رغم تصريحات التقارب.. تقرير: تركيا ليست مستعدة للتخلي عن الإخوان
أبدت تركيا استعدادًا لإصلاح العلاقات مع إسرائيل ومصر ودول أخرى في الشرق الأوسط، ولكن علاقات أنقرة بتنظيم الإخوان، وهي نقطة شائكة لجميع هذه العلاقات الثنائية تقريبًا، أكثر تعقيدًا مما تراه العين، وفقًا لصحيفة Turkey 24.
وتعتقد بينار ترمبلاي، المحللة المتخصصة في الشؤون التركية، والباحث الزائرة في العلوم السياسية بجامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لطالما أعلن وصرح بأنه يريد المصالحة مع دول الخليج ومصر وإسرائيل، بل وكرر أردوغان أن تحسين العلاقات مع إسرائيل سيعود بالنفع على السلام الإقليمي، ولكن كل هذه الدول ترغب في أن تسحب أنقرة دعمها المفتوح لتنظيم الإخوان، وهو تنظيم دولي يضم مجموعات وكيانات وأفرع سياسية مختلفة تحت مظلته الواسعة، وتم تصنيف تنظيم الإخوان على أنه منظمة إرهابية في دول مثل مصر والبحرين والسعودية وروسيا والإمارات وسوريا، وأصبحت تركيا مركزًا لأعضاء تنظيم الإخوان المنفيين بعد الربيع العربي واليوم بينما تريد تركيا إعادة بناء العلاقات في المنطقة، فإن دعمها لتنظيم الإخوان يمثل أبرز القضايا الخلافية رئيسية.
منذ عام 2013، برزت قطر وتركيا كداعمين رئيسيين للإخوان، ولكن على عكس قطر، التي كان دعمها ماليًا في الغالب، فإن علاقات أنقرة بالتنظيم معقدة ومتعددة الطبقات وانتشرت التقارير الصحفية التي تفيد بأن العديد من دول المنطقة طالبت تركيا إغلاق مكاتب التنظيم في اسطنبول، ولكن مسؤولا بيروقراطيًا كبيرًا، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته في أنقرة، قال لموقع المونيتور الأمريكي: "هذا ليس حتى خيارًا مفتوحًا للتفاوض بالنسبة لنا".
في تركيا، تتمتع الكيانات التابعة لتنظيم الإخوان في تركيا بدعم محلي ونمو عضوي، وعلى الرغم من أن براغماتية أردوغان معروفة جيداً، لكن دعمه لم يتزعزع فيما يتعلق بقضايا الإخوان خلال العقدين الماضيين، لكن خيارات السياسة الخارجية لتركيا في الشرق الأوسط تتضاءل، وأنقرة اليوم تريد كسر عزلتها وقد أجبرته حاجة أردوغان للحصول على موافقة محلية أعلى قبيل انتخابات الرئاسة على التحدث بشكل ودي أكثر عن مختلف المنافسين في الشرق الأوسط، ولكن أوراق المساومة التركية نادرة، وربما يكون دعمها للإخوان من بين الأوراق القليلة التي لا تزال مهمة ولكن على الرغم من أنها قد تكون مستعدة للموافقة على كبح أنشطة بعض أصوات تنظيم الإخوان، إلا أنه بالنسبة لأنقرة من السابق لأوانه ومن الخطورة للغاية قطع الروابط مع تنظيم الإخوان، وحتى لو كانت لدى أنقرة الإرادة السياسية لإنهاء دعمها، فماذا سيحدث لتنظيم الإخوان في الداخل؟ وعلق المسؤول الكبير بقوله: "إذا أغلقنا المكاتب وطردنا أعضاء الإخوان، فماذا سيكون المطلب التالي؟".
سمح حزب العدالة والتنمية للعديد من المنظمات الإسلامية بالعمل بحرية، وسد الثغرات في التعليم والمساعدات الاجتماعية والاقتصادية في الداخل والخارج وكانت منظمة IHH، على سبيل المثال، قوة لا يستهان بها لأي سياسي. في نهاية شهر نوفمبر، لقي أربعة متطوعين شبان من المنظمة مصرعهم في حادث سيارة، وقدمت التعازي من جميع قادة الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية الإسلامية المختلفة، إن اجتماعات أردوغان الأخيرة مع الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان، ولي عهد الإمارات، توحي باستعداد تركيا لإعادة تنظيم سياساتها في المنطقة.
ومع ذلك، قال دبلوماسي تركي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "علاقات تركيا الجيدة مع أي دولة في الشرق الأوسط تشبه قلعة من الرمال على الشاطئ فقط مسألة وقت حتى تأتي الموجة التالية لتبدد القلعة وتتغلب عليها" وأضاف أن "اعتماد قطر على تركيا يتضاءل بسرعة مع عودتهم إلى حظيرة دول مجلس التعاون الخليجي، والآن، يجب أن يدرك الناس أن كل ما تبقى لتركيا هو الإخوان، ولذلك، أتوقع احتضانًا أقوى، ربما أقل وضوحًا، وأقل سماعًا، لكن بالتأكيد يدرك أردوغان أن التنظيم هو أفضل أداواته وحليف الحكومة التركية الآن".