لماذا قرر أبي أحمد العودة مجددًا إلى جبهة القتال؟
بعد ساعات من إعلان "جبهة تحرير تيجراي" استعادة السيطرة على مدينة لاليبيلا التاريخية، واتهام أديس أبابا للخرطوم بدعم وإيواء المعارضة المسلحة، قال مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، إن الأخير عاد إلى جبهات القتال مرة أخرى، لقيادة المعارك في الصفوف الأمامية.
زعم المكتب، في بيان بثّه التلفزيون الإثيوبي الرسمي، أنّ القوات النظامية الإثيوبية والقوات المساندة لها بقيادة رئيس الوزراء الإثيوبي تمكنت من السيطرة على سلاسل جبال زوبل ومدن روكا وبورونا وفوكيسا، وهو الامر الذي لم يتأكد بعد لمنع السلطات الحكومية وسائل الإعلام من الوصول إلى هناك.
لفت البيان إلى أن القوات المشتركة نجحت في قطع الطريق الاستراتيجية بين ولديا ومقلي، العاصمة الإقليمية لتيجراي، كما أعلن مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي، مساء أمس الأول السبت، أن الجيش الإثيوبي يحاصر مسلحي جبهة تحرير تيجراي في الطريق الرئيسية بين مدينة ولديا ومقلي عاصمة الإقليم.
جبال زوبل
مكتب الاتصال الحكومي أصدر بيانًا نقلته وسائل الإعلام الإثيوبية إن القوات الحكومية والقوات المساندة لها تطوّق سلسلة جبال زوبل الاستراتيجية، في محاولة لقطع الإمدادات والطريق بالكامل أمام عودة مسلحي تيجراي إلى الإقليم، ومنعهم من نقل الممتلكات التي قاموا بنهبها إلى العاصمة مقلي.
وزعمت "جبهة تحرير التيجراي" أن انسحابها من بعض المدن أمور تكتيكية، لإعادة ترتيب الصفوف، ومعاودة القتال وإنهاء الحرب لصالحها في أقرب وقت ممكن.
تقدم ميداني
وتفيد تقارير إثيوبية أن الجيش الإثيوبي قبيل قطع طريق ولديا ومقلي تمكّن من السيطرة الكاملة على مدن غورا ورقي الاستراتيجية، على الحدود بين أمهرة وتيجراي.
تابعت تلك التقارير أن القوات المشتركة الإثيوبية سيطرت كذلك في جبهة وتشالي على سلسلة الجبال الاستراتيجية من أمباسل وروبيتنا وغولبون ومللي كوتشان، في محافظة ورّبابو، وكولبون في محافظة هابرو. وأن الجيش الإثيوبي يتقدم نحو مدينة مرسى بهدف السيطرة عليها.
وتربط تقارير بين التقدم الميداني الذي أحرزته القوات الموالية لأبي أحمد، نتيجة الدعم العسكري الصيني التركي الإماراتي، خاصة الدعم المتمثل في الطائرات بدون طيار. وقالت الاستخبارات الامريكية إنها رصدت ذلك الدعم الأجنبي لقوات الحكومة الفدرالية، وأنها ستطالب تلك الدول بوقف ذلك الدعم؛ لنزع فتيل الأزمة وتخفيف حدة التوتر.
نفي سوداني
من جانبها نفت وزارة الخارجية السودانية الاتهامات الإثيوبية بدعم جبهة تحرير تيجراي أو تدريب عناصرها في مواجهتها مع الحكومة الفيدرالية.
أوضحت الوزارة، في بيان صحافي، اليوم الأحد، إنها "تابعت بمزيد من الدهشة والاستغراب الخبر الذي نشرته وكالة فانا، الإذاعية الحكومية الإثيوبية، بتاريخ التاسع من ديسمبر الحالي، والذي اتهمت فيه السودان بدعم جبهة تحرير تيجراي، وادعت قيام السودان بإيواء وتدريب عناصر الجبهة لمواجهة قوات الحكومة الإثيوبية، وأشارت الوزارة إلى أنه وبإزاء تلك الادعاءات الجزافية والمنافية للحقيقة، تودّ تأكيد التزام السودان التام بمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأن ما أوردته وكالة فانا لا أساس له من الصحة مطلقاً.