تقارير: إخوان ليبيا يسعون لتأجيل الانتخابات خشية الهزيمة
بدأت مجموعة من المتظاهرين المحسوبين على جماعة الإخوان في ليبيا، اعتصاما أمام مقر مفوضية الانتخابات في العاصمة طرابلس، للمطالبة بتأجيل الانتخابات حتى إجراء استفتاء على دستور البلاد.
ويشير الاعتصام إلى تصعيد الإخوان من أجل تأجيل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر الجاري ويأتي هذا التصعيد بعد تقارير تشكك في نوايا الجماعة.
وقالت التقارير، وفقًا لموقع فرانس 24 إن الإسلاميين توصلوا إلى اتفاق مع برلمانيين مؤيدين للمشير خليفة حفتر بشأن تأجيل الانتخابات.
وقالت صحيفة Digital News الكندية إن معارضة الإسلاميين الليبيين للانتخابات الرئاسية لم تكن مفاجأة، فعلى مدار سنوات، كان الإخوان يضغطون ضد الانتخابات، مبررين موقفهم بضرورة إجراء استفتاء على الدستور أولاً.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة وصول المتظاهرين إلى مقر مفوضية الانتخابات ونصبوا خياما أمام المبنى لتنظيم اعتصام ورفعوا شعارات "لا لانتخابات بغير دستور".
وأكدت وسائل إعلام ليبية أن المتظاهرين ينتمون إلى مليشيا غنيوة بقيادة عبد الغني الككلي ومليشيات من الزاوية ومصراتة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، ويرى مراقبون أن تصعيد جماعة الإخوان، الذي يأتي بعد أن دعا قادة إسلاميون إلى اعتصام أمام مقر مفوضية الانتخابات، يعكس عدم ثقة الجماعة في حظوظ رئيس الوزراء المؤقت عبد الحميد الدبيبة المقرب من الإخوان وتركيا في الفوز بالرئاسة.
تصاعدت مخاوف الإخوان من احتمال هزيمة الدبيبة في الانتخابات بعد أن قضت محكمة ليبية بأن سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، يمكنه التنافس في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مما يلغي قرار الهيئة الانتخابية العليا في البلاد باستبعاده، ويرى مراقبون أن الإخوان يناورون حاليا لتأجيل التصويت خوفا من فقدان نفوذهم السياسي، خاصة في ظل تراجع شعبية الإسلاميين في الدولة .
وطالب النائب صالح فهيمة الفاعلين السياسيين بالتوقف عن العبث بالانتخابات، قائلاً في منشور على فيسبوك: "عندما تصادر حكم الأغلبية وتعيق تحقيق رغباتها في ممارسة حقها الديمقراطي، فهذا يعني أنك تخليت عن حقها الديمقراطي".
وشدد على الفروق الصارخة بين ما يحاول البعض بتصويره على أنه تعبير سلمي عن الرأي وحقيقته المقيتة كمحاولة إخضاع آراء الآخرين لهم، وشدد فهيمة على أن الانتخابات ليست هدفا في حد ذاتها، بل وسيلة للوصول إلى الاستقرار السياسي.
وأضاف: "من يقبل بالديمقراطية وسيلة للحكم وطريقة للوصول إلى السلطة فعليه أن يتقبل نتائجها"، يأتي ذلك في وقت تتغير فيه المواقف بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، مع تحول جذري في موقف البرلمان الليبي، الذي كان يضغط في وقت سابق من أجل إجراء التصويت في موعده، يتجه الآن نحو التأجيل وخلال جلسة مغلقة عقدت وسط الأسبوع، ورد أن الأعضاء ناقشوا تطورات العملية الانتخابية.
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة Arab Weekly اللندنية إن هدف الاجتماع كان تأجيل الانتخابات وعرقلة إطلاق القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة، وتسبب ترشيح سيف الإسلام القذافي ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة في إرباك حسابات مجلس النواب المقرب من حفتر الذي يترشح هو الآخر لرئاسة الجمهورية، وشهدت ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية معارك قضائية مع طعون على ترشيح الدبيبة وطعن نجل القذافي لرفض مفوضية الانتخابات ترشيحه.
ودعا النائب زياد دغيم المعروف بتأييده لحفتر والجيش الوطني الليبي إلى تأجيل الانتخابات، مرددًا موقف الإخوان المسلمين الرافض لإجراء الاقتراع في موعده، وقال دغيم في تصريح لموقع "24 ساعة" المحلي، إن "العملية الانتخابية دخلت غرفة الإنعاش والبرلمان يحاول إنقاذها من خلال تشكيل لجنة متابعة والتواصل مع الهيئة والمؤسسات ذات الصلة"، مؤكدا "ضرورة ضخ دماء جديدة في السلطة التشريعية في فبراير المقبل وفق خطوتين، الأولى اجراء انتخابات نيابية وان كانت جزئية لحين تسوية الانتخابات الرئاسية.
وتابع: "والثاني هو إعادة انتخاب رئاسة جديدة في البرلمان وفق انتخابات نيابية جزئية"، وقبل ذلك، دعا رئيس مجلس الدولة المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين خالد المشري إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية والنيابية حتى فبراير المقبل.