الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

من رئاسة تونس إلى السجن.. حكم غيابي بـ4 سنوات للمنصف المرزوقي

الرئيس نيوز

حظي قرار محكمة تونسية بإدانة الرئيس الأسبق، منصف المرزوقي، بتهمة "تقويض الأمن الخارجي للدولة" وصدور الحكم عليه غيابيًا بالسجن 4 سنوات باهتمام وسائل الإعلام والصحف الغربية، وقالت شبكة "سي إن إن"إن المرزوقي - الذي يعيش في باريس – اتهم، في وقت سابق من العام الجاري، الرئيس التونسي الحالي قيس سعيد بتنظيم "انقلاب" في يوليو الماضي بعد أن أعلن قيس تعليق عمل البرلمان وإقالة رئيس الوزراء وتعليق الحصانة البرلمانية للأعضاء وسط أزمة سياسية متصاعدة.

من جانبه، نفى الرئيس سعيد تلك الاتهامات وأعلن أن الإجراءات التي اتخذها ليست سوى تحرك لإنهاء الشلل السياسي الذي طال أمده وإن استفتاء سيجرى العام المقبل على دستور جديد، تليه انتخابات برلمانية. 

وسلطت صحيفة لوموند الفرنسية الضوء على رحلة المرزوقي السياسية منذ أن انتخب رئيسًا مؤقتًا لتونس في عام 2011 من قبل الجمعية التأسيسية المسؤولة عن وضع دستور جديد بعد سقوط الرئيس زين العابدين بن علي وسط احتجاجات الربيع العربي، وظل المرزوقي رئيسًا حتى عام 2014، وفي العقد الذي سبق تعيينه، عاش المرزوقي في المنفى بصفته ناشطًا في مجال حقوق الإنسانو، أسس اللجنة الوطنية للدفاع عن معتقلي الرأي وكان رئيسًا للرابطة التونسية لحقوق الإنسان، كان المرزوقي ناشطًا في مجال حقوق الإنسان ، وقد هُزم في جولة الإعادة الرئاسية في ذلك العام أمام الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، الذي تولى المنصب كأول رئيس منتخب ديمقراطيًا في تونس، ثم ترشح المرزوقي مرة أخرى للرئاسة في عام 2019 لكنه خرج من الجولة الأولى من التصويت.

كان المرزوقي قد حث فرنسا على إنهاء دعمها لتونس، واصفا الرئيس الحالي قيس سعيد بـ"الديكتاتور"، مشيرًا إلى "خطر وشيك" على البلاد في خضم أزمة اقتصادية وصحية، وأثارت تصريحات الرئيس السابق غضب سعيد، الذي قال إن الساعين إلى تدخل جهات خارجية "خونة للأمة"، وأعلن سعيد أنه سيسحب جواز سفر المرزوقي الدبلوماسي في أكتوبر كما أصدرت تونس مذكرة دولية باعتقاله بتهمة النيل من أمن الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، وفقًا لياهو نيوز.

ولفت موقع سوا برس إلى أن تنظيم الإخوان الإرهابي اعتاد على تصدير الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي كواجهة لآراء التنظيم، وأن التنظيم يجيد استغلال الشخصيات اليسارية وتوظيفهم كبيادق في معارك اخوان من بينها معركتهم الحالية ضد التصحيح الذي يقوده الرئيس التونسي،  وفي هذا السياق، وصف القيادي الإخواني السابق والباحث في شؤون التيارات الإسلامية الدكتور إبراهيم ربيع منصف المرزوقي بأنه تحول باقتدار إلى "بوق" دعائي منحاز للإخوان في الخارج، مؤكدًا أنه يستخدم خطابًا معاديًا ليس فقط للرئيس قيس بن سعيد، بل لجميع الدول العربية من خلال قنوات الإخوان الداعمة له والتي تخدم أجندته وأشار إلى أن المرزوقي وقع في نوع من الجنون منذ خروجه من قصر قرطاج بعد أن تولى رئاسة البلاد بعد ثورة يناير 2011 وحتى عام 2014، ولفت إلى أن حركة النهضة الإسلامية تغذي جنون العظمة لدى المرزوقي حتى بات يعتقد أنه يحظى بالشعبية الطاغية التي تؤهله لرئاسة البلاد مرة أخرى في انتخابات 2014، ثم أعاد الكرة في 2019، لكنه تعرض لهزيمة مذلة أطاحت بعقله.

وقالت صحيفة آراب نيوز إن الرئيس قيس سعيد كان على حق في الإجراءات الاستثنائية التي كانت بلاده في طريقها للاختطاف من قبل حركة النهضة وعصابة الإخوان للسيطرة على مصير الشعب التونسي، وتسعى الدولة التونسية اليوم لاعتقال المرزوقي لمحاكمته بحسب ما أكدته وزارة العدل التونسية بتهمة التآمر على أمن الدولة في الداخل والخارج، لذا باتت رحلته في محطاتها الأخيرة، وما هي سوى مسألة وقت، خاصة وأن باريس ترفض ميول الإخوان وأنصار الحركات الإرهابية، والمرزوقي تحول إلى منبر مدافع عن الإخوان ويشارك في تخريب المنطقة بأفكاره الهدامة كما أن تصريحاته السابقة هي بكل المقاييس خروج عن مصالح تونس وتحريض على التدخل الخارجي في شأن داخلي.