الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل حدث شقاق بين الحوثيين وإيران؟

الرئيس نيوز

قلل الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، علي رجب من أهمية الأنباء التي تتحدث عن رغبة حوثية في التباعد عن حليفتها الرئيسية إيران؛ بزعم أن جماعة أنصار الله المعروفة إعلاميًا بـ"الحوثي"، طلبت من الرياض المهيمنة على الأجواء اليمنية، السماح للسفير الإيراني حسن إيرلو مغادرة البلاد، وأنها لن تستبدل إيرلو بأي مسؤول دبلوماسي آخر.
قال رجب خلال حديثه مع "الرئيس نيوز": "من المستبعد تمامًا حدوث هذا الأمر، فالجماعة الشيعية بالنسبة لطهران أداة تنفيذ لمخططاتها التوسعية، والجماعة المسلحة لا يمكن لها التخلي بسهولة عن الدعم الإيراني، فهو بمثابة الرئة التي يتنفسون منها، ومن دون وصول هذا الدعم، ستفقد الجماعة فاعليتها". 

لفت رجب إلى أن شيعية اليمن شيعة زيدية، وشيعة إيران إثنى عشرية (إمامية)، وهناك فروق جوهرية بين المذهبين، لكن المصالح السياسية أحدثت تماهي بينهما، وخلقت بينها وحدة في الهدف وهي الهيمنة على اليمن، وهذا الهدف لم يتحقق بعد على الرغم من سيطرة الجماعة على العديد من المحافظات اليمنية، وبالتالي من الصعب التنبؤ حاليًا بأن الجماعة تريد أخذ مسافة من حكم الملالي والتبعية له، وربما يحدث ذلك مستقبلًا إذا ما تحقق هدف الحوثيين في الهيمنة على البلاد.   
رجح رجب أن يكون الطلب الحوثي جزء من خطة تشويش وتمويه للتغطية عن أمور أخرى، أو محاولة لإحراج السعودية؛ وإظهارها في مشهد الرافض لخروج شخصية دبلوماسية لتلقي العلاج في الخارج. 

كانت كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، كشفت عن طلب تقدمت به جماعة الحوثي التي تسيطر على محافظات يمنية عدة، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014 إلى السعودية، عن طريق وسيط ثالث بالسماح للسفير والضابط السابق في الحرس الثوري بالعودة إلى بلاده، دون أن تبيّن الجهة الوسيطة، فيما أكدت الرياض عدم السماح لأي طائرة إيرانية بالوصول إلى مناطق الحوثيين. 
نقلت الصحيفة عن مسؤولين إقليميين وغربيين قولهم، إن القادة الحوثيين أكدوا للرياض أنهم "لن  يستبدلوا إيرلو بدبلوماسي إيراني جديد"، وأضافت "بدأت الرسائل تصل إلى السعودية في الأيام الأخيرة"، وكانت الرسائل تطلب "الإذن بإعادة إيرلو إلى طهران عبر طائرة إيرانية ستأتي لتقله"، لكن الطلب قوبل بالرفض.
من جانبها، اعتبرت الرياض هذا الطلب إشارة إلى أن "الحوثيين كانوا يحاولون النأي بأنفسهم عن نفوذ طهران، وفقاً لمسؤولين نقل عنهم التقرير.

أكد المسؤولون الإقليميون، وفقاً لتقرير "وول ستريت"، إن قادة الحوثيين أبلغوا الرياض أن إيرلو بحاجة إلى المغادرة للحصول على علاج طبي أفضل بعد تأكد إصابته بكورونا، لكن المسؤولين قالوا، إن إيرلو لا يزال يعقد اجتماعات في اليمن، ولا توجد علامات على إصابته بـ"كوفيد-19.
وفي سياق متصل، قالت الصحيفة، إنه في العام الماضي جرى "تهريب عنصر من الحرس الثوري الإيراني إلى اليمن، وعُين سفيراً للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون"، في إشارةٍ إلى إيرلو، الذي تسعى الجماعة التي تسيطر على العاصمة صنعاء اليوم إعادته إلى طهران، في ظل رفض سعودي مشروط.
وقال السعوديون لقادة الحوثيين عبر الوسيط، إنهم "لن يسمحوا لإيران بقيادة طائرة إلى اليمن لإيصال إيرلو"، وبدلاً من ذلك اقترحوا أن يتم نقله "على متن طائرة عُمانية أو عراقية، ولن يسمح لطائرة إيرانية بالهبوط"، بخاصة وأن الرياض تتهم جارتها الفارسية باستخدام طائرات مدنية لنقل أسلحة إلى اليمن.

هناك شرط آخر أورده التقرير الأميركي على لسان السعوديين، إذ أكد أن الرياض شددت بأن "إطلاق الحوثيين سراح بعض المحتجزين السعوديين لديها" يُعد شرطاً مسبقاً للسماح لإيرلو بمغادرة البلاد.
أوضحت "وول ستريت"، أن مسؤول إقليمي يقول إن إيرلو بات عبئاً عليهم، أي الحوثيين، وإنه "بات مشكلة سياسية بالنسبة إليهم".
واستقبلت إيران سفيراً للميليشيا الحوثية في طهران في عام 2019، ثم أرسلت إيرلو إلى صنعاء في العام الذي تلاه.
واتهمت واشنطن والرياض إيران بتزويد الحوثيين بصواريخ باليستية وطائرات من دون طيار وتدريب ومستشارين، سمحت للميليشيات الحوثية بأن تكون تهديداً أمنياً للسعودية والمنطقة.
وفي تأكيد للاتهامات السابقة التي قدمتها الحكومة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها، أكدت "وول ستريت جورنال" أن إيرلو منخرط بعمق في مساعدة الحوثيين عسكرياً من خلال التخطيط الميداني، لكن نفوذه في اليمن عزز التصور السلبي في البلاد بأن الحوثيين يتبعون طهران بشكل مطلق.