف الملك التعديلات المقترحة بأنها تحديث سياسي، ومن المتوقع أن يقوم بترقية ابنه، ولي العهد الأمير حسين، الذي أرسله في زيارات رسمية إلى مصر وقطر في عام 2020، وعلى الصعيد الدبلوماسي، سيواصل الأردن السعي إلى مزيد من الظهور في المنطقة واستيعاب الرئيس السوري بشار الأسد، وتعزيز العلاقات مع روسيا، مع تجنب تعريض تحالفه مع الولايات المتحدة للخطر.

لبنان

كل الأنظار في لبنان تتطلع إلى الانتخابات البرلمانية في البلاد لعام 2022، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من الاحتجاجات غير المسبوقة الموجهة ضد النخبة السياسية في البلاد، والتي تحكم فيها الأحزاب الطائفية بالإجماع، أصبحت الأحزاب السياسية أكثر رسوخًا من أي وقت مضى، حسبما كتبت سنييفا روز، كبيرة مراسلي صحيفة ذا ناشيونال في بيروت، وقد تسبب الانهيار الاقتصادي في البلاد، الذي أثار الاحتجاجات قبل أن تهدأ، في انهيار شبه كامل للدولة. لا توفر شركة المرافق الوطنية التي تديرها الدولة أكثر من بضع ساعات من الكهرباء في اليوم، وتشهد قوات الأمن أعدادًا قياسية من حالات الفرار من الخدمة، وتتدخل الأحزاب لتأمين الخدمات الأساسية مثل الوقود أو النقل العام، فيما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه محاولة مقنعة إلى حد ما لتعزيز سلطتها وشراء الأصوات العام المقبل، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح متى ستجرى الانتخابات - هناك خلاف بين اثنين من السياسيين المخضرمين في لبنان، الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول هذه القضية.

وأوصى البرلمان بإجراء الانتخابات التشريعية في 27 مارس، لكن الرئيس ميشال عون قال إنه سيوقع فقط على مرسوم بإجراء هذه الانتخابات في 15 مايولاعتماده رسميًا، وتسبب الصراع على السلطة في تأخيرات كبيرة في الإجراءات الإدارية التي تعتبر إلزامية لتنظيم الانتخابات، مما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأنها لن تعقد على الأرجح في مارس، وفي غضون ذلك، يقول النشطاء إن نتيجة التحقيق الذي أجري في 4 أغسطس بعد الانفجار - والذي يشتبه في إهمال سياسيين بارزين فيه - سيكون له تداعيات كبيرة في إنهاء ثقافة الإفلات من العقاب في لبنان، إلى جانب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، قد يكون للاستقطاب السياسي العميق في لبنان عواقب وخيمة محتملة في عام 2022.

فلسطين

التوقعات قاتمة بالنسبة للسياسة الفلسطينية، بعد أكثر من 15 عامًا من تصويت السكان في الانتخابات التشريعية،   فقد مرت ثمانية أشهر منذ أن أجّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الانتخابات المقرر إجراؤها في مايو، ولم يحدد موعدًا جديدًا بعد، في حين أن وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه بين الفصائل في غزة وإسرائيل صمد إلى حد كبير منذ مايو، إلا أن خطر تجدد العنف لا يزال مرتفعاً في بداية عام 2022 مع عدم وجود محادثات سلام جوهرية في العقد الماضي، هناك القليل من التفاؤل بشأن الحلول طويلة الأجل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال الأشهر الـ 12 المقبلة. 

المملكة العربية السعودية

ستمضي المملكة العربية السعودية في استراتيجية التنويع الاقتصادي الخاصة برؤية 2030 في العام المقبل ومن المتوقع تنظيم المزيد من العروض للمناظر الطبيعية الخلابة والتراث الأثري في البلاد، مثل الموقع التراثي في العلا، هذا الدافع هو جزء من محاولة لزيادة عائدات السياحة بنسبة تصل إلى 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو اعتراف بأن عائدات النفط وحدها لا يمكن أن تحافظ على النمو على المدى الطويل، خذ على سبيل المثال مشروع شركة البحر الأحمر للتطوير العملاق لجلب ملايين السياح إلى المياه الزمردية الرائعة على الساحل الغربي الوعر للبلاد ويغطي المشروع مساحة مذهلة تبلغ 28 كيلومترًا مربعًا، ويجري تشييد الفنادق على قدم وساق وسيتم أيضًا بناء مطار في الموقع العام المقبل، لكن الحفاظ على التراث الثقافي والبيئة الطبيعية كان جزءًا رئيسيًا من الخطة، التي تغطي أرخبيلًا مكونًا من 90 جزيرة ويلتف المطورون في مشروع للحفظ، لتدريب السكان المحليين على الحفاظ على التنوع البيولوجي الغني بالمنطقة، بما في ذلك أشجار الأكاسيا المميزة، وتتصدر هذه المشاريع العناوين الرئيسية، بما في ذلك التطوير المستقبلي لمدينة نيوم الذكية المستدامة في تبوك، لا تقل أهمية عن الإصلاحات الاجتماعية الجارية.

وقال الأمير محمد بن سلمان إن جزءًا من ميزانية الدولة العام المقبل سيتم إنفاقه على تعزيز "مجتمع نابض بالحياة"، في إشارة إلى الجهود المستمرة لجلب المزيد من النساء إلى القوى العاملة وتعزيز قاعدة رأس المال البشري في البلاد. قفزت مشاركة الإناث في القوى العاملة في المملكة من 20 في المائة إلى 33 في المائة من 2018 إلى 2020، وهو معدل نمو من غير المرجح أن يتباطأ قريبًا.

تونس

سيكون عام 2022 نقطة تحول رئيسية في تاريخ تونس - العام الذي يتضح فيه ما إذا كانت تجربة البلاد مع الديمقراطية ستنجح أم تفشل، كما كتبت مراسلة تونس إيرين كلير براون، ويقع جزء كبير من مصير تونس في أيدي الرئيس قيس سعيد الذي اتخذ إجراءات صعبة في يوليو، ويتوقع استمرار الحوار والشد والجذب مع المجتمع المدني والأحزاب السياسية، وقد يكون أكبر اختبار يواجه الرئيس التونسي قيس سعيّد هو الحصول على قروض لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد التونسي، ولكن الشتاء هو دائمًا موسم الاحتجاجات في تونس، ومن المرجح أن تنقسم مظاهرات 2022 إلى فئتين: أولئك المعنيون بالتوجه السياسي للبلاد، والغاضبون بسبب سوء الأوضاع الاجتماعية ويمكن أن تقدم الاحتجاجات في نوفمبر بشأن أزمة النفايات في البلاد لمحة عن ما سيأتي من الجانب الاجتماعي إذا فشلت الإصلاحات مهمة، وسيكون الاختبار الأكبر للرئيس سعيد هو تأمين القروض لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد التونسي وتوقفت المحادثات مع صندوق النقد الدولي بخصوص قرض بقيمة 4 مليارات دولار لمدة أربعة أشهر وتواجه البلاد جدولًا زمنيًا ضيقًا لسداد الديون الخارجية، ويبدو أن الوقت ينفد لدى الدولة لتقديم "ما يريده الناس" وقال العديد من المؤيدين إن الرئاسة إذا فشلت في تلبية مطالبهم، فستتصاعد الاحتجاجات.

إسرائيل

بعد بقاء التحالف الهش الإسرائيلي على قيد الحياة خلال الأشهر الستة الأولى له في الحكم، هناك دلائل على أن التحالف غير العادي قد يستمر في عام 2022، كما كتبت مراسلة القدس روزي سكاميل بقيادة رئيس الوزراء اليميني نفتالي بينيت، تضم الحكومة نواب يساريين وحزبا عربيا إسرائيليا لأول مرة في التاريخ وفي حين أن تنوع مجلس الوزراء يعني أن هناك تسوية مستمرة، إلا أنه لا يترك مساحة كبيرة لتغييرات سياسية جريئة ولكن قد تكون هناك مشاكل على جبهة السياسة الخارجية، فقد حذر كبار المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم وزير الدفاع بيني جانتز، من أن برنامج إيران النووي هو خط أحمر وألمح إلى أن خيارًا عسكريًا لعرقلة المزيد من التطوير النووي قد يكون مطروحًا على الطاولة وستكون كل الأنظار العام المقبل معلقة بتداعيات العودة المحتملة إلى "الاتفاق النووي" لعام 2015-2018، والذي سمح بتفتيش الأمم المتحدة للمواقع النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات التجارية.