الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

حروب ووباء واقتصادات منهارة.. هل لدى الشرق الأوسط سبب للاحتفال بالكريسماس؟

الرئيس نيوز

ستكون الألعاب النارية مشهداً مألوفاً لسكان الإمارات الذين يحتفلون بعيد الميلاد هذا العام، في خضم الاحتفال باليوبيل الذهبي، فقبل 50 عامًا بالضبط، عاشت الإمارات العربية المتحدة موسم الأعياد الأول لها كدولة موحدة وفي ذلك الوقت كانت لكلمة الكريسماس وقع مختلف على الأذن. 

كانت الكلمة غير مألوفة بين سكان الدولة الذين لم يتجاوز عددهم 250000 نسمة، وكانوا يعيشون في جزء منعزل نسبيًا من العالم الإسلامي، وبالكاد كان الاحتفال يعلق في أذهانهم، أما اليوم، وفي جاليريا مول بأبو ظبي، يوزع سانتا كلوز الهدايا تحت مزلقة الرنة الضخمة التي يمتلكها والتي تتدلى من سقف الردهة علاوة على ذلك، فإن قبة الوصل في إكسبو 2020 في دبي هي النقطة التي نصبت فيها واحدة من أطول أشجار الكريسماس في الدولة، التي تتمتع اليوم بما يمكن تسميته "الهوية الإيجابية"، وتسير احتفالات هذا العام على ما يرام على الرغم من كافة الظروف بحلوها ومرها، كما يستمر تأثر كل فرد في البلاد، ومعظمهم من الخارج، بالوباء.

بالنسبة لبعض السكان، هناك من يشتاقون إلى السفر إلى بلدانهم الأصلية لرؤية أحبائهم، على الرغم من سهولة السفر في هذا العام مقارنة بعام 2020، إلا أن الظروف العامة للسفر أصبحت أبعد ما يكون عن المعتاد، وبغض النظر عن مدى صعوبة الموقف، يرسل وقت الكريسماس رسائله  المليئة بالمرونة والأمل في الأوقات الصعبة والقدرة على اجتياز فصل الشتاء القاسي، والانتصار على كوفيد-19، ومتحور أوميكرون الذي تقول عنه التقارير الصحفية إنه ليس قاتلاً وليس بخطورة متحورات كوفيد الأخرى.

تفسح الأدلة المبكرة مجالًا للتفاؤل ولكن لا يزال هناك القليل جدًا من المعلومات، وفي هذا الأسبوع، سجلت الإمارات العربية المتحدة أكبر عدد من حالات الإصابة الجديدة بكوفيد، بأعلى مستوى للعدوى خلال ثلاثة أشهر. وبناءً على ذلك، تم الإعلان عن تدابير احترازية جديدة لكوفيد لاحتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وحددت طاقة أماكن الاستقبال والاحتفالات بنسبة 80 في المائة، ويشترط للحضور تقديم بطاقات اللقاح الخضراء واختبار بي سي آر، في غضون 96 ساعات، وتعد هذه خطوة إلى الوراء، لكن الإمارات اتخذت خطوات أكثر بكثير هذا العام.

وللأسف، لن يمر الكريسماس في أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط  بدون القلق بشأن العدوى كما ذكرت صحيفة ذي ناشيونال مؤخرًا، فإن الملايين الذين يعانون بالفعل من الحرب والقمع يتعاملون الآن مع كارثة بيئية، فقد جعلت الظروف الاقتصادية في أجزاء من المنطقة الحياة الطبيعية مستحيلة في عام 2021، ويتعامل الأتراك حاليًا مع تقلبات حادة في الليرة بعد عام من التراجع السريع، بينما يواصل لبنان الانحدار إلى مستويات اقتصادية غير معهودة ويمكن بسهولة تحديد أسباب عديدة لعدم الاستقرار السياسي والصراع المستعصي في كل ركن من أركان خريطة المنطقة.

هل هناك بعض الأمل في وضع جيوسياسي أفضل في عام 2022؟ من السابق لأوانه معرفة ذلك، لكن العديد من الدول في الشرق الأوسط شهدت تحولا ملحوظا نحو الدبلوماسية الإقليمية، مع وصول كبار المسؤولين إلى دول في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك إيران وتركيا. 

في أكثر الدول حظًا، سيمر  الكريسماس بسلام، ومع ذلك، فإن القصة في قلب عيد الميلاد ليست سوى هدنة من القلق ولكن بحضور قوي للقلق وربما تكون الرسالة الأكثر جدوى هي ضرورة التحلي بالمرونة في فترات الشدة، وهي قراءة أكثر ملاءمة للشرق الأوسط في هذه الأوقات المضطربة.