الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

انتحار عضو "النهضة".. ورطة للغنوشي وفضيحة جديدة لإخوان تونس

الرئيس نيوز

صدمت تصريحات راشد الغنوشي حول انتحار ناشط في حركة النهضة التونسية كافة متابعي ومراقبي الشؤون السياسية التونسية الذين وصفوا تعليقات زعيم الإخوان في تونس بالمخزية واستمرارًا للانتهازية السياسية وخطاب المظلومية. 

وقال بعض المراقبين لصحيفة Digital News الكندية إن الغنوشي، زعيم الإخوان، أراد أن يلعب مرة أخرى بورقة الضحية، نافياً مسؤوليته عن الحادث، وقالت السلطات وأعضاء في حزب النهضة إن شخصًا لقي مصرعه وأصيب 18 آخرون بينهم اثنان من قيادات حزب النهضة في حريق بمقر الحزب يوم الخميس. 

وأعلنت النهضة على فيسبوك إن أحد "نشطاءها"، موظف استقبال سابق من مواليد 1970، لقي مصرعه في الحريق، وبعد الحادث بقليل، قال الغنوشي للصحافيين إن الرجل الذي مات كان "ضحية أخرى للفقر والتهميش... ولحرب إعلامية غير عادلة من جديد ضد النهضة.

وقال الغنوشي إن الرجل "أمضى 10 سنوات في السجن بسبب نشاطه ضد دكتاتورية زين العابدين بن علي، لكن بعد عقد من الثورة التي أطاحت بالحاكم، لم يكن لديه أي شيء، ولا حتى الحد الأدنى من الكرامة، وقال منذر لونيسي مسؤول النهضة إن الغنوشي لم يكن في المبنى وقت الحريق.

استنكر العديد من التونسيين تصريحات الغنوشي على وسائل التواصل الاجتماعي ووصفوا تعليقاته بالمخزية، حيث اتهم غالبية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي رئيس حركة النهضة بمحاولة التستر على الأسباب الحقيقية وراء انتحار الناشط، وهو قيل إنه عمل حارسا في مقر الحركة وانتحر بعد أن رفض الغنوشي استقباله والاستماع إلى مشكلته، قال أحد مستخدمي فيسبوك، "إن حركة النهضة، بقيادة راشد الغنوشي، لديها قدرة مروعة للغاية على التحريف ولي عنق الحقيقة ولعب دور الضحية، حتى في أكثر السياقات خطورة وجدية وحتى أمام الموت. 

وقالت وزارة الداخلية إنه تم العثور على جثة "الناشط" "المتفحمة" في المبنى، ونقلت وسائل إعلام تونسية عن مصادر قضائية قولها إن الشخص "أضرم النار في نفسه في الطابق الأرضي" من المبنى.

وقال أعضاء في الحزب إن رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس حزب النهضة علي العرياض نقلوا إلى المستشفى بعد أن قفز من الطابق الثاني للمبنى هربا من ألسنة اللهب، وكذلك رئيس المجلس الاستشاري عبد الكريم الهاروني. 

ونشرت صحيفة Arab Weekly صورًا لرجال الإطفاء وقوات الأمن التونسية يعملون في أعقاب حريق في مقر حزب النهضة الإسلامي وسط العاصمة تونس، وشاهد الصحفيون في مكان الحادث ألسنة اللهب والدخان يتصاعد من نوافذ المبنى في وسط تونس بينما كان الناس يتسلقون لنجدة الأعضاء داخل المبنى، وأعلنت وزارة الداخلية فتح تحقيق في أسباب الحريق.

حزب النهضة، الذي شهد انخفاضًا حادًا في شعبيته على مدى السنوات القليلة الماضية، كان أكبر قوة في البرلمان التونسي منذ فترة وجيزة بعد ثورة 2011 في البلاد، ولعبت دورًا مركزيًا في السياسة الوطنية إلى أن أقال الرئيس قيس سعيد الحكومة وعلق أعمال البرلمان في 25  تموز، وكان طلب النهضة بتعويضات مالية ضخمة لأعضائها عن سنوات القمع المزعومة في قلب الجدل السياسي في تونس، مما أثار غضب العديد من التونسيين الذين اتهموا الحركة الإسلامية بمحاولة احتكار السلطة وجني الفوائد الشخصية. 

وسلط حادث الانتحار يوم الخميس الضوء على عدم المساواة الاجتماعية داخل الحركة، حيث يعيش معظم القادة حياة مزدهرة، بينما يكافح المؤيدون لتغطية نفقاتهم. 

وأعاد حادث الانتحار، الخميس، إلى الأذهان أيضا ذكرى محمد البوعزيزي الذي أشعل الثورة في تونس في 2011، وكتب أحد مستخدمي فيسبوك، "قبل عشر سنوات، أحرق البوعزيزي نفسه وأوصلك إلى السلطة، واليوم، ضحى" البوعزيزي "من حركة النهضة بنفسه ليطردك من اللعبة السياسية".