الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

سي إن إن: الشرق الأوسط في مرمى نيران صراع شرس بين أمريكا والصين

الرئيس نيوز

شهد عام 2021 تغييرا عميقا في كثير من أنحاء العالم، وبدا أن الشرق الأوسط الذي مزقته الصراعات قد طوى الصفحة أخيرًا، كما أثمرت موجة دبلوماسية سعت إلى رأب الصدع الطويل إلى تحول العراق من بؤرة العنف في المنطقة إلى مركز تقدم، على سبيل المثال، تشارك بغداد في التوسط في محادثات نادرة بين الخصمين القديمين السعودية وإيران.

وبعد الضربات الساحقة للوباء وأربع سنوات من الاضطرابات العالمية خلال رئاسة دونالد ترامب، أظهرت العديد من دول الشرق الأوسط دلائل على أن هذا المستوى من الصراع لا يمكن ببساطة أن يستمر، ولكن مع اقتراب العام من نهايته، ومع تسارع الزوابة الدبلوماسية، ظهر خط صدع جيوسياسي آخر – تقول عنه شبكة سي إن إن إنه تحول الشرق الأوسط إلى ميدان معركة سياسية واقتصادية تدور رحاها بين الولايات المتحدة والصين، على الرغم من محاولات المنطقة المستمرة للبقاء خارج دائرة هذا التنافس القوي.

واستشهدت الشبكة الإخبارية الأمريكية بتعليقات تظهر مدى القلق الذي يثيره هذا الأمر لقادة الشرق الأوسط، فقد أعرب مسؤول إماراتي رفيع المستوى في وقت سابق من هذا الشهر عن شعور باليأس بشأن المواجهة بين الولايات المتحدة والصين، وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي للقيادة الإماراتية في تصريحات أدلى بها أمام معهد دول الخليج العربية بواشنطن الأسبوع الماضي: "ما نشعر بالقلق منه هو هذا الخط الدقيق بين المنافسة الحادة والحرب الباردة الجديدة".

وأضاف: "لأنني أعتقد أننا، كدولة صغيرة، سوف نتأثر سلبًا بهذا، لكن لن تكون لدينا القدرة بأي شكل من الأشكال على التأثير في هذه المنافسة، حتى بشكل إيجابي"، وأكد قرقاش تقارير تفيد بأن الإمارات - وهي حليف إقليمي رئيسي للولايات المتحدة - أغلقت منشأة صينية بسبب مزاعم أمريكية بأن الموقع كان يستخدم كقاعدة عسكرية وأوضح أن أبو ظبي لم تقتنع برأي المخابرات الأمريكية ولم توافق الإمارات في الواقع مع توصيف واشنطن للموقع كقاعدة عسكرية صينية، ولكن أبو ظبي ببساطة لم ترغب في إثارة غضب حليف استراتيجي.

وعندما سئل متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن المنشأة، قال إنهم "ليسوا على علم" بالتفاصيل التي قدمتها سي إن إن، مضيفًا أن الصين "تعارض بشدة ممارسات" التنمر "للولايات المتحدة التي تمارس ضغطًا غير مبرر وتدخلت في تعاون الصين مع الامارات على هذا النحو"، وجاء في البيان أن "الصين والإمارات تقومان بتعاون طبيعي في نطاق السيادة، وهو تعاون معقول وقانوني ولا يستهدف أن يكون له أي علاقة بأي طرف ثالث"، ولكن الولايات المتحدة لن تربح دائمًا معركة النفوذ في الشرق الأوسط، ومع ذلك وفي إطار صفقة بمليارات الدولارات لشراء طائرة أمريكية من طراز F-35، وهي أول صفقة من نوعها مع دولة عربية، كانت الولايات المتحدة قد جعلت البيع مشروطا بطرد الإمارات العربية المتحدة لشركة هواوي تكنولوجيز الصينية من شبكة اتصالاتها.

وزعمت واشنطن أن التكنولوجيا تشكل خطرا أمنيا على أنظمة أسلحتها، خاصة بالنسبة للطائرة التي تسميها الولايات المتحدة بـ "جوهرة التاج".
وقال مسؤول إماراتي إن "تحليل التكلفة / الفائدة" كان وراء قرارهم بالتمسك بشركة هواوي الصينية على حساب مقاتلات الجيل الخامس، F-35 وبينما حاول المسؤولون الأمريكيون التقليل من أهمية الحدث وأصروا على أن صفقة البيع لم تصل لمرحلة إغلاق الملف برمته، تعدل أبو ظبي منهجيتها فلا تنوي أبو ظبي دائمًا الرضوخ لمطالب الولايات المتحدة بشأن الصين، وهي ترفض مزاعم واشنطن حول الصفقات التجارية الصينية بأنها نشاط عسكري سري.