مباحثات ثلاثية لتحريك عملية السلام.. وقطر تشتري الغاز الإسرائيلي لتشغيل محطة كهرباء غزة
بينما تشهد القضية الفلسطينية جمودًا غير مسبوق؛ بسبب إصرار الاحتلال على التوسع في الاستيطان غير الشرعي، بدا أن مصر بالتعاون مع المملكة الأردنية، وبمشاركة فلسطين، تسعى لحلحلة الموقف الراهن، والدفع إلى تحريك جمود عملية السلام.
والتقى كل من وزيري خارجية ورئيسي جهازي مخابرات مصر والأردن ووزير الشؤون المدنية ورئيس جهاز المخابرات لدولة فلسطين، في القاهرة، أمس الاثنين؛ بهدف تنسيق المواقف والرؤى بشأن كيفية متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في القاهرة مطلع سبتمبر الماضي، وبحث المستجدات التي شهدتها القضية الفلسطينية في الفترة الأخيرة.
بيان الخارجية
الخارجية المصرية، قالت في بيان صادر عنها أمس، إن الاجتماع جاء في إطار الحرص على توثيق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع مصر والأردن وفلسطين، وانطلاقاً من رغبة تلك الدول في تكثيف مستوى التنسيق المستمر بينها؛ لتوحيد الجهود إزاء المستجدات والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، وتنفيذًاً لمقررات القمة الثلاثية (المصرية - الأردنية - الفلسطينية).
بحسب البيان فإن الاجتماع بحث سبل تعزيز العلاقات والتطورات المتعلقة بعملية السلام، وجهود تدعيم وحدة الصف الفلسطيني، وتقييم الأوضاع الميدانية في دولة فلسطين في ضوء استمرار الإجراءات اللاشرعية التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وتثبيت التهدئة الشاملة وإعادة الإعمار في قطاع غزة.
تفاصيل الاجتماع
ووفق مصادر تحدثت مع وكلات أنباء عالمية، فقد ناقش مسؤولو الدول الثلاث إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل، على أساس حل الدولتين الذي يُجسد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية، وفي هذا السياق، جرت دراسة عدد من المقترحات المستهدفة كسر الجمود الذي تشهده عملية السلام في الوقت الراهن، إلا أن المصادر لم تتحدث عن طبيعة تلك المقترحات.
إلى ذلك، أعلن الوزراء المشاركون، أنهم ناقشوا نتائج الاتصالات التي قامت بها الدول الثلاث على المستويين الإقليمي والدولي، وبحثوا سبل تفعيل الأطر الدولية ذات الصلة بالوضع في الأراضي الفلسطينية ومسار التسوية السلمية.
وعقدت قمة ثلاثية (مصرية - أردنية – فلسطينية)، في سبتمبر الماضي، وأكدت وقتها أهمية تكاتف جميع الجهود من الأشقاء والشركاء للعمل على إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، واستئناف المفاوضات وفق مرجعيات الشرعية الدولية، مع الأخذ في الاعتبار التبعات الجسيمة من عدم حل القضية الفلسطينية على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
كهرباء غزة
وفي سياق المحاولات العربية، تخفيف حدة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، قال رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، ظافر ملحم، إن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين السلطة الفلسطينية وقطر بشأن محطة الكهرباء الوحيدة في غزة، تضمنت تحويل محطة التوليد الوحيدة في القطاع لتعمل على الغاز بدلاً من الوقود.
أضاف للإذاعة الرسمية، أن المذكرة التي تم توقيعها تمثل خارطة طريق للوصول إلى نتائج لحل مشكلة الكهرباء في غزة، بعد التوصل إلى تفاهمات نهائية وتطبيق اتفاقية توريد الغاز لشركة الكهرباء.
توقع ملحم أن يتم بدء العمل بالاتفاقية بداية 2023، عبر الغاز الموجود في بحر غزة، مستدركاً أنه سيتم شراء الغاز من السوق لحين استخراج الغاز الفلسطيني من بحر غزة وفقاً للاتفاقية التي تم توقيعها مع مصر عام 2021، لتطوير حقل الغاز في قطاع غزة الذي تم اكتشافه في عام 2000.
وكانت السلطة وقعت مع قطر اتفاقاً يضع الأساس لمبادرة تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في غزة بالغاز الإسرائيلي، وستتولى اللجنة القطرية تمويل إنشاء خط الغاز من الشركة الموردة إلى حدود قطاع غزة، بتكلفة 60 مليون دولار.