زيارة غير متوقعة.. ماذا بحث وفد برلمان طبرق الليبي مع أردوغان بأنقرة؟
فيما تبدو محاولة من البرلمان الليبي الشرعي في شرق طبرق، فتح صفحة جديدة مع أنقرة، التي تتدخل في الشؤون الليبية منذ العام 2011 حيث الثورة ضد نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، أجرى وفد من البرلمات برئاسة فوزي النويري، المكلف بالقيام بأعمال رئيس المجلس، زيارة إلى تركيا والتقى خلالها بالرئيس التركي رجب أردوغان، ومسؤولين آخرين.
المثير للدهشة أن من قام بالزيارة غير المتوقعة وفد كبير من مجلس النواب وجلّهم من أشد المعارضين لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، والرافضين لسياسات حكومته في الملف الليبي، خلال أعوام الأزمة في بلادهم، ووفق تقارير صحفية فقد أدت الزيارة إلى نتائج لافتة تنبئ بتجاوز كل الخلافات السابقة التي أدت إلى قطيعة تامة بين الطرفين خلال الأعوام الماضية، وفتح قنوات جديدة للتواصل السياسي والتعاون الاقتصادي بين شرق ليبيا وتركيا.
فيما ربطت تقارير بين الزيارة وبين مخرجات الجلسة التي أجراها وفد اللجنة العسكرية (5+5) في تركيا؛ إذ أحرز عبرها تقدماً كبيراً في المفاوضات مع أنقرة لسحب قواتها من الغرب الليبي.
اللقاء مع أردوغان
الزيارة بدأت بلقاء رئيس مجلس النواب المكلف فوزي النويري، مع أردوغان؛ إذ ناقش الطرفان بحسب المتحدث باسم البرلمان الليبي عبدالله بليحق، مستجدات الأزمة الليبية ووقف التدخلات الخارجية.
تابع: "النويري والوفد الرسمي المرافق له بحثا مع أردوغان سبل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة"، كما تطرقت المحادثات إلى عدد من الملفات المشتركة، في مقدمتها الملفات الاقتصادية.
تعاون اقتصادي
وعن الأبعاد الاقتصادية، للزيارة، قال بليحق إن الوفد البرلماني الذي يزور تركيا هذه الأيام تناول سبل عودة الشركات التركية إلى العمل في المنطقة الشرقية بليبيا، بعد أعوام من القطيعة السياسية والاقتصادية بين الجانبين، وصلت حد وقف الرحلات الجوية بينهما في مرات كثيرة، بسبب الاعتراضات على الدعم العسكري التركي لقوات حكومة الوفاق السابقة أثناء الحرب على طرابلس.
تابع: "الوفد تطرق أيضاً مع رئيس لجنة الصناعة في مجلس الأمة التركي زيا التوني الدز، إلى سبل عودة الشركات التركية المتعاقدة في مجالات النفط والكهرباء".
رغبة في العودة
الباحث في الشؤون التركية، أشرف سالم، يقول لـ"الرئيس نيوز": "ظني أن تركيا تريد فتح قنوات تواصل مع الشرق الليبي، وأنها تريد من أن تجعل البرلمان بوابة دخولها إلى ليبيا، فقد أشارت تقارير إلى أن أنقرة تستهدف أن تصل استثماراتها في ليبيا إلى 25 مليار دولار، فضلًا عن رغبتها فب العودة إلى الاستثمار في قطاع النفط والغاز".
لكن سالم استطرد قائلًا: "هناك معوقات كثيرة لعودة الأمور إلى نصابها، بين تركيا وشرق ليبيا، فالشرق بها قائد الجيش خليفة حفتر أكبر الرافضين للتواجد التركي في بلاده، كما أن الاتفاق البحري غير القانوني بين تركيا وحكومة الوافق السابقة أكبر المعرقلات في طريق هذه العودة".
وشدد رئيس مجلس الأعمال التركي الليبي في مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية مرتضى قرنفيل على أهمية ليبيا بالنسبة إلى تركيا واقتصادها، قائلاً في تصريحات نهاية نوفمبر الماضي، إن "حجم التبادل التجاري بين البلدين زاد 43 في المئة خلال العامين الأخيرين، وليبيا تُعدّ السوق الأجنبية الأولى للمقاولين الأتراك، ولذلك فهي مهمة بالنسبة إلى اقتصاد أنقرة".
عدّد قرنفيل الأسباب التي تجعل ليبيا تحظى بأهمية كبيرة لدى تركيا، مبيّناً أنها تبعد عنها مسافة 3 أيام عبر البحر، وهي بوابة مهمة على بلدان القارة الأفريقية، ومتوقعاً أن يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 3 مليارات دولار للمرة الأولى، بداية العام الجديد.