من الملاعب الإنجليزية إلى الأمم المتحدة.. حملة عالمية للاعتراف بـ"الشذوذ الجنسي"
حملة عالمية للاعتراف بالمثلية الجنسية، بدأت برفع أعلام المثليين "الرينبو" فوق سفارات أمريكا وبريطانيا في بعض الدول، ومرت بملاعب الدوري الإنجليزي حين ألزمت جميع الفرق بارتداء لاعبيها شارات تحمل ألوان قوس قزح، وحطت مؤخرا عند الأمم المتحدة بمشروع قرار يدعو دول العالم للاعتراف بالمثلية الجنسية.
مشروع قرار "مثلي"
تحت غطاء مشروع قرار بعنوان "تشجيع إرساء الديمقراطية وزيادة إجراء انتخابات دورية ونزيهة"، تسعى الأمم المتحدة إلى إجبار دول العالم على الاعتراف بالمثلية الجنسية، إذ تنص المادة رقم 7 من مسودة القرار المطروح على التزام الدول المؤيدة بإجراءات مؤيدة للمثليين جنسيا.
المملكة العربية السعودية وروسيا عارضتا مشروع القرار بشدة بسبب مادة "المثلية الجنسية"، وقال السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، مندوب السعودية الدائم لدي الأمم المتحدة، إن ممارسة الديمقراطية الدولية قائمة على أساس أخلاقي تحترم قيم وثقافات الشعوب الأخرى.
وأكد في بيان المملكة أمام الجمعية العامة في اجتماعها، هذا الأسبوع، ، ثبات موقف المملكة العربية السعودية تجاه مصطلحات الهوية والميول الجنسية غير المُتفق عليها، وتتعارض مع هويتها العربية الإسلامية التاريخية، كما تتعارض مع قوانين وتشريعات العديد من الدول الأعضاء.
وشدد المعلمي على أن الطبيعة الإلهية، بأن خلق الله من كل زوجين اثنين - الذكر والأنثى، وما هو غير ذلك يتعارض مع هذه الطبيعة والفطرة التي خلق الله بها الأرض ومن عليها، وأن فرض قيم ومفاهيم لا تتناسب مع هذه الطبيعة الإلهية أمر مرفوض لدى الدول؛ التي ثقافتها وهويتها الدينية وعاداتها وتقاليدها ترفض هذه القيم والمفاهيم.
وأشار مندوب السعودية بالأمم المتحدة، إلى أن "محاولات بعض الدول في عالمنا المتحضر اتباع نهج غير ديمقراطي في فرض القيم والمفاهيم المختلف عليها دوليًا، ومُحاولاتها إقرار التزامات فيما يتعلق بالميول الجنسية والهوية الجنسية، كما ورد في الفقرة السابعة من مسودة القرار المطروح في الأمم المتحدة؛ يعتبر أمرًا مرفوضًا، ويتنافى مع أبسط معايير القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة؛ الذي يؤكد أهمية احترام سيادة الدول واحترام أنظمتها وتشريعاتها الداخلية، ويتعارض مع جوهر الممارسة الديمقراطية القائمة على احترام الرأي الآخر، وعدم فرض قيم ومفاهيم لا تتقبلها المجتمعات الأخرى، وإلا لن يكون هناك فرق بين النموذج المثالي للديمقراطية وبين النموذج السلطوي القائم على الهيمنة القيمية واحتكار الحقيقة".
الأزهر: تقنين الشذوذ مرفوض
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر الشريف، إنه رغم أن الحضارة الشرقية والغربية لا يتشابهان وبينهما الكثير من الاختلافات في الأصول والقيم، إلا أن هذا لا يمنع تقاربهما وانفتاحهما للحوار والعيش معًا، بشرط أن يأتي ذلك في إطار احترام الثقافة والقيم الشرقية، وتفهم طبيعة الاختلاف الذي سنه الله لتسيير أعمال هذا الكون.
وأكد شيخ الأزهر خلال استقباله أجبت جوبتيه، سفير الهند لدى القاهرة، الجمعة الماضي، أن ما نشهده الآن من غزو ثقافي غربي لمجتمعاتنا الشرقية والذي هبّ علينا كالغيوم السوداء الداكنة بدعاوى الحقوق والحريات؛ لتقنين الشذوذ والتحول الجنسي وغير ذلك من الأفكار غير المقبولة شرقيا ولا دينيا ولا إنسانيا؛ لهو سطو على حق الإنسانية والحياة في استمرارهما كما أرادهما الله، وازدواجية في تفسير حقوق الإنسان، وتعديا على حق الشرق في اتباع الدين واعتباره مرجعا أصيلا لرفض هذا الطوفان من الأفكار المنحرفة.
كرة القدم والمثلية
باتت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز ملتزمة بارتداء قائدي فرقها شارات تحمل ألوان علم المثليين "الرينبو" في جولتين من بطولة الدوري الأقوى والأكثر جماهيرية حول العالم، وهو ما قوبل بموجة رفض في العالم العربي، تزعمها اللاعب المصري السابق محمد أبو تريكة، المحلل في قنوات بي إن سبورتس القطرية.
وقال محمد أبوتريكة: "بالطبع الدوري الإنجليزي هو الأقوى عالميا من الناحية الفنية، إنما هناك ظواهر لا تناسب عقيدتنا وديننا"، وتحدث عن "محاربة الأديان السماوية للمثلية الجنسية". كما دعا نجم الأهلي السابق اللاعبين العرب والمسلمين والمعلقين الرياضيين إلى "التصدي لهذه الحملات وعدم المشاركة بها".
روسيا تسخر من المثلية
بالإضافة إلى الرفض الروسي لمشروع القرار الأممي الداعي للاعتراف بحقوق المثليين، سخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في يوليو 2020، من راية بألوان قوس قزح علقتها السفارة الأمريكية في موسكو تضامناً مع المثليين والمتحولين الجنسيين، قائلاً إنها "تقول شيئاً ما" عن الأشخاص الذين يعملون في السفارة.
وفي رده على سؤال وجهته إليه نائبة روسية خلال مؤتمر بالفيديو حول العلم الذي علقته السفارة، تساءل بوتين "من يعمل في هذا المبنى؟"، وأضاف "لندعهم يحتفلون. إن ذلك يقول شيئاً ما عن الأشخاص الذين يعملون هناك"، ملمحاً بذلك إلى أن العاملين في السفارة مثليون أو متحولون جنسياً.
حينها، وافقت أغلبية المواطنين الروس على تعديلات دستورية اقترحها بوتين خلال تصويت وطني، تسمح له بالبقاء في سدة الرئاسة حتى عام 2036 وتعلن، من بين جملة أمور أخرى، أن مؤسسة الزواج هي اتحاد بين رجل وامرأة، مما يحظر عملياً زواج المثليين.
ولكن بوتين أعاد التأكيد على أن بلاده لا تميز بين الأشخاص وفق ميولهم الجنسية وتابع أن قانون عام 2013 الذي يحظر "الدعاية" للمثلية الجنسية في أوساط القاصرين يهدف ببساطة إلى منع "فرض" مثل هذه العلاقات على الأطفال.