الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"لخدمة أجندتهم المتطرفة".. خبراء: الإخوان يستغلون الليبراليين في الغرب

الرئيس نيوز

يشيع في السنوات الأخيرة استغلال تنظيم الإخوان وأتباعهم لليبراليين والنيوليبراليين في جميع أنحاء أوروبا لترسيخ أجندتهم والترويج لأفكارهم المتطرفة والحصول على قبول مثير للدهشة والاستغراب في المجتمعات الغربية، هذا ما عبر عنه لورينزو فيدينو، مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن والخبير الأبرز في تاريخ وتكتيكات تنظيم الإخوان، أثناء كلمته في جلسة نقاشية استضافها مركز الأبحاث "اتجاهات للبحوث والاستشارات" في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأوضح فيدينو للحضور أن  الإخوان يستخدمون لغة "الصحوة" من أجل التمويه على طبيعتهم الحقيقية وهم يتجذرون في أوروبا، حيث يتمتع الجيل الثاني من النشطاء بالذكاء الشديد في الخطاب السياسي الأوروبي والغربي، وبفضل هذا أصبحوا قادرين على فعل ما كان يطمح إليه الجيل الأول من الرواد ولكنهم لم يكونوا قادرين على فعله حقًا.

وأضاف فيدينو: "لقد تبنوا لغة نظرية ما بعد الاستعمار، وهي سياسة تقدمية للغاية إنها توهم بالصحوة وإيقاظ قيم الإسلام، ولا تخلو من استخدام مفاهيم العنصرية وتمويه طبيعتها الحقيقية بلغة تجعلها أكثر قبولًا وجاذبية لأي فكر تقليدي". على سبيل المثال، خلص فيدينو إلى أنه "نرى هؤلاء النشطاء يعملون عن كثب مع منظمات المثليين LGBTQ والحركات التقدمية للغاية التي ليس لديهم سوى القليل جدًا من القواسم المشتركة معهم".

كما أشار إلى قدرتهم على اختراق المؤسسات والتي شوهدت للتو في العمل في حملة مجلس أوروبا التي مولتها بروكسل لصالح مظاهر إسلامية مؤخرًا، وقالت أميلي شيلي، مؤلفة "قاموس الإسلام السياسي" الفرنسي Dictionnaire des Islamismes (Cerf) في تصريحات لصحيفة L’Express إن تنظيم الإخوان "يريد تدمير الغرب من الداخل، وهذا مشروع طويل الأمد يتضمن استخدام القواعد الديمقراطية لأغراض تخريبية".

وردا على سؤال "ماذا تقدم الهوية اليسارية والليبرالية لقوى الإسلام السياسي؟"، قالت الصحيفة الفرنسية إن أبرز ما يحصل عليه الإخوان من دورانهم في فلك اليسار والليبرالية هو التغطية المثالية وفقا لتصريحات البروفيسور كريستوف نودين لصحيفة لوموند: "بفضل إضفاء المظاهر المقبولة على الأفكار المتطرفة، أصبح اليسار لعبة في يد الإخوان".

وقالت الصحيفة: "خذ شركة بينيتون على سبيل المثال، التي أطلقت للتو حملة إعلانية ذكية للغاية (مثل حملاتها الاستفزازية التي روجت لتهجين الثقافات في الثمانينيات)، فهناك مغني راب لديه العديد من المتابعين وفكرة "رائعة جدًا" لإرضاء الشباب، فهو يروج لحجاب ملون "للجنسين"، والمغني يعرف باسم غالي وهو إيطالي من أصل تونسي، إنه سعيد لأن بينيتون تروج لهذا "الحجاب الشامل" الذي يرتديه الرجال، ولكن كما كتبت فاليري تورانيان ، مديرة Revue des deux mondes ، في العدد الأخير من مجلتها الشهيرة: "ليس لدى غالي وبينتون نية لاتباع النظام الإسلامي الإيراني أو الأفغاني، إن مغني الراب يريد فقط أن يلعب ليكون متمردًا في المنطقة الدافئة مستمتعًا بدعم اليسار لشتى الحقوق، وتحميه أزياء بينيتون والديمقراطيات التي لديها استعداد للدفاع عن أي شيء طالما ظاهره مقبول بغض النظر عن جوهره السام مثل إيديلوجية تنظيم الإخوان.

وبالمثل أصبح الاتهام بالإسلاموفوبيا من الاتهامات الجاهزة والمعلبة للتخلص من أي ناشط مناهض للإسلام السياسي، وكانت المدارس الكندية شديدة التقدم قد واجهت هذا الاتهام بمجرد منع قراءة كتب مليئة بأفكار الإخوان وفي باريس، يشارك اليسار العلماني في "المسيرة ضد الإسلاموفوبيا" حيث ترددت صيحات "الله أكبر"، ويصوت حزب العمال البريطاني باتي على طرد الصحفي تريفور فيليبس بتهمة انتقاد التعددية الثقافية، كما أوضح الفيلسوف الفرنسي رينيه فريجوسي لصحيفة لوفيجارو، أنه يشعر بالصدمة من تلاقي النضالات خاصة وأن العدو المشترك بين اليسار والإخوان هو الغرب الذي أصبح غير مفهوم بالفعل وتغير شكله تغيرًا جذريًا.