الجمعة 27 سبتمبر 2024 الموافق 24 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

" كارثة الليرة" تعمق من مشكلات أردوغان والفوضى أصبحت عنوانًا للسياسة النقدية

الرئيس نيوز

تتعثر مساعي حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لتحقيق الاستقرار تتعثر يومًا بعد يوم مع استمرار الليرة العملة التركية، ويمثل ما يحدث لليرة كارثة لتركيا وخاصة للطبقة المتوسطة، وليس من الواضح ما إذا كان الحزب الحاكم سوف يكف عن التصفيق والفرحة بالخراب الذي يسببه، فمن خلال إضعاف الطبقة الوسطى يمكنه ممارسة المزيد من السيطرة على الاقتصاد وتركيز السلطة في قبضته.


ووصل الحزب الحاكم في تركيا، بقيادة رجب طيب أردوغان، إلى السلطة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، جزئيًا على أساس برنامج اقتصادي ومنذ ذلك الحين، حققت تركيا بعض التطوير، ولكن في السنوات العديدة الماضية مع تركيز حزب العدالة والتنمية على السلطة، وسجن الصحفيين والسياسيين المعارضين تحول النظام إلى مستويات أكثر قومية وتطرفًا وبالتوازي تآكلت قيمة العملة، والآن، يبلغ سعر الصرف ما يقرب من 17 ليرة تركية مقابل الدولار الأمريكي الواحد، وهذه كارثة لا تصدق ويبدو أن الحكومة تورطت في ضرورة اتخاذ إجراءات للتعامل مع المشكلة.

ووفقًا لسيث ج. فرانتزمان، مراسل شؤون الشرق الأوسط بصحيفة جيروزاليم بوست، تريد تركيا وضع تدابير إغاثة للبنوك، وتريد خفض أسعار الفائدة ورفع الحد الأدنى للأجور ويبدو أن الفوضى أصبحت عنوانًا رئيسيًا للسياسة النقدية في أنقرة علاوة على تدخل السلطة التنفيذية في قرارات البنك المركزي التركي، ومع ذلك، هناك تساؤلات حول مدى اهتمام القيادة التركية بمغبة انهيار الليرة.

لقد دمر النظام جميع وسائل الإعلام المستقلة تقريبًا في تركيا، لذا لا يُسمح سوى بنقد محلي ضئيل جدًا للنظام في تركيا، في حين تستخدم تركيا وسائل إعلامها الإنجليزية كدعاية لانتقاد الغرب وتجاهل مشاكل البلاد في الداخل، على سبيل المثال، هناك وكالة الأناضول وتلفزيون تي آر تي، علاوة على صحف مثل دايلي صباح وغيرها من وسائل الإعلام لا تنتقد الحزب الحاكم وهذا يعني أن الحزب الحاكم في تركيا يسيطر على البلاد، وفي الآونة الأخيرة، بدت أنقرة أكثر اهتمامًا بتغيير اسم الدولة إلى "تركيا" أكثر من اهتمامها بانزلاق العملة الذي يؤدي إلى إفلاس المواطنين على سبيل المثال، كان لدى TRT قبل أربعة أيام مقال كامل حول تغيير طريقة كتابة اسم الدولة من Turkey إلى Turkiye، وكان الأجدر بقادة الدولة أن يكونوا أكثر اهتماماً بأزمة مالية غير مسبوقة ومع ذلك، قد تكون أنقرة تتبع خطى الأنظمة الاستبدادية الأخرى، مثل إيران وتدرك هذه البلدان أنه يمكن استخدام الأزمات الاقتصادية لترسيخ السلطة في القيادة.


بالنظر إلى المشاكل الاقتصادية الأخيرة في تركيا، قد يكون من الجيد النظر إلى أصدقاء أردوغان، كما نما النظام الإيراني، وخاصة الحرس الثوري الإيراني، من خلال استخدام العقوبات الأمريكية لصالحه ويمزج الحزب الحاكم في تركيا بين التطرف الديني وعلامته الاستبدادية على الرغم من التظاهر بأنها دولة عصرية حديثة وترغب في العمل مع الغرب وأوروبا، ولكن في جوهرها، يتعلق الأمر بالسيطرة على تركيا بالكامل وإجراء تحولات خبيثة بالمجتمع، فالعملة الضعيفة والأزمة المستمرة يمكن أن تكون من العوامل التي تصب في مصلحة النظام، وقد تكون الطريقة التي أساءت بها القيادة التعامل مع انحدار العملة هي عدم الكفاءة، ولكن يمكن أيضًا أن تدار على مراحل أو تستخدم الأزمة لصالح النظام.