هل يلتقي الأمير محمد بن سلمان بأردوغان في قطر؟
بينما تمر تركيا بتضخم وأزمة عملة في أعقاب سلسلة من قرارات خفض أسعار الفائدة، بدأ الرئيس التركي، رجب أردوغان بزيارة رسمية إلى الدوحة، وهو الوقت الذي يتزامن مع زيارة مقررة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وهي الزيارة التي تعد الأولى منذ قررت السعودية قطع علاقاتها مع الدوحة العام 2017.
وعلى الرغم من أن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، قال إنه لا نية لعقد لقاء بين أردوغان والامير محمد بن سلمان، أفاد مسؤول خليجي مطلع على زيارة ولي العهد السعودي أن مناقشات جرت لترتيب اجتماع بين أردوغان والأمير محمد في قطر خلال الأسبوع وأن الاجتماع لم يتأكد حتى الآن.
وإذا ما تم اللقاء بين محمد بن سلمان وأردوغان، سيكون هذا أول اجتماع مباشر بين الاثنين بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2018.
تقول الباحثة في الشؤون الخليجية، أميرة الشريف، لـ"الرئيس نيوز": "اللقاء بين ابن سلمان وأردوغان، لم يتأكد حتى الآن، لكن هناك جهود كبيرة تبذلها أنقرة والرياض لترميم العلاقة بينهما بعدما تصدعت على خلفية قتل الصحفي السعودي في القنصلية السعودية بإسطنبول". ولفتت إلى أن الأوضاع الاقتصادية في تركيا دفعت أردوغان إلى تحسين العلاقات مع الخليج عامة، فقد أعاد علاقات بلاده بالإمارات، ويريد الأمر كذلك مع السعودية، وربما تكون الدوحة بيئة مناسبة للقيام بعملية إعادة الاعلاقات.
ووقعت تركيا وقطر عشرات الاتفاقات الاثنين على هامش زيارة أردوغان إلى الدوحة، ولفت وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إلى أن بلاده لا تعتزم طلب مساعدات مالية من قطر، وأضاف: "لم نأت إلى قطر لنطلب منهم إرسال أي أموال بعينها. نحن هنا فقط لبحث تحسين علاقاتنا".
كما أعلن وزيرا الخارجية القطري والتركي أن الدوحة وأنقرة ستوقعان عشرات الاتفاقات يوم الاثنين خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غير أن تركيا لا تعتزم طلب مساعدة مالية. وأوضح الوزير القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو أن قطر تتطلع لفرص تكشف عنها التحديات الاقتصادية التي تواجهها تركيا.
أشار الشيخ محمد إلى أنه من المقرر أن توقع قطر عشرات الاتفاقات مع تركيا وأن تستثمر بكثافة في تركيا. وأضاف أن بلاده تتطلع لما قد يظهر من فرص من خلال المحادثات.
من جانبها أعلنت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، الأحد، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتوجه إلى قطر، الاثنين، في زيارة رسمية تستغرق يومين، استجابة لدعوة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
وقالت الرئاسة التركية، في بيان نقلته وكالة "الأناضول" التركية، إن أردوغان سيشارك في الدوحة، باجتماع اللجنة الإستراتيجية العليا بين البلدين في نسخته السابعة.
وأضاف البيان أن اجتماع اللجنة الاستراتيجية سيعقد برئاسة أردوغان وأمير قطر، بمشاركة الوزراء المعنيين من كلا البلدين، وعلى هامش الاجتماع، سيعقد الزعيمان لقاء قمة، وتعتبر هذه القمة الـ29 بين الرئيس التركي وأمير قطر خلال 70 شهرًا، وهو رقم قياسي في تاريخ العلاقات بين البلدين، وربما في تاريخ العلاقات الدولية، بحسب وكالة "الأناضول".
وتابع البيان أن الاجتماع "يناقش الخطوات التي يمكن إجراؤها لتعميق علاقات التعاون بين البلدين، ويبحث العلاقات الثنائية بكافة أبعادها".
وذكر أن الجانبين التركي والقطري "سيتبادلان وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية والثنائية، وأن جدول أعمال الجانبين يتضمن التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية".
وقالت وكالة الأنباء القطرية إن أردوغان سيصل، الاثنين، قطر في زيارة رسمية يترأس خلالها وفد بلاده في اجتماع الدورة السابعة للجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا.
وأضافت: "سيبحث أمير البلاد والرئيس التركي، الثلاثاء، علاقات التعاون الاستراتيجي المشترك وأوجه تعزيزه في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة آخر مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، كما سيتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات مختلفة ".