في مواجهة الأزمة.. بوريس يهرع للحصول على دعم حلفائه في الخليج
اتفق وزراء خارجية دول الخليج العربي وبريطانيا الأسبوع الجاري على تعزيز العلاقات الأمنية والاقتصادية، مما يمهد الطريق لتعاون أوثق في مجالات تشمل التجارة والأمن السيبراني والاستثمار في البنية التحتية الخضراء في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وجاء ذلك بعد لقاء وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس بوزراء خارجية المملكة العربية السعودية وقطر وعمان والبحرين والكويت، وسفير الإمارات ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في تشيفنينج هاوس، ويأتي الاجتماع في الوقت الذي تواجه فيه حكومة بوريس جونسون أزمة متصاعدة تفاقمت بعد استقالة الوزير المسؤول عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) ديفيد فروست.
وقالت صحيفة "ذي صن" إن رئيس الوزراء البريطاني يترنح تحت وطأة الانقسامات داخل حزبه، حيث صوت ما يقرب من 100 من أعضاء البرلمان المحافظين ضد القيود الأخيرة المفروضة لمواجهة انتشار فيروس كورونا كما تعرض الحزب المحافظ لهزيمة ساحقة في الانتخابات البرلمانية الفرعية التي أجريت يوم الخميس.
وقال بيان صادر عن الحكومة البريطانية إن وزراء الخارجية اتفقوا على العمل من أجل زيادة التجارة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي تبلغ قيمتها حاليًا أكثر من 30 مليار جنيه إسترليني سنويًا، وتأمل الحكومة البريطانية أن يساعد توسيع التعاون مع دول الخليج العربي في تحقيق الانتعاش الاقتصادي بعد خمس سنوات من استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لا تزال بريطانيا تكافح لامتصاص الصدمات الاقتصادية التي شهدتها بعد انفصالها عن الاتحاد الأوروبي كما تصارع بريطانيا تداعيات الأزمة الصحية التي لا تزال تلقي بظلالها على البلاد في مواجهة موجة وبائية جديدة.
ومن أجل مواجهة كل هذه التحديات، تسعى بريطانيا إلى اتفاقية تجارة حرة مع دول مجلس التعاون الخليجي من شأنها تعزيز العلاقات في مجالات مثل الاستثمار والخدمات ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات العام المقبل، ووبحسب بيان الحكومة البريطانية، رحب وزراء خارجية دول الخليج يوم الاثنين بإعادة إطلاق الهيئة البريطانية للاستثمار الدولي والتي ستزيد الاستثمارات في مشاريع البنية التحتية والتكنولوجيا والطاقة النظيفة في جميع أنحاء آسيا وإفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي.
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت شركة بريتش انترناشيونال انفستمنت عن صفقة جديدة مع موانئ دبي العالمية لتحديث ثلاثة موانئ في السنغال والصومال ومصر، كجزء من برنامج أوسع لدعم التجارة الأفريقية حول العالم وناقش اجتماع الاثنين أيضا الصراع في اليمن ودور إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة والأزمة في أفغانستان، حضر الاجتماع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وسلطنة عمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، ووزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح وشاركت في الاجتماع المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف، وقال الحجرف إن العلاقات الخليجية البريطانية تقوم "على علاقات تاريخية واستراتيجية تخدم المصالح المشتركة للجانبين"، وأضاف أن الاجتماع الوزاري الخليجي البريطاني استهدف بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل "الأمن والاستقرار والعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين".