تقرير: أمريكا لا تنشر الأرقام الحقيقية لضحايا ضرباتها الجوية من المدنيين في الشرق الأوسط
أكد تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز أن الجيش الأمريكي يقلل بشكل كبير من عدد القتلى المدنيين بسبب الغارات الجوية في الشرق الأوسط منذ عام 2014، وراجعت التايمز أرشيفًا مخيفًا للبنتاجون يتألف من التقييمات السرية للجيش لأكثر من 1300 تقرير عن سقوط ضحايا مدنيين في الضربات الجوية، ووجدت أن هناك "معلومات استخباراتية معيبة، واستهداف خاطئ"، وانعدام المساءلة عن المخالفات، بينما تشير الإحصائيات العسكرية الرسمية إلى مقتل 1417 مدنياً في العراق وسوريا، وجد التحقيق عددًا أكبر من القتلى المدنيين، مستشهداً بأمثلة متعددة، رغم أنه لم يقدم إحصاءً دقيقًا.
بعد قصف عام 2016 في مواقع بسوريا، قال الجيش إن سبعة إلى 24 مدنيا فقط لقوا مصرعهم، لكن تحقيق التايمز وجد أن أكثر من 120 مدنيا قتلوا بالفعل في الغارة. كانت قوات العمليات الخاصة الأمريكية تستهدف ما اعتقدت أنه "مناطق انطلاق" لداعش، لكن صحيفة التايمز قالت إن الغارة الجوية أصابت بالفعل منازل كان يحتمي بها المدنيون، وتوصلت التايمز لعدة أمثلة أخرى على عدم إفصاح القوات الأمريكية عن الخطأ في قتل المدنيين أثناء الضربات الجوية. في عام 2017، قُتلت عائلة مكونة من أربعة أفراد في سيارة كانت تفر من غرب الموصل بالعراق، وثلاثة مدنيين آخرين بعد أن اعتُبرت السيارة مفخخة.
وذكرت التايمز أنه على الرغم من انتشار سوء التقدير والإصابات، لم تكن هناك سجلات تبين وجود مخالفات أو إجراءات تأديبية، وأنه على الرغم من معاناة المدنيين من مشاكل طبية هائلة وتكاليف نتيجة لذلك ولم ترد القيادة المركزية الأمريكية على الفور على طلب بيزنس إنسايدر للتعليق، في الشهر الماضي، كشفت التايمز أن قادة عسكريين أخفوا غارة جوية في سوريا عام 2019 حيث قُتل ما يصل إلى 64 مدنياً.
في وقت سابق من هذا العام، وجد تقرير أعدته مجموعة مراقبة مستقلة أن الغارات الجوية الأمريكية قتلت ما يصل إلى 48000 مدني منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، وفقًا لمراسل إنسايدر تشارلز ديفيز.