الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"إندبندنت": أردوغان يلاحق الكلاب الضالة ويهاجم "الأتراك البيض"

الرئيس نيوز

في مواجهة موجة التضخم الشرسة وانخفاض شعبيته ومعدلات تأييده والتشكيك في قدرة تركيا على تجاوز أزمتها المالية الطاحنة من جانب الشركاء الدوليين، حدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدفًا جديدًا لمشاكساته التي لا تنتهي، ولكنه هذه المرة هدف غير عادي، على حد وصف صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، في هذه المرة أعلن أردوغان الحرب على الكلاب الضالة، التي أصبحت مصدرًا للجدل السياسي في الدولة التي أصبحت فريسة للاستقطاب.

في خطاب ألقاه يوم عيد الميلاد، دعا الرئيس رجب طيب أردوغان مسؤولي المدينة في جميع أنحاء تركيا للقبض على الكلاب الضالة، على الرغم من أنها محبوبة للأتراك ويعطفون عليها في كثير من الأحيان، خاصة في فصل الشتاء بسبب البرد الشديد ويسمح لها الأتراك في كثير من الأحيان بالتجول بحرية في الساحات العامة والشوارع.

واتهم أردوغان من يسميهم بـ "الأتراك البيض" - اختصار لـ النخبة العلمانية في البلاد ذات التوجه الأوروبي – بالمبالغة في الاهتمام بحيواناتهم الأليفة، وقال في خطابه: "الأتراك البيض، تحملوا المسؤولية عن حيواناتكم، هذه الكلاب هي كلاب الأثرياء"، وجاء ذلك الخطاب بعد أن هاجم كلبان من سلالة بيتبول طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات وإصابتها بجروح خطيرة في مدينة غازي عنتاب الجنوبية في 22 ديسمبر.

وعلى الرغم من إعلان أردوغان الحرب على الكلاب الشاردة، لم يكن الكلبان شاردان، ولكن لهما مالك يعتني بهما ولم يتضح وضعه الاجتماعي والاقتصادي.

وعلى عكس منطقة بحر إيجة أو المدن الكبرى، تُعرف غازي عنتاب بأنها معقل لأنصار أردوغان المحافظين وليس الأتراك البيض.

وقال أردوغان في تغريدة: "أعتبروها خدمة مهمة، يجب أن تخلو الشوارع من الحيوانات الضالة ويجب نقلها إلى بيئات نظيفة وآمنة، إنني أدعو جميع بلدياتنا إلى اتخاذ خطوات سريعة لضمان سلامة مواطنينا وحماية الأرواح"، ولجأ الأتراك إلى وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عن الحيوانات، في ضوء الحالة المذرية لملاجئ الحيوانات في تركيا وكانت "الحيوانات الضالة" هي الهاشتاج الأكثر رواجًا على وسائل التواصل الاجتماعي التركية خلال الأيام العديدة الماضية.

وقال أحد المدافعين عن الكلاب في تغريدة: "إنها حيوانات لا تنطق ولا تسرق، الكلاب تريد فقط الطعام والعاطفة فقط"، وذكرت الصحيفة البريطانية أن الجدل حول الكلاب الضالة متجذر في الانقسامات السياسية في البلاد، فتميل قاعدة المؤيدين لأردوغان إلى فكرة أنها حيوانات نجسة، تماشياً مع بعض الفتاوى، بينما يميل خصوم الرئيس العلمانيون إلى أن يكونوا أكثر عطفًا على الحيوانات الشاردة ربما فقط لمناكفة الرئيس.

ووصفت صحيفة ذي إندبندنت الملاجئ بشكل عام بأنها ليست سوى معسكرات للصدمات والموت للحيوانات، على حد تعبير ماين فورال، الناشطة في مجال حقوق الحيوان.

كان المنافس الرئيسي لأردوغان، وهو عمدة اسطنبول أكرم إمام أوغلو، قد تحول لهدف لانتقادات الصحف الموالية للحكومة بسبب كلب ضال يدعى بوجي في أكتوبر، كان يجوب خطوط الترام والمترو، وبدأت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة بالنشطاء المؤيدين لأردوغان في نشر صور لفضلات كلاب مزعومة في ترام اسطنبول، متهمة بوجي بالتسبب في تلك الفوضى، ولكن في تطور محير للعقل، ظهرت لقطات كاميرا أمنية لرجل ينقل فضلات الكلب وينشرها في عدة أماكن في حيلة سياسية محتملة لتشويه سمعة إمام أوغلو.

وأضافت الصحيفة أن تركيا منقسمة سياسياً بين مؤيدي أردوغان ومعارضيه وأوضحت أحدث استطلاعات الرأي أنه منذ فترة طويلة وحزبه "التنمية والعدالة" وشريكه في الائتلاف اليميني المتطرف من المرجح أن يخسروا أمام إمام أوغلو أو عمدة أنقرة منصور يافاس وتحالف محتمل لأحزاب المعارضة في انتخابات 2023 المقررة.

تواجه تركيا أيضًا أخطر أزمة اقتصادية منذ عقدين، حيث انخفضت العملة إلى أدنى مستوياتها القياسية وتجاوز التضخم 25 في المائة، مما أدى إلى استنزاف مدخرات الأتراك، ويتهم البعض الرئيس باستخدام الكلاب من أجل إلهاء الرأي العام عن مشاكله الأخرى وعلى أي حال، يبدو أن الأتراك من جميع الانتماءات السياسية والثقافية يعشقون القطط والكلاب الضالة، إنهم يبنون بيوت صغيرة متقنة على جانب الشارع لقطط الشوارع ويطعمن الجزارون الكلاب الضالة، والتي غالبًا ما تحمل علامات على آذانهم تدل على تلقيح من قبل الأطباء البيطريين المتطوعين.