صحيفة أمريكية تبرز اتفاقية إنشاء أكبر مجمع للبتروكيماويات في مصر
سلطت صحيفة "سياتل تايمز" الأمريكية الضوء على إعلان الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عن توقيع عقد لإنشاء أكبر مجمع صناعي متكامل لإنتاج الميثانول والأمونيا ومشتقاتهما بالمنطقة الصناعية بالعين السخنة.
جرى توقيع الصفقة بين الهيئة وشركة أبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية بمشاركة الأهلي كابيتال القابضة، وفي اتصال هاتفي مع الصحيفة، أوضح رئيس مجلس إدارة الهيئة، يحيى زكي، أن المشروع يندرج في إطار خطة مصر لزيادة صادرات البتروكيماويات ومن المتوقع أن تكتمل المرحلة الأولى بتكلفة استثمارية تبلغ 1.6 مليار دولار بحلول عام 2025.
وستتطلب المرحلة الثانية التي تبلغ تكلفتها مليار دولار ثلاث سنوات إضافية، ووصل المشروع إلى عناوين الأخبار العالمية لأول مرة في أغسطس الماضي ويهدف إلى إنتاج مليون طن من الميثانول و400 ألف طن من الأمونيا سنويًا، كما يساهم المشروع في تحويل المنطقة إلى المصدر الرئيسي لإنتاج العديد من المنتجات البتروكيماوية والبترولية، مما يعزز استراتيجية مصر لتوطين الصناعات البتروكيماوية.
يقام المجمع على مساحة مليوني متر مربع داخل منطقة التنمية الرئيسية، بما في ذلك مساحة تخزين تبلغ 50 ألف متر مربع في ميناء السخنة لتحقيق التكامل المطلوب بين المنطقة الصناعية والميناء.
يوفر المجمع حوالي 1200 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، تماشياً مع رؤية المنطقة الاقتصادية بتوفير مليون فرصة عمل بحلول عام 2030 وهذا أحد الأهداف التي تسعى الهيئة العامة لتحقيقها في جميع عقودها والتزاماتها مع شركائها.
وأضافت الصحيفة أن أعمال التطوير الجارية في ميناء السخنة تساهم بقوة في تصدير المنتجات البتروكيماوية من أحد الموانئ الرئيسية والمحورية على البحر الأحمر، ووصفت المشروع بأنه صرح صناعي عملاق يعكس النهضة الاقتصادية الحالية التي تشهدها مصر، وأشاد وزير البترول المصري، طارق الملا، بكافة الجهود التي تسعى لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي بما يعزز مساهمة صناعة البتروكيماويات المصرية في الاقتصاد المصري ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل في غضون أربع سنوات.
أما عن اختيار منطقة العين السخنة فيرجع ذلك لقربها المكاني من موانئ الشحن وأسواق التصدير لجنوب شرق آسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى المزايا الجمركية والضريبية التي تقدمها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ما يمنح المشروع جدوى اقتصادية عالية، وقد أثبتت الدراسات حاجة السوق العالمية إلى الميثانول، والذي يعد جزءًا أساسيًا في العديد من الصناعات البتروكيماوية ويستخدم إلى حد كبير كوقود.
علاوة على ذلك، يستغل المشروع الانبعاثات الحالية لثاني أكسيد الكربون الملوثة للغلاف الجوي وتفاعلها مع الأمونيا لإنتاج سماد اليوريا وهذا يجعلها ذات جدوى اقتصادية علاوة على تصنيف هذه الأنشطة كصديقة للبيئة.