الصحافة الأمريكية تبرز رفض مصر لمساعي تركيا في تعميق انقسام قبرص
سلطت صحيفة سياتل تايمز الأمريكية الضوء على رفض وزير الخارجية، سامح شكري، المساعي التركية لتعميق الانقسام العرقي في قبرص عبر التوصل إلى اتفاق سلام يقوم على دولتين، وكان شكري قد شدد على أن أي محادثات في المسألة القبرصية يجب أن تلتزم بخريطة الطريق التي تدعمها الأمم المتحدة لإعادة توحيد الدولة الواقعة شرق البحر المتوسط كاتحاد فيدرالي مجمع للقبارصة يوحد مصيرهم ولا يقسمهم.
جاءت تصريحات شكري في أعقاب محادثاته مع نظيره القبرصي، وشدد مجددًا على أن التحديات الإقليمية يجب مواجهتها على أساس القانون الدولي بدلاً من "الأنشطة العدوانية أو الميول التوسعية"، واستهدفت تصريحات شكري بشكل غير مباشر تركيا التي تتهمها قبرص بدعم اتفاق سلام يخدم هدف سياستها المتمثلة في بسط سيطرتها وتعزيز نفوذها على شرق البحر المتوسط.
كما علقت الصحيفة على تصريحات وزير الخارجية القبرصي، نيكوس كريستودوليدس، الذي نقل لشكري "قلق حكومته العميق بشأن سياسة تركيا الخارجية المزعزعة للاستقرار" في المنطقة، وتعرضت قبرص للتقسيم منذ عام 1974 عندما غزت تركيا شرق الجزيرة بعد انقلاب بهدف الاتحاد مع اليونان، وتعد تركيا الدولة الوحيدة التي تعترف بإعلان استقلال القبارصة الأتراك في شمال الجزيرة حيث تحتفظ بأكثر من 35000 جندي هناك، وتصر تركيا والقبارصة الأتراك المنشقون على أن اتفاق الدولتين هو البديل الوحيد الممكن بعد ما يقرب من نصف قرن من المحادثات الفاشلة الهادفة إلى تشكيل اتحاد فيدرالي يتكون من منطقتين منفصلتين للقبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن زعيم القبارصة الأتراك إرسين تاتار قوله إن الشرط الأساسي لإحياء محادثات السلام المتوقفة هو الاعتراف بالدولة القبرصية التركية الانفصالية ككيان قانوني شرعي على قدم المساواة مع جمهورية قبرص المعترف بها دوليًا.
يخشى القبارصة اليونانيون أن يؤدي اتفاق الدولتين إلى ترسيخ السيطرة التركية على الجزيرة بأكملها بالإضافة إلى الرواسب الهيدروكربونية قبالة شواطئها، ولا تعترف تركيا بدولة قبرص وتقول إن الكثير من البحار المحيطة بالجزيرة حيث تدعي الحكومة القبرصية أن الحقوق الاقتصادية الحصرية تقع ضمن الجرف القاري الخاص بها، وتقول الحكومة التركية إن محاولة القبارصة اليونانيين للتنقيب عن شواطئها تتجاهل حقوقها - وحقوق القبارصة الأتراك - في احتياطيات الطاقة المحتملة في المنطقة، ولكن الحكومة القبرصية تصر على إن المزاعم التركية تتعارض مع القانون الدولي والحقوق السيادية للجزيرة، وكانت محادثات السلام متوقفة منذ انهيار آخر محاولة للتوصل إلى اتفاق لإعادة التوحيد في صيف عام 2017.
واستضاف كولين ستيوارت، الرئيس الجديد لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص، تتار ورئيس قبرص اليوناني نيكوس أناستاسيادس في حفل استقبال غير رسمي في فندق داخل المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة والتي تخترق العاصمة نيقوسيا، ووصف الاجتماع في المقام الأول على أنه حدث اجتماعي موجه نحو كسر الجليد بين الزعيمين في غياب المحادثات ذات الطابع الرسمي.